السجادة الحمراء.. ما الذي يجعلها ذات مكانة مهمة؟
الفنون البصرية >>>> فن وتراث
أول ذِكرٍ للسجادة الحمراء كان في مسرحية "أغاممنون" للكاتب "إيسكيلس". ففي المسرحية تقوم زوجة أغاممنون "كليتمنيسترا" بتحضير السجادة كغطاءٍ لمكيدتها المدبرة لقتل زوجها، زيرِ النساءِ، العائدِ من حرب "طروادة" منتصراً، فيمشي أغاممنون على السجادة التي ظنّ أنها مُعدّةًٌ للاحتفال بنصره.
كان أغاممنون مُلِماً بتقليد بَسطِ السجادة لتبجيل الآلهة، وفي البداية شعر بأن عليه أن يكون حذراً بشأن عدم احترام أو إهانة "زيوس" وبقية الآلهة، لكن زوجته أقنعته أن ما من خطر في ذلك الأمر مشيرةً بمكرٍ إلى أن ملك طروادة "برايام" ما كان ليخاف المشي عليها لو أنه ربح الحرب.
في الواقع كان على أغاممنون أن يؤمن بحدسه الأول وأن يوجّه حذره نحو زوجته حيث يكمن الخطر الحقيقي. إلا أنه للأسف لم يتبع حدسه بكل الأحوال فخَطَا على السجادة بتبجحٍ ليُقتل على يد عشيق زوجته الذي كان ينتظره عند نهايتها.
والمُلفت في الأمر هو أن الإغريق والرومان كانوا في الحقيقة يحبون اللون البنفسجي! فقد كان اللون البنفسجي مقياساً للفخامةِ بالنسبة لذوي المراتب العُليا في اليونان القديمة. لذلك يظن الباحثون اليوم أن السجادة التي ذُكرت في المسرحية لم تكن حمراء، بل كانت بنفسجية أساساً ثم تغير لونها في القصة على مدى السنوات والقرون.
لاحقاً ومنذ وقتٍ ليس ببعيدٍ، حين كُرّم الرئيس "جيمس مونرو" عام 1821 في "بروسبيكت هيل" قرب نهر "واكامو" في "كارولينا الجنوبية"، فقد مُدّت له سجادةٌ حمراءُ وصلت حتى النهر.
لكن ما أرسى القواعدَ التقليدية للسجادةِ الحمراءِ فعلاً هو السكك الحديدية. إذ إنّ المسافرين في "نيو يورك" و "شيكاغو" الذين ركبوا قطار القرن العشرين، قد صعدوا على متنه ونزلوا عنه على سجادةٍ حمراءَ وُضعت لتزيد رحلتهم فخامةً وتفرداً.
وفي النهاية، رغم أن السجادة الحمراء لا تزال تحظى بالاهتمام اليوم إلا أنها بكلِّ تأكيدٍ لم تعد شيئاً شديد التميز والفخامة كالسابق، إذ بات المشي عليها الآن بمتناول أي فنانٍ حتى ولو كان صغيراٌ.
المصادر:
هنا
هنا