الجغرافيا
صناعة الباحثين >>>> تعرف الفروع الجامعية
والجغرافية اليوم أصبحت ذات مظهر وعملي معاً أساسه التحليل والتعليل، حيث برزت أهميتها في حل الكثير من المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وشان الجغرافية هو شأن العملة، لها وجهان متكاملان: الأول: طبيعي، مجاله الأرض مسرح الحياة. والثاني: بشري، مجاله الإنسان صاحب الحق في الوجود على هذا المسرح. وبهذين الوجهين المتكاملين تأخذ الجغرافية شكلها الحديث، وبذلك تُقسم الجغرافية إلى فرعين: أولهما: الجغرافية الطبيعية وثانيهما: الجغرافية البشرية، وإن هذا التقسيم لا يعني إقامة حواجز بين القسمين، بل هي ضرورة اقتضتها طبيعة العصر الحديث.
والجدير ذكره أن هناك فرع ثالث مستقل عن فروع الجغرافية، وهو "الجغرافية الإقليمية" والتي تتناول دراسة جميع عناصر البيئة الطبيعية والمظاهر البشرية في إطار إقليمي (إقليم معين).
وفيما يلي سنستعرض أهم ما تتناوله أقسام الجغرافية:
أولاً: الجغرافية الطبيعية Physical Geography:
● جغرافية التضاريس: تبحث في الرؤية التضريسية في المكان، وتعالج مسألة نشأة وتكوين وشكل سطح الأرض.
● الجيومورفولوجية (علم أشكال سطح الأرض وتطورها): تبحث تشكّل الأشكال التضريسية وتصوّر التفاصيل الدقيقة التي تشكِّل تضاريس السطح، وتغيرات التضاريس عبر الزمن على مدى العصور الجيولوجية.
● جغرافية البحار والمحيطات: يبحث في نشأة وتكوين البحار والمحيطات والأحواض التي احتوتها، وأنواع التضرُّس تحت سطح البحر، ويبحث أيضاً في مياه البحار والمحيطات من حيث خصائصها وتحركاتها والحياة فيها.
● المُنــــاخ: يبحث في عناصر المُناخ في المكان (حرارة – ضغط جوي – رطوبة وتساقط – حركة الهواء والتكاثف)، ويرتبط علم المُناخ بعلم الميترولوجيا (علم الأرصاد الجوية).
● الجغرافية الحيوية (جغرافية الحياة): تبحث في الرؤية الحيوية (الحياة النباتية والحيوانية) في أنحاء الأرض، مصوّراً نشأة هذه الحياة وتطورها، والعوامل التي كانت وراء هذا الانتشار، وما طرأ عليها من تغيير وتطوّر عبر العصور الجيولوجية.
● جغرافية الترب: تبحث في عوامل تكوّن الترب وأسس قوانين انتشار وتوزع الترب المختلفة وتصنيفها على سطح الكرة الأرضية.
ثانياً: الجغرافية البشرية Human Geography:
● الجغرافية الجنسية (جغرافية السلالات البشرية): تدرس الإنسان من حيث أصله وسلالاته ومميزاته الجسمانية ومدى تأثرها بالعوامل الطبيعية.
● الجغرافية الاجتماعية: وثيقة الصلة بعلم الاجتماع، وتقسّم إلى ثلاثة أقسام، هي:
▪ جغرافية السكان: تدرس اتجاهات النمو السكاني، وعوامل هذا النمو من مواليد ووفيات وهجرة، ودراسة انتشار السكان وتوزيعهم وكثافتهم.
▪ جغرافية العمران الريفي: تبحث في مراكز سكن الإنسان الريفية، والضوابط الحاكمة لانتشار القرى في إقليم ما، مع دراسة الأسلوب المعماري للمساكن الريفية، وإلقاء الضوء على أصل التجمعات السكنية وتتابعها التاريخي، وعلاقاتها الوظيفية.
▪ جغرافية المدن: يمكن إجمال المفاهيم الأساسية في جغرافية المدن على النحو التالي: وظائف المدن – المناطق التابعة لها – فهم موقع المدينة وتباعدها – توزيع المدن – القاعدة الاقتصادية للمدن – الأشكال والأنماط الداخلية للمدن.
● الجغرافية السياسية: تبحث في الدولة كظاهرة جغرافية لها حدودها وموقعها الجغرافي وبناؤها وتكوينها، ولها مقوماتها البشرية وإمكاناتها الاقتصادية ونظامها، والعلاقات التي تربطها مع الدول الأخرى.
