إمكانيات البيتون تتحدّى أغرب الأشكال المعمارية
العمارة والتشييد >>>> التشييد
يمكن تشبيه البيتون بطريقة أو بأخرى بالحمض النووي DNA، حيث يمكننا تحديد صفاته الفيزيائية والتحكُّم بها وفق حاجات المشروع. فعن طريق ضبط الخلطة أو إضافة مواد جديدة إلى البيتون يمكن جعله مقاوم للماء أو تغيير خصائصه بحيث يصبح عازلاً للصوت أو جعله يولّد الطاقة من خطوات الأقدام أو حتى تنقية الهواء من التلوّث! يمكن للبيتون أن يصبح متعدّد الخصائص بشكل مدهش لدرجة أنّه يمكن استخدامه كحبر لطابعات عملاقة ثلاثية الأبعاد فنقوم بطباعة المباني مثلاً!
كل ذلك يعتمد على تشكيل البيتون وتصميمه. في مستويات أكثر تعقيداً، يتطلّب تصميم البيتون خبرات هندسية عالية المستوى يمكن الوصول إليها فقط عبر التجارب والأبحاث. ما قد يبدأ كفكرة في مخيّلة المعماري يتطلّب خطة دقيقة ومسار محدّد عند التنفيذ، فخصائص البيتون تعتمد بشكل كلّي على اختيار المكوّنات، الخلط بالطريقة الصحيحة، النقل، الصب والتشطيب النهائي.
تقنيّاً، البيتون خليط من الماء، مادة حبيبية مالئة وإسمنت. الماء والإسمنت يشكّلان مادة رابطة مكونة من الحجر الجيري والطين، أما المادة المالئة فقد تتنوّع مكوناتها، وهذا ما يحقّق أكبر استفادة ممكنة من مادة البيتون .
عن طريق خلط البيتون في الموقع أو في مصنع قريب، يمكن التحكّم بالبيتون وجعله أخف وزناً، أو إعطائه شفافية مما يسمح للضّوء بالدخول إلى المبنى، أو حتى خلطه مع مادة عازلة كحبيبات الزجاج الممدَّد الخفيف الوزن مما يزيد جودة عازليته الحرارية.
إنّ التعددية والمرونة الّتي يتصف بها الإسمنت تجعله من أكثر المواد استخداماً من قبل الإنسان وأكثرها إفادةً له، وباعتباره خليط فهو قابل لاستيعاب أي مادة جديدة قد تطوّرها التكنولوجيا، فعلى سبيل المثال بقايا الّرماد الناتج عن معامل الطّاقة يُستَخدَم في إنتاج الإسمنت، وهذه العملية توفّر ملايين الدولارات وتقلّل انبعاثات الكربون الناتجة عن الإنتاج التّقليدي للإسمنت. والعلماء واثقون أنّه مهما كانت المواد الّتي سيتم اختراعها في المستقبل، فإنّها ستجد طريقها للتجريب والاختبار في إنتاج الإسمنت.
هل تعتقد أنّ البيتون سيستطيع مجاراة الأشكال المعمارية في المستقبل والّتي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم؟ أم أنّ مواد جديدة ستزيحه وتحل مكانه؟
------------------------------------------------------------------------------------
المصدر:
هنا