مجرد التفكير بأنك نمت جيداً قد يحسن من قدراتك الإدراكية
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
وَجَدَ الباحثون في كليَّة كولورادو أنَّ الطُلاب الذين تم إخبارهُم أنَّهم ناموا جيداً ليلاً (حتى ولو لم يناموا جيداً) كان أداؤهم أفضل في اختبارات الانتباه والذاكرة إذا ما قُورِنوا بالذين تم إخبارُهم أنهم لم يناموا جيداً.
ضم البحث 164 طالباً، تم إخبارهم أنَّ تقنيةً جديدةً ستقوم بقياسِ نمطِ نومِهِم في الليل، ثم قُسموا عشوائياً إلى مَجمُوعَتين، مجموعة "النوم الجيِّد" ومَجموعة "النوم السيّء".
أُعطِيَ الطلاب في كلتا المجموعتين محاضرة قصيرة تتحدَّث عن جودة النومِ وأهميَّته في تعزيز الوظائفِ الإدراكية. أُخبروا بعد ذلك أنَّ مُعَدَّلَ نومِ الريمِ (نوم حركات العين السريعة REM sleep) هو ما بين 20 و30 % من إجمالي فترة النوم.
تم بعد ذلك توصيل المشاركين بآلات وتَم إخبارُهم أنَّها سَتَقيس تَردُّدات مَوجاتِ الدِّماغ لديهم.
أُخبر المُشارِكُون في مَجموعة "النّوم الجيِّد" أنَّهم قَضوا 28.7 % من نَومِهم في مرحلةِ الريم (REM)، بَينَما أُخبِر أعضاءُ مجموعة "النوم السيء" أنَّهُم قَضَوا مجرد 16.2 % من نومهم في مَرحلة الريم.
وعندما أخضع الباحثون الطلاب لتَمرين إدراكي يَقيسُ القُدرةَ على سَماعِ وتحليلِ المَعلُومات، وجدوا أن الطُلاب الَّذينَ أُخبِروا أَنهم نامُوا جَيِّداً كان أدائهم أَفضلَ بكثيرٍ منَ الطُلاب الذينَ أُخبروا أنهم ناموا بشكلٍ سيءٍ.
يقول البَاحِثونَ أنَّ ما مر به الطلاب هو أحد أنواع مفعول البلاسيبو الشهير، وهو "النَّومُ الإيحائي" "Placebo sleep". حيث أن تأثيرُ المعلوماتِ التي أُخبِرَ بِها الطَّلبة كانَ إيحائياً، يعمل على تغيير توقعات المشارك العقلية لقدراته و تأثير العوامل المختلفة عليه.
خَلُص الباحثونَ إلى أنّ هذهِ النتائج تدعمُ الفرضيةَ القائلةَ أنَّ العقليةَ يمكن أن تؤثر على الحالة الإدراكية سواءاً سلباً أو إيجاباً، مما يشير إلى طرق للتحكم بإدراك وصحة الفرد.
في دراسةٍ مشابهة نُشرت في مجلة العلوم النفسية، وَجَدَ الباحثونَ أنَّ عقليَّةَ الفردِ يُمكن أن تُؤثّرعلى العلاقةِ بينَ التمرينِ والصحة. فعلى سبيل المثال، إن عاملات الفنادق اللواتي تم إخبارهن أن عَمَلَهُنَّ كان تمريناً رياضيِّاً جيداً حصدنَ نتائجَ أعلى في مؤشِّراتِ الصحةِ إذا ما قورنَّ بالعاملات اللواتي اعتَقدنَ أنَّ عملهنَّ لا يُمَثِّلُ تمريناً جيَِّداً. سواء كان هذا التَّغيرُ في الصحة مباشراً أو غير مباشر، إلا أنَّه من الواضح أنَّ العَقليَّة تؤثِّر بشكلٍ كبيرٍ على الصحة. هذه النتائج تُشير إلى أن مجرَّ تفكيرك أنك قد تمرَّنت، قد يجعلك فعلاً أكثر صحَّة.
هذه الدِّراسات ككل تُظهِر قُوةَ التأثيرِ المموَّه. فليس من السر أن عقليتنا قادرة و بالفعل تؤثر على إدراكنا بل و حالتنا الفيزيولوجية الى درجة ما، ممَّا يعني أنه إذا أخبرك شخصٌ ما أنَّ العِلاج الفُلاني سيعمل، هذا يعني أنه غالباً سيعمل اذا ما قمت بتصديقه. التَّأثير الذي يُغيِّرُ عقليَّتك يكونُ مهماً عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالصِّحة.
المصادر:
هنا
هنا
هنا