● الجغرافية الاقتصادية: فرع ضخم وعريق من فروع الجغرافية البشرية، تبحث في نشاط الإنسان وفاعليته على سطح الأرض، فتدرس أنماط هذا التفاعل وأساليبه ومستوياته المتباينة، كما تدرس علاقات الإنتاج، وتقسم إلى جغرافية الزراعة - جغرافية الصناعة – جغرافية التجارة – جغرافية النقل – جغرافية الموارد..... وغيرها..
تُدرّس الجغرافية في الجمهورية العربية السورية في كل من جامعة دمشق وتشرين وحلب كفرع مستقل من فروع العلوم الإنسانية لمدة أربع سنوات للحصول على الإجازة الجامعية بما فيها السنة الرابعة الاختصاصية (حيث يختار الطالب إما الشعبة الطبيعية أو الشعبة البشرية)، ، بالإضافة إلى الدراسات العليا (ماجيستير – دكتوراه).
وبالنسبة للمقررات السنوية، فهي 14 مقرر في الثلاث السنوات الأولى، و12 مقرر في السنة الرابعة، كالتالي:
● السنة الأولى: تغلب على مقرراتها الصبغة الطبيعية، ومن أهمها (مبادئ الجيولوجيا – جغرافية البحار والمحيطات - الجغرافية الفلكية – المُناخ العام – المُناخ الإقليمي – مساحة ومصورات عامة).
● السنة الثانية: تغلب عليها الصبغة البشرية الاقتصادية، من أهمها (جغرافية الصناعة – جغرافية الزراعة – جغرافية النقل والتجارة – جغرافية المياه - جغرافية السكان – جغرافية التربة – الخرائط الموضوعية)
● السنة الثالثة: وتتناول دراسة إقليمية بالإضافة إلى الصبغة البشرية والطبيعية، ومن أهم مقرراتها (جغرافية الوطن العربي في آسيا وأفريقيا – جغرافية سورية العامة – جغرافية سورية الإقليمية – الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية - جغرافية اجتماعية – الأنثروبولوجيا – جيومورفولوجية)
● السنة الرابعة:
▪ الشعبة الطبيعية: وتتناول دراسة تفصيلية تطبيقية في أهم أقسام الجغرافية الطبيعية، منها:
(علم المُناخ التطبيقي – الجيومورفولوجية المُناخية التطبيقية – الهيدرولوجيا التطبيقية – جغرافية سورية الطبيعية – تلوث البيئة وحمايتها – الجغرافية الحقلية)
▪ الشعبة البشرية: تبحث في أصول الدراسة الإقليمية والبشرية أهم مقرراتها:
(جغرافية سورية البشرية والاقتصادية – جغرافية السياحة والخدمات – أسس التقسيم الإقليمي الاقتصادي – الجغرافية الريفية والتخطيط الريفي – جغرافية المدن والتخطيط الحضري – التنمية البشرية والاقتصادية)
بالإضافة إلى 6 مقررات في إحدى اللغات الأجنبية المتوافرة (حسب رغبة الطالب) وهي موزعة على 4 مقررات عامة ومقررين اختصاصيين (نصوص جغرافية بلغة انكليزية).
والجدير ذكره، أنه تمّ افتتاح شعبة ثالثة للاختصاص (في السنة الرابعة) في جامعة دمشق، وهي شعبة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، انطلاقاً من أهمية الخريطة وتصميمها وتقنية الاستشعار عن بعد في المعرفة الجغرافية الحالية والمستقبلية، واستجابةً لمتطلبات التنمية والتطور الحضاري التي نعيشها اليوم.
وتضم شعبة الخرائط المقررات التالية:
(نظم المعلومات الجغرافية GIS 1 و2 – تصميم الخرائط الطبيعية والبشرية ووضعها – تفسير الصور والمرئيات الرقمية – معالجة الصور والمرئيات – خرائط الحاسوب – إخراج الخرائط – علم الخرائط المعاصر – أنظمة القياس الجغرافية)
أما بالنسبة لمستقبل الخريج الجغرافي، فكما هي الجغرافية علم واسع جداً، فإن مجالات العمل فيها أيضاً واسعة جداً، فيمكن للخريج الجغرافي حسب اختصاصه أن يعمل بالإضافة إلى التدريس، في كل قطاعات المجتمع من الدفاع والداخلية إلى الخارجية والتربية والتخطيط الإقليمي المدني والحضري العقاري والإدارة المحلية والصحة والزراعة والموارد المائية وفي الاستشعار عن بعد وتصميم الخرائط المطلوبة لجميع القطاعات.... وبالتالي لا غنى لهذه القطاعات عن الجغرافي المتميّز بدراساته المكانية المميزة..