الورم الليفي الرحمي (uterine fibroid (leiomyoma
الطب >>>> أمراض نسائية وتوليد
• الورم اللِّيفي في الرحم هو عبارةٌ عن نموٍ ورميٍّ حميدٍ يظهر غالباً في سن الإنجاب، ويُدعى أيضاً بالورم العضلي الأملس (leiomyoma). ولا يزيد الورم الليفي عادةً خطرَ الإصابة بسرطان الرحم ولا تتجاوز نسبة تحوله للخباثة 0.1%
• يتطور الورم اللِّيفي من نسيج العضلات الملساء للرحم، حيث تنقسم خليةٌ بشكل متكرر، مكونةً في النهاية كتلةً كالمطاط.
• تختلف أنماط نمو الأورام الليفية في الرحم فيما بينها – فمنها ما يكون نموه سريعاً ومنها ما يكون بطيئاَ- ومنها مايبقى بنفس الحجم، كما يمكن لبعض الأورام الليفية أن تختفي من تلقاء نفسها أو بسبب طفرةٍ أو خللٍ في النمو، فالعديد من الليفومات التي تظهر خلال فترة الحمل تزول بعد الحمل أي عندما يعود الرحم لوضعه الطبيعي.
• يتراوح حجم الأورام الليفية من أورامٍ صغيرةٍ لا تُرى بالعين المجردة، إلى أورامٍ كبيرةٍ يمكن أن تُوسِّع الرحم وتُشوِّه شكله. كما يمكن أن تكون وحيدةً أو متعددة، وفي الحالات الشديدة يمكن أن تجعل الرحم يتوسع حتى القفصِ الصدري.
• ما لايقل عن 20-80% من النساء في سن الخمسين قد عانين من الورم الليفي في حياتهنّ، ولكن لم يلاحظنَ ذلك لأنه يكون -في أغلب الأوقات- غير عرضي. يمكن للطبيب أن يكتشفه صدفةً من خلال فحص الحوض أو الفحص بالإيكو قبل الولادة.
• لا يزال السبب الرئيسي للورم الليفي مجهولاً حتى الآن، ولكن من خلال الأبحاث والملاحظة السريرية حُدِّدت عددٌ من العوامل التي تلعب دوراً في ذلك:
1- التغييرات الجينية: هناك إثبات على أن الأورام الليفية يمكن أن تكون عائليةً، كما أنها تظهر لدى التوائم الحقيقية، بعكس التوائم غير الحقيقية.
2- الهرمونات: الإستروجين والبروجستيرون، هرمونان يعملان على تحفيز نمو بطانة الرحم خلال كل دورةٍ طمثية لتحضيرها للحمل. كما تم إثبات دورهما في تعزيز ظهور الأورام الليفية، حيث أن الورم الليفي يحتوي على مستقبلاتٍ لهذين الهرمونين أكثرَ من بطانة الرحم الطبيعية. تختفي عادةً الأورام الليفية بعد سن الإياس وذلك بسبب تناقص مستويات هذين الهرمونين.
• هناك عوامل خطورةٍ أخرى يمكن أن تؤثر في ظهور هذه الأورام مثل:
1- عوامل النمو الشبيهةِ بالإنسولين، يمكن أن تؤثر على نمو الليفوم.
2- الحمل: يقِل خطر حدوث هذه الأورام في حال الإنجاب.
3- حبوب منع الحمل تقلل خطورة حدوثها.
4- القصة العائلية: وجود قصةٍ عائليةٍ لورمٍ ليفيٍّ عند الأم أو الأخت، يزيد فرصة حصوله عند السيدة.
5- العِرق: تزداد خطورة الإصابة لدى النساء من العرق الأسود، حيث يمكن أن تظهر الأورام الليفية في عمرٍ أصغر وقد تكون أكبر حجماً.
