العدسات اللاصقة... بوابة البكتيريا إلى عينيك
البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية
من الممكن تفسير ارتفاع نسبة الإصابات البكتيرية لدى من يرتدون العدسات بنسبةٍ تصل لسبعة أضعاف مقارنةً بمن لا يرتدونها بالاختلاف سابق الذكر.
قام الباحثون، من أجل تحديد التجمّع البكتيري في العين، بدراسة الشيفرة الوراثية لمئاتٍ من المسحات المأخوذة من العين و الجفن لأحد عشر شخص لا يرتدون العدسات اللاصقة وتسعة أشخاص ممن يرتدونها. وجد أن الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة كان لديهم ثلاثة أضعاف النسبة الطبيعية من بكتيريا Methylobacterium، Lactobacillus، Acinetobacter و Pseudomonas. على الرغم من أن الأنواع الثلاثة الأولى من البكتيريا سابقة الذكر لا تعدّ ممرضة في الوضع الطبيعي، إلا أنّ دخول بكتيريا Pseudomonas إلى القرنية المصابة (المخدوشة) يمكن أن يؤدي إلى عدوى و يسبب الإحمرار والألم، بالإضافة إلى تشتت الرؤية. وترك هذه الأعراض دون علاج يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة، مسبباً العمى.
من الجدير بالذكر أن المجموعة ذاتها من البكتيريا تتواجد على بشرتنا من دون أن تتسبب بأية مشاكل، بحسب الدكتورة ليزا بارك من جامعة نيويورك. لذلك فإنّه من الممكن أن تكون البكتيريا قد انتقلت من الأصابع إلى العدسات ومن بعدها إلى العيون أثناء ارتداء العدسات، مما يعني انتقال البكتيريا من مكانٍ حيث يكون وجودها طبيعياً إلى مكانٍ آخر حيث تصبح ممرضة.
هناك نتائج إضافية في ذات الدراسة تدعم هذه النظرية، ويمكن تلخيصها بأن البكتيريا الموجودة في عيون من يستخدمون العدسات اللاصقة كانت أشبه بتلك المتواجدة على بشرتهم، أكثر مما كانت في الأشخاص الذين لا يستخدمون العدسات. "مع أن هذا الارتباط ليس قاطعاً، لكنّه يستحق الإهتمام والمتابعة" وفقاً للدكتورة بارك. ويجدر بنا ذكر أن خصائص العدسات بحد ذاتها، مثل الضغط الناتج منها على العين، يمكن أن يحفز النمو البكتيري.
قام الباحثون بتحديد ما يقارب العشر آلاف سلالةٍ مميزة من البكتيريا في العينات، ويقول الدكتور جاك غيلبرت، أخصائي الأحياء الدقيقة في جامعة شيكاغو، أن معرفة أنواع البكتيريا الموجودة في أعين المصابين بالتحديد يساعد الأطباء في اختيار نوع المضاد الحيوي المناسب لمعالجة الإصابات.
ختاماً، ومن أجل تجنّب العدوى البكتيرية المحتملة، من الواجب على الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة الإلتزام بالإرشادات التالية مجتمعةً:
أولاً غسلُ اليدين بشكل جيد قبل إمساك العدسة، ثم استخدام محلولٍ ملحيّ مناسب لغسل و حفظ العدسات، وتغيير عبوة حفظ العدسات كلّ ثلاثة أشهر.
باتّباع هذه التعليمات يمكن أن نقلّل من زيارات الضيوف المجهريين، غير المرغوب بهم، إلى العين.
المصدر: هنا
البحث الأصلي: هنا