بروميثيوسْ... مابينَ العِقاب والخَلاص!
الفنون البصرية >>>> أساطير الشعوب
بدأت القصة حين ثار "زيوس" ضد والده "كرونوس" وبقية الجبابرة القدماء فتخلى بروميثيوس عن الجبابرة ليحارب إلى جانب زيوس والآلهة الأولمبيين ضدهم، إذ رأى أنهم الجانب المنتصر، لذا لم يعاقبه زيوس كما عاقب الجبابرة، وعهد إليه بخلق البشر مع شقيقه "إيبيميثيوس" الذي افتقر للحكمة بعكس أخيه.
قام بروميثيوس بخلق البشر من الطين بينما نفخت "أثينا" الروح فيهم، وأسند لأخيه مهمة إعطاء مخلوقات الأرض صفاتها المميزة، كالمكر والفراء والأجنحة وغيرها. إلا أن إيبيميثيوس لم يُبق شيئاً من الصفات المميزة للبشر، لذلك أعطاهم بروميثيوس الحضارة وميزة الوقوف على قدمين كما تقف الآلهة، وأعطاهم النار.
أحب بروميثيوس البشر أكثر من الآلهة الأولمبيين الذين أرسلوا معظم عائلته إلى الجحيم، لذلك حين أصدر زيوس قراراً يفرض على البشر أن يقدموا أضاحيَ للآلهة قام بروميثيوس بخداعه لحماية البشر. قدّم بروميثيوس قربانين أحدهما من العظام المغطاة بالشحم المتلألئ والأخرى من اللحم الجيد المحشو داخل معدة ثور، وخير زيوس بينهما فاختار قربان العظام الذي أوحى شكله الخارجي أنه الأجود والأفضل.
وبما أنه كبير الآلهة وقد قال كلمته التي لا يستطيع أن يرجع عنها، فقد توجّب عليه أن يقبل بالعظام كأضحيةٍ ويترك اللحم للبشر. إلا أنه بالمقابل حرمهم من النار غضباً من خداعه. وهنا تحدى بروميثيوس زيوس آخذاً شعلةً من النار إلى البشر، مما دفع الأخير إلى عقابِ بروميثيوس والبشر.
فكان عقاب البشر أن أمر زيوس إله المعادن والنار "هيفاستوس" Hephaestus أن يخلق امرأة تكون آية في الجمال والسحر، فخَلق "باندورا". أعطى الآلهة لباندورا العديد من الهبات وأعطاها الإله "هيرمس" قلباً مخادعاً ولساناً كاذباً وجرةً مغلقةً يُحرَّم عليها فتحها، ونزلت باندورا إلى البشر.
رغم أن بروميثيوس حذّر أخاه إيبيميثيوس من السماح لباندورا بالإقامة بين البشر، إلا أنه سمح لها بذلك مأخوذاً بجمالها.
ثم لم يلبث أن استولى الفضول على باندورا ففتحت جرتها لتعرف ما في داخلها. وخرجت من الجرة أنواع الشرور والأوبئة فانتشرت في الأرض، بينما بقي في أسفل الجرة الأمل فقط، إذ كان فزع باندورا من الشر الذي انتشر قد دفعها إلى إغلاق الجرة قبل أن يخرج الأمل.
أما عقاب بروميثيوس فقد كان شديداً، إذ كان قد خدع زيوس في أمر الأضحية وسرق شعلة النار، كما رفض أن يخبر زيوس اسم ابنه الذي تنبئ له أنه سيطيح بحكمه. أُخذ بروميثيوس إلى أحد جبال القوقاز ورُبط بالسلاسلِ إلى صخرة، ثم جُعل نسرٌ يأكل كبده طوال النهار، ولأنه كان خالداً فقد كان الكبد يعود إلى حاله ليلاً ليأكله النسر ثانية في اليوم التالي.
وللخلاص من العذاب كان لدى بروميثيوس خياران، إما أن يُفصح عن هوية الابن الذي سيطيح بحكم زيوس، أو أن يَتطوّع من أجله واحدٌ من البشر الفانيين وواحدٌ من الخالدين ليُنفذا شرطين. فوافق القنطور "شيرون" Chiron على أن يموت من أجل بروميثيوس منفذاً بذلك الشرط الأول، وقتل "هرقل" النسر منفذاً الشرط الثاني.
وبذلك تخلص بروميثيوس من العذاب الذي فرضه عليه زيوس.
المصادر :
هنا
هنا
هنا