إنترنت الأشياء
المعلوماتية >>>> إنترنت الأشياء
المصطلح للوهلة الأولى يمكن يبين مفكك، غير مفهوم تماماً، وحتى غير منطقي. شو يعني انترنت الاشياء؟ كيف ممكن يصير واقع؟ وشو الأشياء يللي رح يقدمها وعميقدمها حالياً ليرضي الهوس البشري اللامتناهي بالرفاهية يللي صارت مرتبطة بشكل أساسي بالتكنولوجيا بحياتنا اليومية.
إنترنت الاشياء أو internet of things هو مفهوم يتطور بشكل موجه من الشركات العالمية وبشكل غير موجه في الوقت نفسه. ويعني ببساطة ربط كل شيء على كوكب الأرض بشبكة واحدة وكأن للكوكب شبكة عصبية. منذ عام 2008، تجاوز عدد الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت 8.7 مليارات جهاز، وهو أكبر بكثير من عدد البشر الذين يستخدمون الشبكة العنكبوتية. هكذا نرى بأن إنترنت الأشياء ليس مجرد تصور للمستقبل بل هو أمر حاصل فعلاً، لكن المستقبل يحمل الكثير من الإمكانات المفتوحة التي يمكن أن يحققها هذا المفهوم.
كيف يعمل إنترنت الأشياء؟
للحصول على إنترنت الأشياء سنحتاج إلى: إنترنت، وأشياء، ومعرّفات لهذه الأشياء على شبكة الإنترنت (مثل عنوان IP)، ووسيلة اتصال، وبروتوكولات اتصال.
ماهي الأشياء التي نتحدث عنها؟
تخيل أي شيء في العالم. الكرسي، الغسالة، النباتات المنزلية، الأجهزة الطبية، مفاتيح السيارة، القطارات، باصات النقل الداخلي، إشارات المرور، أنابيب الصرف الصحي، لوحات الإعلان، حاجز شارع بغداد، علب البيبسي، وطبعاً الموبايلات والحواسب والأجهزة اللوحية. وحتى – لسخرية القدر- البشر الذين اخترعوا التكنولوجيا. إنترنت الأشياء يحول الأشياء إلى أغراض ذكية تستطيع التواصل مع بعضها ومع جهة معينة تسمح بالتحكم بها أو الحصول على معلومات منها.
ما الفوائد من هذه العملية؟
تعِدُ الشركات الكبيرة دائماً بأشياء كبيرة تصب في رفاهية البشر وتحسين حياتهم. سنورد فيما يللي بعض الأمثلة عن ما يمكن إنجازه بانترنت الاشياء:
1- التواصل مع الأشياء: من خلال إنترنت ستكون قادراً في أي وقت من الأوقات على أن تعرف الكثير من المعلومات عن أي شيء حولك باستخدام جهازك النقال مثلاً أو ربما نظارات إلكترونية. تستطيع أن تنظر إلى علبة البيبسي على رف أحد المتاجر لتعرف تاريخ الصلاحية والمكونات وأي معلومات أخرى مثل "اشتريني اليوم وأفلس بقية الشهر". أو أن تنظر إلى شخص في الشارع فتستطيع قراءة بطاقة أعماله أو معلوماته الشخصية، تخيل كم ستوفر من الجهد في إخراج الهوية المكسورة للحاجز عندما يستطيع معرفة معلوماتك بنظرة واحدة. أو كم ستوفر من الوقت في التعرف على إحدى الفتيات قبل أن تعرف أنه تستمع لأغاني روتانا وتكره كرة القدم!
2- المراقبة: إنترنت الأشياء يتيح المراقبة عن بعد لكثير من التطبيقات. يمكن للمشفى أن يراقب جهازا صغيراً موصولاً إلى ملابسك بدل أن تذهب إلى المشفى لتجري تخطيط دوري للقلب. أو أن ترسل لك نبتتك المنزلية رسالة نصية لتقول لك بأنها عطشى. يمكن مراقبة الازدحام في شبكات النقل، التسرب في شبكات الصرف الصحي لمعرفة مواقع الخلل بعد تزويدها بحساسات تتصل إلى الإنترنت. بنفس الطريقة تمكن مراقبة التلوث وحمل الشبكة الكهربائية وربطها جميعا بجهة مراقبة مركزية.
3- التحكم: العملية اللاحقة للمراقبة تكون عادة التحكم. فعندما يلحظ المشفى مثلاً خللاً في ضربات القلب يرسل لك رسالة بأن تتوقف عن بذل المجهود ويرسل لك سيارة إسعاف. البيانات المتبادلة عن مواقع السيارات وحالة الطرق تستخدم لتخفيف الازدحام. من الممكن أن تضع ملابسك في الغسالة وستقوم شبكة من الحساسات الذكية بقرار موعد التشغيل لتخفيف العبء عن الشبكة.
4- محركات البحث الحقيقية: بعد أن كان الإنترنت حكراً على المعلومات، سيكون بامكانك البحث عن أشياء حقيقية مثل مفاتيح السيارة، قطك الأليف، أصدقاءك الخونة الذين لم يقوموا بالاتصال بك للخروج معهم... إلخ.
5- الألعاب: بإمكان إنترنت الأشياء أن يحول كل ما حولك إلى بيئة تفاعلية في ألعاب الموبايل، فبدل أن تلعب لعبة SIMS مع شخصيات افتراضية من الممكن أن تلعبها مع أشخاص حقيقيبن، أو أن تحول السيارات في الشارع إلى أغراض افتراضية في ألعاب الموبايل وتقوم بالركض بينها (على مسؤوليتك الشخصية طبعاً).
قد يبدو الكلام السابق للبعض جامحاً بعض الشيء لكن الحقيقة خلاف ذلك، فمعظم هذه التقنيات يجري تطويرها على قدم وساق وكثير منها قطعت أشواطاً كبيرة، لكن الطريق لا تزال طويلة.
وفي النهاية لا بد من مواجهة السؤال، إلى أي حد يستهلكنا التطور التكنولوجي كبشر؟ هل نتحول فعلاً إلى عبيد للتكنولوجيا التي اخترعناها؟ والسؤال الأهم برأيي هو ما مقدار الخصوصية التي نفقدها كل يوم وسنفقدها أكثر فأكثر وما مقدار الثقة التي يجب أن نضعها في الجهات التي تملك كل معلوماتنا وتفاصيل حياتنا اليومية.
في المقالة القادمة سنتحدث عن السبيل للتوفيق بين إنترنت الأشياء وهواجس الثقة والخصوصية.
References:
1- هنا
2- هنا
3- هنا
4- هنا