في سباق مع الزمن: نظام Sitraffic للطوارئ قد يُنقذ حياة الآلاف
الهندسة والآليات >>>> الاتصالات والشبكات
الإشارةُ مُغلقة ولا أستطيعُ التوقُّفَ على جانبِ الطريق، هل يجبُ أن أتجاوزَ الإشارة أم ألتزمَ بها؟
السيارات بدأت تذهب يميناً و يساراً و تعمُّ الفوضى في المكانَ وبدلَ أن يُفتَح الطريقُ لسيارةِ الإسعاف تتمُّ عرقلتها بشكلٍ أو بآخر.
مشاكلُ معتادةٌ في حالات الطوارئ، لكنّ التكنولوجيا حاولت أن توجدِ الحلَّ الأمثل، فثوانٍ قليلةٌ قد تكونُ الفاصل ما بين الحياة والموت.
تابعوا معنا كيف سيتمُّ ذلك.
تحتاجُ سياراتُ الإنقاذ (في حالات الطوارئ) للوصولِ إلى مكان الحادثِ بأسرع طريقةٍ ممكنةٍ وبشكلٍ آمنٍ قدْرَ الإمكان، وذلك دون مضايقةِ مُستخدِمي الطُّرُق ودون الانتظار لفتراتٍ طويلة خلال الازدحام.
وبناءً على هذه المتطلَّبات صُمِّم نظامُ Sitraffic الجديد المعتمدُ على الأقمارِ الصِّناعية، حيث أصبح بإمكان مركباتِ الإنقاذ الوصولَ إلى مكان الحادث بشكلٍ أكثرَ فعاليةً وسهولةً مع تأثيرٍ ضئيلٍ على تدفُّقِ الحركةِ المرورية.
وتشيرُ كلمة Sitraffic إلى تطبيقٍ يعملُ في الزمنِ الحقيقيِّ لإدارةِ الإشاراتِ المروريِّة والمعلوماتِ الخاصة بسائقي المركبات، بحيث يضمنُ هذا النظام تبديلَ إشاراتِ المرور إلى اللَّون الأخضر بشكلٍ آليٍّ وذلك عند اقترابِ مركبة الإنقاذ.
تكمن فائدةُ نظامِ Sitraffic في اعتماده على تكنولوجيا الملاحة بواسطةِ الأقمار الصناعيةِ، والتي تعملُ دون الحاجة لوجودِ محطاتٍ أو بِنًى تحتيةً بتكاليفَ باهظةً.
يتمُّ تركيب وحدةٍ تُدعى "OBU On-Board Unit" في كلِّ مركبةِ إنقاذ، حيث تتعاملُ هذه الوحدة مع نظامِ تحديدِ المواقع الجغرافية العالمي GPS لتحديدِ موقعِ المركبة بدقَّة، كما تتعاملُ مع نظام الـ GPRS لإرسالِ إحداثياتِ الموقعِ إلى مركزِ التحكُّم بالمرور ولاستِقبالِ الأوامرِ منه أيضاً.
يقوم بعدها مركزُ التحكُّم بتبديل أضواءِ جميعِ الإشاراتِ المروريَّة المتواجدةِ على الطريقِ إلى اللونِ الأخضر وذلك مع اقترابِ مركبة الإنقاذ.
Image: www.mobility.siemens.com
يُعتبَر نظام Sitraffic سريعاً وفعَّالاً جداً من حيث التكلفة لأنه لا يتطلَّب استبدالَ أو توسعةَ البِنية التحتيَّة، والصور التالية توضح آلة العمل:
Image: www.mobility.siemens.com
نلاحظ من خلال الشكل (1) وجودَ نقطتي تسجيلِ دخول لكلِّ تقاطُعٍ على مسافة X وY قبل التقاطع، كما يوجد بعده على مسافة Z نقطةٌ أخرى لتسجيلِ الخروج، وتكون جميعُ هذه النقاط مُبرمَجةً ومُعرَّفةً مسبقاً.
