إذا كنتَ تعتقدُ أنّ مياهَ المسابحِ معقّمةَ، فكّر مجدّداً!!
الطب >>>> مقالات طبية
هل تعتقد أنّك تعلم فعلاً ماذا يوجد في تلك المياه الزرقاء البرّاقة المنعشة والتي تُطفِئُ حرَّ يومٍ صيفيٍّ ساخن؟!
لنتحدّث بدايةً عن البِراز والبول، وإذا كنت تعتقد أنّ الكلور المتواجد في الماء يقوم بحمايتك بشكلٍ كامل من هذه الأشياء، فكّر مجدّداً!
يقول Thomas Lachocki الرئيسُ التنفيذي للمنظمة الوطنيّة للمسابح في الولايات المتّحدة:
"يعتقد الناس بأنّ مياهَ المسابحِ مُعَقَّمةٌ لاحتوائها على مادة الكلور، ولكنّ الأمرَ ليس كذلك، فـ بمجرّد دخولِ جسمٍ بشريّ إلى حوض السباحة لن تبقى هذه المياه معقمة، فالعديد من الجراثيم والبكتيريا ستنتشر فيها".
هذه الجراثيم التي تأتي منك ومن السبّاحين الآخرين ستجعلُ مهمةَ الكلور في الحفاظِ على المياه معقمةً أصعبَ بكثير!
وأحد المُتَّهَمين الرئيسيين في هذه العمليّة هو: البول، حيث يُعدُّ تفاعل الكلور مع البول السببَ الحقيقيّ وراء احمرار وتَهَيُّج عيون السبّاحين، وليس نتيجة الكلور وحدَه!
يخسرُ الكلور قدرته على حمايتنا بشكلٍ كامل من الجراثيم التي تسبح في حوض السباحة إذا ما ازدادت كمّيّته والمخلّفات الأخرى.
تضيف Michele Hlavsa رئيسةُ برنامج السباحة الصحيّة في مركز التحكم ومكافحة الأمراض في الولايات المتحدة:
"تتفاعل المخلَّفات المختلفة التي نحملها لحوض السباحة مع الكلور الموجودِ فيه، وبالتالي لن يتبقى منه كمية كافية لقتل الجراثيم والعوامل الممرضة الأخرى".
فقد أظهرت الدراسات أنّ الإنسان العاديَّ يجلب معه إلى مياه المسبح ما يلي:
0.14 غرام من البراز.
ما يعادل 330 – 660 مل من العرق.
كوب من البول.
ومليارات الكائنات المجهريّة التي تعيش على الجلد.
تقول Hlavsa أنّ بإمكان كلّ طفل من الأطفال الذين يرتادون المسابح حمْلَ ما يقاربُ 10 غرامات من البراز إلى الحوض.
• أخطارٌ أخرى تطفو على السطح!
بإمكان مياه المسابح أيضاً أن تحمل عواملَ ممرضةً أُخرى كـ النوروفيروس والإيشيرشيا الكولونية والليجونيلا.*
يمتلك الكلور القدرة على قتل هذه العضيّات، و لكن ابتلاع و لو كميةٍ قليلةٍ من المياه في الفترة القصيرة التي تسبق موت هذه العوامل الممرضة سيكون كافياً لإصابتك بالمرض.
هناك نوعٌ من الطفيليات يدعى بخفيّات الأبواغ cryptosporidium، يوجد
عادةً في حالات الإسهال، ومن الممكن أن تقاومَ هذه الطفيليات تأثيرَ الكلور لمدّة 10 أيّام وبالتالي تبقى ممرضةً في هذه الفترة.
في دراسة أجراها مركز التحكم ومكافحة الأمراض (CDC) في عام 2012، قام الباحثون بمعاينة 69 شخصاً من مرتادي المسابحِ الذين كانوا يعانون من أمراضٍ ذات منشأ مرتبطٍ بالتعرّض للمياه، وكانت النتيجةُ أنّ أكثر من نصف هؤلاء المرضى كانوا مصابين بالنوع السابق من الطفيليّات.
• ماذا بإمكانك أن تفعل؟!
يقترح Lachocki إجراءَ عدة اختباراتٍ للكشف بشكل دوري عن مستوياتِ الكلور والـPH في مياه الحوض.
فكما ذكرنا، إنّ وجود العديد من الجراثيم يمكن أن يسببَ انخفاضاً في مستوى الكلور.
في نهاية المطاف يمكننا القول بأنّ الأمر في الحفاظ على صحّتك من جميع ماسبق ذكره يعودُ لك، وهذه بعض النصائح في ذلك:
قم بالاستحمام قبل السباحة وابقَ بعيداً عن حوض السباحة في حال كنت مريضاً.
حاول تَجَنُّبَ ابتلاع الماء.
لا تقم بالتبوّل أو التبرّز في حوض السباحة.
قم بالذهاب إلى المرحاض بشكلٍ دوري.
تفقُّد حفّاضات الأطفال كلّ ساعة وقم بتغييرها بعيداً عن حوض السباحة.
الحاشية:
* الايشرشيا الكولونية: جرثومٌ يسكن الأمعاء الغليظة للإنسان ويؤلف ٨٠٪ من الجراثيم المتواجدة بشكل طبيعيٍّ داخلَ أمعاء الإنسان، ويشير وجودُ هذا الجرثوم في الوسطِ المحيط إلى وجودِ تلوثٍ بالبراز، لذا غالباً ما يُستخدم مشعراً للدلالة على تلوّث الماء.
* النوروفيروس: أشيعُ سبب للالتهاب المعديِّ المعوي الفيروسيِّ لدى الإنسان.
* الليجونيلا: نوعٌ من البكتيريا التي تنتشر في المياه الراكدة، كما تنتشرُ في صنابير البيوت ودُش الاستحمام إذا غاب السُّكان عن البيت طويلاً.
المصدر:
هنا