6- عوامل متفرقة: بدء الدورة الطمثية في عمرٍ مبكر، واتباع حميةٍ غنيةٍ باللحم الأحمر وفقيرةٍ بالخضار والفواكه، وشرب الكحول والبيرة يمكن أن يزيد من خطر ظهورها.
ما هي الأعراض التي تظهر على المرأة ؟
كما ذكرنا سابقا،ً فإنه قد يكون في أغلب حالاته لا عرضياً، ولكن أشيع الأعراض:
• دورةٌ طمثيةٌ غزيرةٌ وطويلةٌ (أكثر من 7 أيام).
• ألمٌ في البطن، والظهر والساقين.
• الحاجة المتكررة للتبول.
• في حالات نادرة، يمكن أن يسبب الورم ألماً حاداً، وذلك عندما ينمو بسرعةٍ كبيرةٍ لا تتناسب مع حجم الدم الوراد إليه، عندها لن تصل المواد المغذية إليه ويموت مسبباً ألما حاداً، ويمكن للمنتجات الثانوية الناجمة عن موت الورم الليفي أن تتسرب إلى الأنسجة المجاورة مسببةً ألما وحرارة.
• حقيقةً ما يُحدد الأعراض والعلامات هو شكل، وحجم وعدد الأورام الليفية:
1- الورم الليفي تحت المخاطية: وهي الأورام التي تنمو ضمن التجويف الداخلي للرحم، هي التي تسبب نزفاً طمثياً غزيراً ودورات طويلةً، وهذا ما يكون عائقاً لدى النساء اللواتي يُخطِّطن للحمل.
2- الورم الليفي تحت المَصْلِي: الأورام التي تنمو على الجدار الخارجي للرحم ويمكن أن تضغط على المثانة مسببةً أعراضاً بولية. في حال توضُّع الورم الليفي على الوجه الخلفي للرحم، فإنه سيضغط على المستقيم مسبباً إحساساً بالضغط، أو على الأعصاب الشوكية مسبباً ألماً في الظهر.
3- الورم الليفي ضمن جدار الرحم: تنمو بعض الأورام الليفية ضمن جدار الرحم. في حال كانت كبيرةً كفايةً، فإنها ستشوه شكل الرحم، وتسببُ نزفاً طمثياً غزيراً بالإضافة للألم وحس الضغط.
متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب في حال ظهرت أحد الأعراض التالية:
• ألمٌ مستمر في الحوض، أو ألمٌ أثناء الجماع.
• دوراتٌ طمثيةٌ غزيرةٌ أو مؤلمة.
• نزفٌ بين الدورات.
• ألمٌ يشتدُّ أثناء الدورة الشهرية
• كبرٌ في حجم الرحم أو البطن.
• صعوبةٌ في إفراغ المثانة.
• وعليك مراجعة الطبيب فوراً في حال حدوث نزيف أو ألم حوضيِّ مفاجئ.
بالرغم من أن أغلب الأورام الليفية عادةً غيرُ خطيرة، ولكن يمكن أن تسبب عدم الارتياح عند السيدة، وقد تؤدي إلى اختلاطاتٍ مثل فقر الدم بسبب النزف الغزير.
• غالبا،ً لايتعارض الورم الليفي مع الخصوبة والحمل، ولكن يمكن في بعض الحالات أن يسبب العقم أو الإجهاض.
• يمكن أن تمنع الأورامُ تحت المخاطية التعشيشَ ونمو الجنين، وغالباً ما يقوم الطبيب بإزالة مثل هذه الأورام قبل التخطيط للحمل، ونادراً ما تَسدُّ الأورام الليفيةُ مدخل البوقين وتمنع مرور النطافِ من عنق الرحم إليهما.
التشخيص:
• عادةً مايتم كشف الأورام الليفية صدفةً خلال الفحص الروتيني للحوض، حيث يلاحظُ الطبيب من خلال الجس خللاً أو تشوُّهاً في شكل الرحم، عندها سيلجأ لعددٍ من الاستقصاءات، ومن أهمها:
1/الأمواج فوق الصوتية (الإيكو): يمكن للإيكو عبر البطن أو عبر المهبل أن يكشف عن وجود هذه الأورام في الرحم.
