اختراعٌ جديدٌ يمثّل مستقبل الأدوية المضادّة للألم
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
قام فريق من الباحثين في السويد بتصميم مضخّة دواء تُزرع في الجسم، بدقّة رأس الدبوس، تقوم بإيصال الدّواء بدقّة عالية لدرجة أنّها تحتاج إلى 1% فقط من كميّة الدّواء المعطاة عادةً.
وكما أظهرت نتائج اختبارات أُجريت على سبعة فئران، يمكن للمضخة أن تُثبّت مباشرة على العمود الفقري (على جذر العصب) ويتمّ حقن جزيئات الدواء جزيئة فجزيئة.
تعتمد هذه التقنية على استخدام قطعة مضغوطة، ولكنّها معقّدة من المعدّات المخبرية تدعى بمضخّة الأيون. وببساطة، ستُقذف جزيئة دواء عندما يدخل التيار الكهربائي المضخّة مقابل كلّ إلكترون سيدخل من الطرف الأخر للمضخّة. لذلك فإنّ الأدوية الوحيدة التي ستستعمل هي الأدوية المتشاردة (المشحونة كهربائياً). وهذا يعني أنّ قائمة الأدوية التي يمكن استخدامها ستطول لتشمل المورفين والمواد الأفيونية الأخرى.
ونظريّاً، يمكن للأطباء إخبارك بعدد الجزيئات التي يوصلها لك الجهاز بالضبط. وقد تساعد هذه الجرعات الصغيرة جداً في تجنّب الآثار الجانبية للأدوية. كما قد تُفيد في حالة الأدوية التي لا يمكن استخدامها بجرعات كبيرة.
شملت الدراسة حمض غاما أمينو البوتيريك GABA، وهو المفتاح الأساس في كبح العصب وبالتالي الحد من الألم، إلّا أنّ إنتاجه يتوقف عند انقطاع العصب. وقد استطاع العلماء إعادة ضخّ GABA إلى الأجزاء المكسورة من الحبل الشوكي باستخدام مضخّة الدواء الجديدة. وأظهرت الفئران المزودة بهذه المضخّات قوّة احتمال أكبر بمعدل 5 مرّات في اختبار الاستجابة للألم مقارنةً مع غيرها (وهو اختبار يتم فيه وخز أطراف الفئران وقياس القوّة المتطلبة لسحب أطرافهم).
لكن لا تزال هذه المضخّة في مرحلة التجارب، وربّما تحتاج لسنوات حتّى تصبح حقيقية. وعلى الرغم من عدم ملاحظة أيّ علامات على إصابة الحبل الشوكي نتيجة لعملية الزرع، فقد تحدث تشوهات في العمود الفقري بعد الزرع لعدّة مرات ولفترات طويلة. وبغضّ النظر، قد تبشّر مضخّات الدواء مثل هذه المضخّة بأجهزة طبية مستقبلية لتهدئة الآلام العصبية وعلاج الأمراض العصبية.
ختاماً، مع هذا النوع من المضخّات، وجنباَ إلى جنب مع القدرة على الإحساس بالمؤشرات الحيوية المختلفة، فهل تستطيع تخيّل الجرعة المضبوطة والدقيقة الممكن إيصالها عندما يبدأ الألم، وفي الوقت والمقدار اللذان يحتاجهما المريض بالضبط!
المصدر:
هنا