ما علاقةُ شرح الفيديو باكتساب المفردات؟
التعليم واللغات >>>> اللغويات
هل يُحسِّن إظهارُ الشرح على الشاشة من فهم محتوى الأفلام التعليمية واكتساب المفردات اكتسابًا أسرع؟
وفي حال مشاهدة الفيلم مرتين، هل من الأفضل إظهارُ الشرح في المرة الأولى أم في المرة الثانية؟
وهل يختلف تأثيرُ ترتيب إظهار الشرح باختلاف اللغة التي يحاول المشاهدُ تعلمها؟
وهل تختلفُ الفوائدُ المتوقعة من تأثير إظهار الشرح أولًا أو ثانيًا باختلاف درجة تحصيل المتعلم في اللغة التي يريد تعلّمها؟
للإجابة عن هذه الأسئلة استعان الباحثون بعينة من 150 طالبًا أمريكيًا في السنتين الثانية والرابعة من دراستهم للُّغات الآتية: العربية والصينية والإسبانية والروسية؛ إذ طُلب من جميع الطلاب الذين يدرسون العربية والصينية والروسية مشاهدةُ ثلاثة أفلام قصيرة (من 3 إلى 5 دقائق) لم يشاهدوها من قبل وذلك بدون إظهار الشرح بينما قُسمت المجموعةُ التي تدرسُ اللغة الإسبانية إلى فئتين، وطُلب من إحدى هاتين الفئتين مشاهدةُ الأفلام الثلاثة مرتين دون إظهار الشرح ومن الأُخرى مشاهدةُ الأفلام الثلاثة مرتين مع إظهار الشرح. وبعد ذلك خضع جميعُ الطلاب لاختبار فهم (اختيارٌ من أجوبة متعددة) واختباري مفردات أحدهما شفهي والآخر كتابي، وكانت هذه الاختبارات مخصصة للأفلام الثلاثة في اللغات الأربعة، ومن ثم أُجريت مقابلاتٌ شفهية مع جميع الطلاب لمعرفة آرائهم عن الموضوع.
أعطت نتائجُ هذه الاختبارات أجوبة عن الأسئلة المطروحة سابقًا:
هل يحسِّنُ إظهارُ الشرح على الشاشة من فهم محتوى الأفلام وتعلم المفردات تعلمًا أسرع؟
أظهرت النتائجُ أن أداء الطلاب الذين شاهدوا الأفلام مرتين مع إظهار الشرح كان متقدمًا تقدمًا ملحوظًا في اختبار المفردات الكتابي مقارنةً بأداء من شاهدوا الأفلام الثلاثة دون إظهار الشرح نهائيًا.
في حال مشاهدة الفيلم مرتين، هل من الأفضل إظهارُ الشرح في المرة الأولى أم في المرة الثانية؟
أظهرت النتائجُ أن أداءَ الطلاب الذين شاهدوا الأفلام الثلاثة مع إظهار الشرح في المرة الأولى كان متقدمًا في اختبار المفردات الشفهي عن أولئك الذين شاهدوها مع إظهار الشرح في المرة الثانية فقط.
ولم تتأثر نتائجُ اختبار المفردات الكتابي بترتيب إظهار الشرح تأثرًا كبيرًا؛ إذ أحرز الطلابُ الذين شاهدوا الأفلام مع إظهار الشرح في المشاهدة الأولى تقدمًا بسيطًا في اختبار المفردات الكتابي عن الذين شاهدوها مع إظهار الشرح في المشاهدة الثانية.
هل يختلفُ تأثيرُ ترتيب إظهار الشرح باختلاف اللغة التي يحاولُ المشاهدُ تعلمها؟
كانت النتائجُ متباينةً بخصوص تأثير اللغة في ترتيب إظهار الشرح؛ إذ بدا أن إظهار الشرح في أثناء المشاهدة الأولى كان أكثرَ فائدةً لكلٍّ من متعلمي الروسية والإسبانية، أمَّا فيما يتعلق بمتعلمي الصينية والعربية فقد كانت النتائجُ مختلطة، وبدا أن عرضَ الشرح في المشاهدة الثانية كان ذا تأثيرٍ أفضل. وقد يرجعُ هذا إلى اختلاف نمط الحروف المستخدم في كلٍّ من اللغتين العربية والصينية عن النمط المستخدم في لغة المتعلم الأم.
لذلك فضّل متعلمو هاتين اللغتين تلقِّيَ ما يعرفونه من أصواتٍ وصورٍ أولًا ثم مشاهدةَ الشرح ذي نمط الكتابة المختلف عن لغتهم الأم، أما متعلمو اللغات ذات أنماط الحروف المشابهة لأنماط لغاتهم الأم فقد استخدموا الشرح ليكون طريقةً إضافيةً لتعزيز الفهم في المشاهدة الأولى.
هل تختلفُ النتائجُ المتوقعة من تأثير إظهار الشرح أولًا أو ثانيًا باختلاف درجة تحصيل المتعلم في اللغة التي يريد تعلمها؟
أظهرت النتائجُ أنه ليس هنالك علاقةٌ أو تداخلٌ بين اللغة التي يدرسها المتعلِّم وعدد سنوات التحصيل السابقة، وبين ترتيب عرض الشرح في أيٍّ من الاختبارات.
وانتهى الباحثون إلى النتائج الآتية من المقابلات الشفهية التي أجروها مع الطلاب:
1- يحتاجُ المتعلمون إلى طرائق تلقين متعددة بصرية كالفيديو، وسمعية كالصوت، وكتابية كالشرح، وقد يكون هذا شيئًا إيجابيًا لدى البعض وسلبيًا لدى البعض الآخر من الذين يتشتتُ انتباهُهم بكمية المعلومات التي يتلقونها.
2- يعزِّزُ إظهارُ الشرح على الفيديو فهمَ المعلومات التي يتلقاها المتعلمُ سمعيًا.
3- يؤثرُ إظهارُ الشرح في انتباه المتعلم لما يتلقاه من معلومات، فقد وجَّه الشرحُ انتباهَ المتعلمين إلى اللغة المستخدمة في الفيديو وساعدَهم في الفصل بين ما وجدوه مفيدًا وما يجبُ الانتباهُ إليه في المشاهدة الثانية.
4- يساهمُ إظهارُ الشرح في عملية تحليل اللغة وتفكيكها من قِبل المتعلم؛ إذ ساهم الشرحُ في تسهيل مهمة المتعلم في معرفة بداية الكلمة ونهايتها، الأمر الذي يكون صعبًا عن طريق الاستماع فقط للحديث السريع المستمر.
5- كان الشرحُ مجرد ملحقٍ داعم في بعض الأحيان؛ إذ فضَّل بعضُ المتعلمين الانتباه للفيديو فقط دون الشرح.
وفي النهاية نجدُ أن إظهارَ الشرح كان ذا فائدةٍ كبيرةٍ في زيادة عمق الفهم لدى المتعلم عن طريق تركيز اهتمامه على اللغة، وقد سهَّل اكتسابَ الكلمات عن طريق تلقيها بطرائق متعددة سمعية ومكتوبة، بالإضافة إلى ذلك ساهمَ إظهارُ الشرح في تخفيف القلق لدى المشاهد وتنشيط التلقّي الانتقائي لما هو أهم.
المصدر: هنا