2/بعض الفحوصات المخبرية: مثل تحليل الدم الشامل في حال الشك بوجود فقر دمٍ ناجمٍ عن النزف الغزير.
• في حال لم يتمكن الإيكو من كشف الورم الليفي، يتم اللجوء إلى استقصاءات شعاعية أخرى مثل:
1- صورة الرنين المغناطيسي: يمكن أن تُحدد حجمَ ومكانَ الليفوم، وتميزَ بين الأنماطِ المختلفة لهذا الورم، وتساعدَ أيضاً في تقرير خطة العلاج حسب نمطه.
2- التصوير الشعاعي للرحم: يتم حقن محلولٍ ملحيٍّ ضمن الرحم لتوسيعه، وتساعد هذه التقنية على التقاط صورٍ للرحم وبطانته. يمكن أن تكون مفيدةً في حال استمرار النزف الغزير وعدم ظهور أي مشكلة في الإيكو العادي.
3- تنظير الرحم: يتم إدخال منظارٍ صغيرٍ خفيفٍ من عنق الرحم ضمن الرحم، ثم يتمُّ حقن محلولٍ ملحيٍّ يُوسِّع الرحمَ ويجعلُ الرؤية أفضل.
العلاج:
• فيما يتعلق بالعلاج، يوجد العديد من الخيارات العلاجية المتاحة، وذلك حسب كلِّ حالة:
1- المراقبة الحذرة: يتم مراقبة المريضات غير العرضيات، أو اللاتي يعانين من أعراضٍ خفيفة.
2- الأدوية: تستهدف الأدويةُ التي تعالج الأورام الليفية الهرموناتِ التي تُنظِّمُ الدورة الطمثية، حيث تُعالج الأعراضَ مثل النزف الغزير والألم الحوضي، مع العلم أنها لا تقضي عليها نهائياً ولكنها تعمل على تقليص حجمها، وتضم مايلي:
مُشابِهاتُ الهرمونِ المُطلِق للحاثَّات التناسلية GnRH:
مثل(Lupron، Synarel،). تُعالَج الأورامُ الليفيةُ من خلال تثبيط إنتاج الإستروجين والبروجستيرون، أي أننا نقوم بإجراء حالة سن إياسٍ مؤقتة. وكنتيجةٍ لذلك سوف تتوقف الدورة الطمثية وتختفي الأورام الليفية ويتحسن فقر الدم.
3- اللولب: يمكن للولبِ الذي يُحرِّر البروجستيرون أن يخفف من النزف الغزير الناجم عن الورم الليفي، ولكنه لا يُغيِّر من حجم الورم.
4- أدويةٌ أخرى مثل مانعات الحمل الفموية التي تخفف من شدة النزف، ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs) لتخفيف الألم، ويمكن للطبيب أن يصف بعض الفيتامينات والحديد في حال وجود فقر دم.
5- في حال عدم الاستفادة من العلاجات السابقة، يمكن اللجوء بدايةً إلى بعض الإجراءات الجراحية الصغيرة مثل تصميم(انصمام) الشريان الرحمي لقطع التروية عن الورم الليفي، واستئصال الورم الليفي بالتنظير أو عبر المهبل، وغيرها...
6- أما في حالة الأورام الليفية الضخمة والمتعددة، يُلجأُ إلى استئصالها جراحياً عن طريق البطن.
7- ويبقى استئصال الرحم الحل النهائي والدائم لعلاج الورم الليفي وهو عمليةٌ كبرى يتم فيها استئصال الرحم، ولكن لا يُلجأ إليها إلا في الحالات الصعبة لما سيترتب على ذلك من فقدان القدرة على الإنجاب.
• في كل العلاجات السابقة عدا استئصال الرحم، يمكن للأورام الليفية أن تظهر مجدداً.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
حقوق الصورة:
www.gettyimages.com