تُركَّب وحدة الـ OBU على متنِ المركبة -كما يوضح الشكل (2) -وتعملُ هذه الوحدة بنظامِ الـ GPS لتحديدِ نقطةِ تسجيلِ الدُّخول الأولى، وتُرسِلُ رسالةً إلى مركزِ التحكُّم بالمرور باستخدامِ نظام الـ GPRS مفادُها أنَّه تمَّ اجتياز النقطة X، ليُرسِل مركز التحكُّم رسالةً إلى جهاز التحكُّم الموجود عند التقاطع يُعلمُه فيها باقترابِ مركبةِ الإنقاذ، ويُعطيه أمراً بتبديل ضوءِ إشارة المرور إلى الأخضر بعد فترةٍ مُحدَّدةٍ من الزمن.
Image: www.mobility.siemens.com
مع وصولِ مركبةِ الإنقاذ إلى نقطةِ تسجيلِ الدخولِ الثانية -حسب الشكل (4) -والقريبةِ من التقاطع، تكونُ إشارةُ المرورِ قد أصبحت خضراءَ وتبقى على حالها فترةً من الزمن حتى تجتازَ المركبةُ التقاطع.
ويُمكن لمركبة الإنقاذ الآن اجتيازَ أو عبورَ التقاطع بسرعةٍ وأمانٍ مع توفير ثوانٍ قيّمةٍ جداً دون تعريضِ مُستخدِمي الطريق لأيِّ خطر.
تعبرُ مركبةُ الإنقاذ نقطةَ تسجيلِ الخروج Z الموجودةَ بعد التَّقاطع بأمتارٍ قليلةٍ، كما هو مُبيَّنٌ في الشكل (6)، بحيث تُميِّزُ وحدة الـ OBU هذه النقطةَ بواسطةِ نظامِ المِلاحة، وتقومُ بإرسالِ رسالةٍ إلى مركز التحكُّمِ تُعلِمُه فيها أنَّه تمَّ اجتيازُ النقطة Z، ليقومَ بعدها مركزُ التحكُّم بإرسالِ أوامرَ إلى جهازِ التحكُّم الموجودِ عند التقاطعِ لإعادةِ تشغيلِ برنامجِ إشاراتِ المرورِ الطبيعي.
تُعَدُّ المهمةُ الأساسية لهذا النظام ضمانَ السلامةِ والمرورِ السَّريعِ لسياراتِ الإسعافِ والإطفاءِ وسيارات الشرطة، إلا أنَّ الخياراتِ المُتاحةَ والمُتعلِّقة بتحديدِ المواقعِ بدقَّة وتعقُّبِ المركبات بالإضافة لنقاطِ التسجيلِ المُبرمَجة تسمحُ بوظائفَ أُخرى إضافيةٍ، فعلى سبيل المثال يُمكن للنظامِ أن يُستخدَمَ لتحديدِ أولوياتِ مرورِ الباصات وتسجيلِ وتحليلِ الملفَّات المُتعلِّقة بالرَّحَلات، كما يُمكن من خلال هذا النظام التحكُّمَ بدخولِ مناطقَ مُحدَّدة.
طُبِّق هذا النظام لأولِ مرةٍ ضِمن بلدة بوبلينغين Boblingen الألمانية في شمال شتوتغارت، ولاقى تطبيقُه نجاحاً وصدًى واسعاً بين السُّكان.
كلنا نعلمُ مدى أهميةِ اللحظةِ في حياةِ المُصاب، وها هي التكنولوجيا تسعى لتوفيرِها. هل تعتقدُ أنَّه من المُمكن إيجادَ سُبُلٍ أكثرَ سُرعةً لإسعافِ المُصاب؟ وهل يُمكنُ أن تُستخدَم هذه التِّقنيةُ في مجالاتٍ أُخرى؟ أسئلةٌ تدور في أذهاننا ولربُّما علينا أن نبحثَ أكثر لنجدَ الإجابات عنها.
المصادر :
هنا
هنا