غواصة سايكلوب
الهندسة والآليات >>>> الهندسة البحرية
هل أعجبتك الصور و المشاهد التي يتم التقاطها في أعماق البحار و المحيطات لكائنات بحرية , بعضها نعرفها , و أخرى يتم اكتشافها جديدا ؟ هل تساءلت لماذا لم يتم إلى يومنا هذا استكشاف كل أنواع الحياة المائية في أعماق البحار ؟
في المقال التالي تستطيع أن تتعرّف على إحدى الوسائل القليلة لبلوغ تلك الأعماق :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد تم مؤخرا بناء غوّاصة تستطيع الوصول إلى عمق 3 كيلومتر تحت سطح الماء لتساعد في كشف قاع البحار و المحيطات. , و بذلك تكون قد تفوّقت في مدى غوصها على معظم الغوّاصات الحالية. تسمّى هذه الغواصة باسم سايكلوبس (Cyclops) و لها شكل يشبه الرصاصة, و مصنوعة من ألياف الكربون , و من المتوقّع أن تبدأ بعملها في عام 2016.
و لمعرفة مدى أهمّية غوّاصة استكشافية بحثية , كسايلكوب, فلا يمكن إلّا أن نذكر أنه لا يوجد سوى 100 غوّاصة للأغراض التجارية أو الخاصة , بينما يزيد عدد الغوّاصات العسكرية على 600 غوّاصة, و ذلك بحسب مدير شركة أوشن غيت (OceanGate) المعنيّة بتسجيل الغواصات عالميّا و مالكة سايكلوب, إذ منحت شركة أوشن غيت جامعة واشنطن مبلغ 5 مليون دولار لتطوير و تصميم هذه الغوّاصة.
من الغوّاصات الـ 100 هناك الغوّاصة الأمريكية آلفن (Alvin) التي تستطيع الغوص بعد عدّة تعديلات عليها إلى عمق 6,5 كيلومتر , و هناك الغوّاصة الأستراليّة الصنع و المسمّاة ديبسي تشالنجر (Deepsea Challenger) و ذلك نسبة إلى أعمق نقطة تحت سطح الماء, حيث إنّها مصمّة للوصول إلى تلك النقطة و التي تقع 11 كيلومتر تحت سطح الماء.
كما نلاحظ من الصورة فإن مقدمّة الغوّاصة تتكون من نافذة زجاجية عريضة تمنح الركّاب بداخلها زاوية رؤية عريضة جدّا تبلغ 180 درجة, و تبلغ سماكة جدارها المكوّن من ألياف الكربون 17 سم , و تعمل بالطاقة الكهربائية من بطّارية ليثيوم, و التي تستطيع العمل حتّى 8 ساعات بأقصى طاقتها, إلّا أن سايكلوب لا تحتاج لأن تعمل بأقصى طاقتها طيلة فترة الغوص , لذلك فإن البطّارية يمكن أن تدوم حتى 96 ساعة.
تأمل الشركة المالكة لـ سايكلوب أن تستفيد شركات التنقيب عن الغاز و النفط , و شركات المناجم البحريّة , بالإضافة إلى شركات الصناعة الدوائية و الباحثين و حتّى السياح من خدمات هذه الغوّاصة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المرّة القادمة الّتي تشاهد فيها صورا و لقطات من قاع المحيطات لا تنس أن تشكر عبقريّة الإنسان التي استطاعت صنع مثل هذه الوسائل للوصول إلى الأعماق و إرسال أجمل الصور إليك و أنت مسترخ أمام التلفاز.
المصدر : هنا