جائزة Pritzker لعام 2016 من نصيب العمارة الملتزمة.
العمارة والتشييد >>>> جوائز ومسابقات معمارية
حيث أن Aravena هو الفائز الحادي والأربعين بالجائزة والمعماري التشيلي الأول الذي يربحها، فبالمقارنة مع سنوات حياته الثمانية والأربعين لديه ملف ضخم من المشاريع الخاصة والعامة والتعليمية في تشيلي والولايات المتحدة الأميركية والصين وسويسرا، ولكن لربما عمله الأكثر شهرة كان من خلال مكتبه ELEMENTAL حيث قام ببناء 2500 وحدة سكن اجتماعي موظفاً سياسات الإسكان العام الحكومية لصالحه، ومنتهزاً فرصة قيّمة لتوجيه جميع الإمكانيات المتاحة للتأثير الفعّال على المجتمعات الأقل دخلاً.
حيث تقول لجنة الحكم في الجائزة : " يُعبّر Aravena عن إعادة إحياء صورة المعماري الأكثر اهتماماً بقضايا المجتمع ومشكلاته، من خلال التزامه الطويل الأمد في حل أزمة الإسكان العالمية ونضاله من أجل بيئة حضرية أفضل للجميع"
Image: Architecture School, Universidad Católica de Chile. Santiago, Chile 2004. Image © Martín Bravo
وتُضيف اللجنة: يتميّز Aravena بفهمه العميق للعمارة والمجتمع المدني، وهذا ما ينعكس في كتاباته، ونشاطاته، وتصميماته، فالمعماري المعاصر الآن يواجه تحديات جمّة في محاولاته لتأمين الاحتياجات الاجتماعية والإنسانية، والمعماري Alejandro Aravena قد استجاب بكل وضوح وجدية لهذه التحديات"
فبعد منح الجائزة لـِ Shigeru Ban في عام 2014، ولـِ Frei Otto في 2015 ، والآن Alejandro Aravena في 2016، جائزة Pritzker قد أظهرت مؤخراً ميلها لِلَحظ المعماريين الذين ذهبوا بمهنتهم لأبعد من الحدود التقليدية للمجالات المعمارية، المعماريين القادرين على توجيه الإمكانيات لابتكار حلول للمشاكل العاجلة التي تواجه المجتمع.
Image: UC Innovation Center – Anacleto Angelini, San Joaquín Campus, Universidad Católica de Chile. Santiago, Chile 2014. Image © Nina Vidic
للمرة الثالثة في التاريخ، تُمنح جائزة Pritzker لمعماري من أميركا الجنوبية، القارة المذهلة والمُترامية الأطراف والمعقدة في الوقت ذاته؛ حيث يوجد العديد من القضايا السياسية والاقتصادية غير المحلولة، مما يجبر الكثير من السكان على العيش في ظروف غير جيدة على أقل تعبير.
يعيش في قارة أميركا الجنوبية حاليأ ما يقارب 400 مليون نسمة -أي 6% من سكان العالم- و80% منهم يعيشون في المناطق الحضرية، وهذا ما ولّد عجز إسكاني كبير في المنطقة، وفي غياب الاستجابة الشاملة لعملية التمدّن، فإن المدن تعجّ بالمستوطنات العشوائية، والتي حالماً بنيت يصبح من الصعب تحسينها، فحسب تقرير الأمم المتحدة يعيش حوالي 110.7 مليون شخص في أحياء الصفيح .
Image: Monterrey Housing. Monterrey, Mexico 2010. Image © Ramiro Ramirez
حيث يقول المعماري Alejandro Aravena :
"بغية إيجاد الحل للنمو العمراني الذي سيحصل من الآن وحتى عام 2030، علينا أن نبني في البلدان النامية مدينة تتسع لمليون شخص كل أسبوع، وبكلفة 10 آلاف دولار لكل وحدة سكنية بأفضل الأحوال"
Image: Novartis Office Building. Shanghai, China 2015 (under construction). Image © ELEMENTAL
وللمفارقة، على الرغم من أنّ المعماريين في المنقطة يعيشون ويُدركون هذه الحالة فأنهم لا يبدون مهتمين بهذا التحدي المتصاعد في قضية الإسكان .
لذلك من الممكن اعتبار تكريم Alejandro Aravena كصَيحة لإيقاظ المعمارين، ودعوة لإعادة التركيز على الأساسيات في العمارة.
وتحت عنوان العمارة هي تعبير عن العدالة يشارك فريق مكتب ELEMENTAL في كل مرحلة من مراحل العملية المعقدة لتأمين المساكن للمحرومين منها، بالتشارك مع السياسيين والمحامين والباحثين والسكان والسلطات المحلية والبنائين من أجل تحقيق أفضل النتائج الممكنة لمنفعة السكان والمجتمع.
Image: Alejandro Aravena. Image © Cristobal Palma
يُوسّع هذا الأسلوب المُبتَكر الحيّز التقليدي للمعماري ويحول مهنة العمارة إلى أسلوب عالمي يهدف لإيجاد الحلول الشاملة للبيئات المبنية، فالجائزة منحت لمعماري أظهر قوة العمارة الجيدة، وأكد على أهمية المعماريين أنفسهم، فالمعماري بالنسبة له هو أكثر من مجرد شخص يستجيب لرغبات الزبون من خلال تصاميم وظيفية، بل يجب عليه أن يحسن ماهو متوفر، بدلاً من التذمر من المفقود، ويجب أن يعي تمامأ أن وسائل التصميم يجب أن تُساهم في هدم مبدأ الامتيازات الشخصية على حساب المنفعة العامة.
وهذا ما قد يشكل إلهاماً وحافزاً للمعماريين لإعادة تولي مسؤولياتهم التي تركوها لغيرهم، حيث يقول Alejandro Aravena : "إنها فرصة نادرة لنظهر أن العمارة ممكن أن تُقدم منفعةً كبيرةً للجميع ،وأنّ التصميم يجب أن يُشكّل قيمة مُضافة للمشروع وليس مُجرد تكاليف زائدة، وأن العمارة هي تعبير عن العدالة"
مقابلة مع Alejandro Aravena بواسطة archdaily
نهاية، قد يعتقد البعض أن الجوائز المعمارية هي حكر على المعماريين الذين يقدمون تصاميم برّاقة مُبهرة شكلاً، ولكن أليس من الأجدى أن تكون هذه الجوائز من نصيب المعماريين الذين تركوا البحث عن الشهرة وفضلوا القيام بواجبهم المهني تجاه مجتمعاتهم ؟!
شاركونا بآرائكم.
كما يمكنكم الإطلاع على الحائزين على الجائزة عن طريق هذا الأنفوجراف:
هنا
المصدر:
هنا