Puerta de Europa
العمارة والتشييد >>>> أيقونات معمارية
لكي يكون البناء ممكناً، كانت هناك حاجة إلى تراجع كبير في الشارع من أجل توضيح تقاطع المترو.ما يمكن ان يراه المعماري عقبة، رأى فيه جونسون و بورغي فرصة لاستكشاف وسيلة غير تقليدية في الهندسة المعمارية من أجل تحقيق حل مناسب، وبالتالي على بقعة الارض المتبقية صمموا أول ناطحات السحاب المائلة في العالم، مع تصميم الهندسة الهيكلية من قبل شركة (ليزلي روبرتسون) والبناء من قبل (فومنتو دي كونستركيونز للمقاولات).
بارتفاع 114 متر و ميل 15 درجة، هذه الأبراج تمتد 30 مترا من قاعدتها على طول (باسيو دي لا كاستيلانا)، وان قاعدة خرسانية (60x10x10 متر) تقع على الجانب الآخر من الميل تحت الارض موصولة إلى الأعلى بواسطة سلك توفر المقاومة اللازمة لتصدي القوى التي تحاول إسقاط البرجين، كما ان شبكة قطرية أساسية من الهيكل الفولاذي على محيط المبنى و نواة مركزية مسلحة تحيط بالحركة العامودية تقدم المزيد من الدعم للمبنى، وهياكل معدنية افقية و عامودية ثانوية تقدم مزيد من الدعم الى الشبكة القطرية و تؤمن الاستقرار الجانبي.
عادة هذه العناصر تكون مخفية في هذا النوع من البناء، ولكن فريق التصميم اختار تسليط الضوء على هذه العناصر بطريقة بسيطة وواضحة مما أدى الى هيكل يمكن قراءته من قبل منظور المشاة، فالهيكل الاساسي مكسو بالفولاذ المقاوم للصدأ بينما اعضاء البنية الثانوية الافقية والعامودية مكسوة بمعدن احمر، و الجدار الساتر عاكس وداكن مع تقسيمات بين النوافذ من الفحم تملأ الفراغات بين العناصر الانشائية. من أجل التفريق بين البرجين، البرج الغربي يتميز بمهبط أزرق للطائرات على السطح، في حين تم البرج الشرقي تم تجهيزه بمهبط أحمر للطائرات.
ميل الأبراج لا يخدم فقط توضيح تقاطع المترو في الاسفل ولكن ايضا يضمن وضوح رؤية الأبراج على طول (باسيو دي كاستيلانا) بما انها تحدد النهاية الشمالية للمنطقة التجارية في مدريد، غالبا ما يشار إليها على أنها البوابة الميتافيزيقية إلى أوروبا، فالتشبيه يناسب الأبراج تماما، كما أن تكوينها مع الشارع والساحة يساعد في تحديد الفراغ، و تُدخل المحور المركزي لحركتي النقل والمشاة والبوابة الى باقي مدريد. من المثير للاهتمام، أنه يوازي في الشبه أيضاً البوابات القديمة في العصور الوسطى في مدريد مثل Puerta de Sol, Puerta de Guadalajara, Puerta de la Vega في القرن الثاني عشر.
ادى قرار فيليب جونسون وجون بورغي بكسر قالب الخط الرأسي الى بناء ليس له مثيل.الصفات الهيكلية التعبيرية تضفي المصداقية والأمانة على الشكل والوظيفة التي العديد من الأبراج ببساطة تتجاهلها، وتتواصل هاتين الناطحتين الشهيرتين في تحدي بجرأة قوانين الجاذبية، وكانو بلا شك مصدر إلهام للعديد من الأبراج المائلة في العقد التالي.
………………………..
اللآن وبعد أن شاهدت هذين البرجين؛ هل أحببت هذا الطراز الفريد من التصميم أم تفضل الأساليب التقليدية؟ وبرأيك الشخصي هل تعتقد أن المصممين نجحوا في مهمتهم أم لا؟
المصدر:
هنا
حقوق الصور:
© Flickr Strocchi
© Wikimedia Commons / Quique