إذا كنت من المشاة النشيطين الذين يسيرون بسرعة، فلا بدّ أنّك قد جربت خيبة الأمل التي تصيبك نتيجة البقاء عالقاً خلف مجموعة من السيّاح الذين يتسكعون في طرقات المدينة أو خلف المتسوقين الواقفين أمام واجهات المحلات، في الوقت الذي تكون فيه على عجلة من أمرك.
على ما يبدو سكان مدينة ليفربول البريطانية لن يعانوا من هذه المشكلة بعد اليوم، حيث توصلت المدينة إلى حل مبتكر، لتصبح أول مدينة في العالم تفتتح ممرات للمشي السريع.

تأتي هذه الخطوة بعد أن أظهر أحد الأبحاث أن47% من السكان يجدون أن المشاة البطيئين هم أكثر ما يسبب الإزعاج في شوارع التسوق الرئيسية. و لكي نكون منصفين، لا بدّ من ذكر أنّ هذه الممرات أطلقت من قبل سلسلة متاجر (آرغوس Argos ) بوصفها جزءاً من حملتها الدعائية، ولكنها إلى الآن لم تجرب إلا في مركز Liverpool Oneللتسوق و لمدة أسبوع واحد. لذلك لا يمكن القول بأنّه يوجد تغيير على المستوى التخطيطي للمدينة حتى هذه اللحظة، ولكنها بلا شك بداية واعدة.
تم رسم ممرات المشي السريع على الأرصفة، محددة بذلك مساراً لأولئك الذين يرغبون بالسير سريعاً عبر مركز التسوق وتفادي حشود المتسوقين. حيث يؤمل من هذه الخطوة التقليل من الإحباط الذي يصيب المتسوقين والمشاة وتحسين التجربة في مركز التسوق.


Image: PA

بالنسبة لكثير من السكان لا يمكن لهذا التغيير أن يأتي قريباً، فوفقاً للأبحاث التي أجراها أرغوس تبين أن 69 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع وتتراوح أعمارهم بين السادسة عشر والرابعة والعشرين يؤيدون الممرات السريعة، في حين أن 37 بالمئة ممن هم فوق الخامسة والخمسين من العمر قد أيدوا الفكرة.
وعلى الرغم من أنّ ليفربول هي المدينة الأولى التي جربت الممرات السريعة ،إلّا أنها بالتأكيد ليست المدينة الوحيدة التي بذلت جهداً لجعل حياة المارة أسهل. ففي العام الماضي، قامت قناة ناشيونال جيوغرافيك بإنشاء ممرات في أحد أحياء مدينة واشنطن في الولايات المتحدة لفصل المشاة الذين يستخدمون الهواتف النقالة عن أولئك الذين لا يستخدمونها. هذه الخطوة جاءت كجزء من تجربة اجتماعية و قامت القناة بتصوير ردود أفعال الناس. لسوء الحظ ، كل ما حدث هو أن المارة توقفوا وبدأوا بأخذ الصور لهذه الممرات المحددة –باستخدام هواتفهم النقالة بالطبع- عوضا عن الالتزام فعلياً باستخدام الممرات.

كذلك قامت مجموعة من الارتجاليين في عام 2012 بإنشاء ممرات للسياح وأخرى لسكان نيويورك في مانهاتن كجزء من تجربة تصويرية. ومجددا، قام الناس فقط بالتقاط صور سيلفي مع هذه الممرات.

تجربة ليفربول ستكون لمدة أسبوع ، ومن غير الواضح إذا كانت ستلقى نجاحاً أكبر من التجارب السابقة. ولكن الشيء الوحيد المؤكد أن الناس بحاجة لحل مع المشاة البطيئين.
وقد صرح أليستر مور Alastair Mooreالخبير المستقل في الشؤون التجارية لصحيفة الديلي ميل قائلاً: "المتسوقون أيضاً أكدوا لنا أن السرعة هي أمر حرج عند المرور بشارع مزدحم أو عبر مركز المدينة، لذلك نحن نريد اختبار ردة فعل المستهلكين على ممرات المشي السريع.
إن ممرات المشي السريع هي طريقة رائعة لتحقيق ذلك وبوجود قرابة ثلاثين مليون بريطاني يؤيدون وجود مثل هذه الممرات في شوارعهم، يبدو أنه قد كتب النجاح لهذه التجربة".

هذا كان رأي البريطانيين في هذه الخطوة الجديدة والغريبة، ماذا لو حدث هذا الأمر في مدنكم؟
هل كنتم ستلتزمون بمثل هذه المسارات؟ أم ستكتفون بالمراقبة والتصوير؟
شاركونا آرائكم بهذه التجربة الجديدة والغريبة....

المصدر:
هنا