كان الاعتقادُ سابقاً أنَّ جميع حيواناتِ العصرِ البِرمي العاشِبة (Permian herbivores) تمتلك أجساماً ذات طبيعةٍ متمددةٍ كما هو الحال في بعضِ السحالي المعاصرة؛ حيثُ تمتدُ أطرافُها من جوانب جسمِها ثم تنحني نزولاً من منطقة المِرفق. إلّا أنَّ دراسة نُشرت مؤخراً في مجلةVertebrate Paleontology، وثَّقت اكتشاف مُتحجِّرةٍ لنوعٍ من أنواع الباريوصورات (pareiasaurs وهي زواحف عاشِبة يدعى Bunostegos akokanensis في ما يُعرف اليوم بـ (النَيْجر). هذا الكائن المُكتشف هو كائنٌ حيٌّ بحجمِ البقرة تقريباً، وقد يكون أولَ كائنٍ حيٍّ كان يمشي منتصباً على أربع قوائم قبل 260 مليون عاماً مضت، إذ كان يجوب القارة العملاقة بانجيا (Pangea) التي تضُمُّ ما يُعرف اليوم بـ (أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وأفريقيا) في العصر البرمي Permian era.

وتقول مورغان تيرنر Morgan Turner الباحثة القائمة على هذه الدراسة أنَّ "أغلب حيوانات تلك الفترة لها قوائم خلفية منتصبة أوشبه منتصبة، إلّا أن الغريب في Bunostegos أنَّ أطرافه الأمامية غير ممتدة إلى الجوانب، إذ كانت أسفل الجسم تماماً."

قامت تيرنر بتفحُّص العديد من أحافير أفراد هذا الحيوان، وكانت أكثر المشاهدات أهمية هي أنه كان يقف على أربعة أطراف تقع تحت جسمه تماماً، على النقيض من حيوانات تلك الفترة. حيث كانت منطقة ارتباط الكتف بالجسم وعظم الزند والمرفق وعظم العضد متموضعة بشكل يمنع امتداد عظم العَضِد إلى جانب الجسم، على النقيض من بقية الزواحف التي يمتد فيها عظم العضد إلى خارج الجسم. كما وأنَّ مرفق هذا الحيوان كان أكثر شبهاً بركبة الإنسان من حيث محدودية حركته، إذ يتحرك إلى الأمام والخلف فقط خلافاً لحيوانات ذلك العصر التي تكون حركة مرفق الطرف الأمامي إلى الأمام والخلف وإلى الجوانب. كما لاحظ الباحثون أن عظم الزند كان أطول من عظم العضد، وهي صفة تفتقر لها زواحف ذلك العصر.

وبموجِب هذه النتائج، توحي صفات الـ Bunostegos أنه كان حيواناً غريباً في تلك المنطقة، وهذا الاستنتاج يكون منطقياً بناءً على الموطن الطبيعي الذي كان يعيش فيه قبل 260 مليون عام، حيث يتميز بشِحَّ مصادر الغذاء، وقدرة Bunostegos على السير على أربعة قوائم ضرورية لتنقُّله لمسافات ساشعة بحثاً عن الطعام.

وتقول تيرنر: "هنالك التباسٌ حول تطور الحركة من الزحف إلى المشي على أربع نعمل على فهمه كل يوم، وتشريح Bunostegos كان غير متوقع ويخبرنا بأنَّ هنالك الكثير لنتعلمه."

المصادر:
هنا
البحث الأصلي: هنا