مئة تجربة في علم النفس: ما مدى صحة النتائج؟
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
علينا أن نعي أن هذا لا يعني كون ثلثي الدراسات المنشورة في تلك المجالات في عام 2008 كانت غير صحيحة. فكون النتائج غير قابلة للإعادة لا يعني أن النتائج الأولى كانت خالية من الصحة. لكن كما ينطبق على جميع الدراسات التي لم تخضع للتنقيح والإعادة؛ علينا أن ننظر لتلك النتائج ببعض الشك.
من المعروف عن نتائج دراسات علم النفس الاجتماعي -الذي يبحث في تأثير عوامل معينة على السلوك البشري أنها أقل قابلية للإعادة مقارنة بنتائج تجارب علم النفس المعرفي -الذي يبحث في عمل الدماغ عندما يقوم بخزن الذكريات والتعلم.. إلخ-، لكنه ليس الحقل العلمي الوحيد الذي يواجه الصعوبات عندما يتعلق الأمر بإعادة التجارب. فعند استعراض واحدة من مجلات المشككين بأثر النشاط البشري في تغير المناخ؛ وُجِد أنها مليئة بالأخطاء المنهجية، مما جعل من نتائجها غير قابلة للإعادة. وفي دراسة أخرى، اتضح أن نسبة انتشار نتائج الأبحاث قبل السريرية غير القابلة للإعادة تتعدى 50 %، أي إنفاق 28 مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة وحدها على نتائج غير قابلة للإعادة.
لذا؛ لا ينبغي أخذ هذه الدراسة على أنها مؤشر يجعل من علم النفس أقل موثوقية من غيره، فرغم أن العلم في الأساس هو الافتراض الذي تختبره التجربة ويتم دعمه عند التحقق من صحته ومن ثم الحصول على نتائج مماثلة عند إعادة التجربة، ورغم وجوب تطبيق ذلك في التجارب التي أجريت في العام 2008؛ لكن هذه النتائج تبقى أفضل من لا شيء. بل أن قيام الباحثين بهذه المحاولة لتحليل مصداقية تجاربهم هو بحد ذاته دلالة على مدى الالتزام بالدقة العلمية.
إن السبب وراء نشر هذه الدراسات بدون إعادتها هو أمر معقد بشكل كبير، والبشر يبحثون عن الأجوبة والعلم مجبر على إعطائها. دائما ما يسعى البشر نحو اليقين والعلم يزودهم بذلك مرارا وتكرارا. ومهما كانت الرغبة ملحة في الحصول على نتائج قطعية؛ فلا يمكن لدراسة واحدة أن تعطي أجوبة حاسمة ونهائية، فيبقى البحث العلمي المتكرر هو الوسيلة الأفضل للحصول على نتائج مرضية.
المصادر:
هنا