تقينات حديثة كشفت أنَّ شكل X للصبغيات غير صحيح!
البيولوجيا والتطوّر >>>> التقانات الحيوية
ويشرح الدكتور Peter Fraser عن ذلك بأنَّ صورة الصبغيات المتمثلة بشكل X مألوفة لدى الكثيرين، لكن هذه الطريقة الجديدة في التصوير المجهري للصبغي، أظهرت أنَّ هذه البنية موجودة وتحدث بالفعل في الخلايا لكن بشكل مؤقت فقط وذلك يحدث تحديداً عندما تشرع الخلايا بالانقسام.
أغلب الخلايا في الكائن الحي قد أنهت انقسامها، ولم تعد صبغياتها بشكل حرف X، حيث تتواجد الصبغيات في هذه الخلايا بشكل مختلف تماماً، لكن يستحيل حتى الآن تحديد صور دقيقة لبنى هذه الصبغيات.
وضمن الجهود المتواصلة، قام فريق د. بيتر بتطوير طريقة جديدة لمشاهدة شكل الصبغيات الحقيقي حيث تشمل هذه الطريقة إنشاء آلاف القياسات الجزيئية للصبغيات في خلايا مفردة باستخدام أحدث تقانات سَلسَلة الدنا DNA، وبالجمع بين هذه القياسات الصغيرة عبر استخدام حواسيب متطورة، تمكن فريق العمل لأول مرة من إنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للصبغيات.
ويضيف د. بيتر فريرز بأن هذه الصور الفريدة التي تم الحصول عليها لا تظهر فقط بنية الصبغيات، بل أيضاً مسار الدنا DNA فيها بشكل يسمح لنا برسم الخرائط الوراثية لجينات محددة بالإضافة إلى ميزات أخرى، ما يعني أننا باستخدام هذه النماذج ثلاثية الأبعاد، بدأنا بكشف المبادئ الأساسية في بنية الصبغيات ودورها في كيفية عمل الجينوم البشري.
هذا البحث الذي نُشر مؤخراً في مجلة Nature يضع الدنا DNA في سياقه الصحيح ضمن الخلية بشكل يحمل في مضمونه كل من الجمال والتعقيد لجينوم الثدييات، وبطريقة أكثر فعالية من كل النصوص الكثيرة المتعلقة بهذا المجال، ما يعني أنَّ بنية هذه الصبغيات وطريقة التفاف الدنا DNA ضمنها، مرتبطتان بشكل كبير بكيفية ووقت التعبير عن الجينات، والذي بدوره له آثار ونتائج على الصحة، الشيخوخة والمرض.
ويقول Douglas Kell مدير معهد BBSRC عن الموضوع بأن فهمنا لحد الآن عن بنية الصبغيات يبقى محدوداً بمجموعة من الصور المشوشة، بالتزامن مع وجود صور شكل X المألوفة والتي شوهدت قبل البدء بانقسام الخلية حيث تساعدنا هذه الصور الحقيقية على فهم أكبر لكيف تبدو الصبغيات في غالبية خلايا جسمنا كما أن طريقة الالتفاف المعقد للدنا DNA تساعد في الكشف عن كيفية تآثر وتفاعل الصبغيات مع بعضها وآلية ضبط وظائف الجينوم وفقاً لذلك.
بالنهاية، شاهدنا كيف أن تطور التقنيات ساعدنا في وضع تصور لبنية الصبغيات الحقيقية وتغيير نظرتنا القديمة السائدة وهنا تكمن أهمية استمرارنا بالبحث والتطوير وعدم الإيمان المطلق بحقيقة مثبتة فكل شيء رهن للحقائق العلمية التي تتطور باستمرار بحثنا وتعلمنا .. فهل يا ترى ستنكشف لنا حقائق أخرى تغاير نظرتنا السائدة عن كثير من المواضيع العلمية .. ما رأيكم؟
رابط الفيديو: هنا
المصدر: هنا