العتاهةُ مصطلحٌ عامٌّ لمجموعةٍ من الاضطراباتِ الدِّماغيةِ التي تُسبِّبُ مشكلاتٍ في الذاكرةِ وتجعلُ التفكيرَ بوضوحٍ أمراً صعباً.

* ما الأعراضُ التي تُسبّبُها العتاهة؟
تسوءُ أعراضُ العتاهةِ تدريجياً، وتتضمَّنُ ما يلي :
- نسيانُ كلَّ شيءٍ تقريباً.
-التخليطُ الذهني.
- مشكلاتٌ في اللغة، كعدمِ القدرةِ على إيجادِ الكلماتِ المناسبة.
- مشكلاتٌ في التركيز.
-مشكلاتٌ في الحياةِ اليوميةِ كدفعِ الفواتيرِ مثلاً.
- الضياعُ في أماكنَ مألوفة.

ومع ازديادِ سوءِ الأعراضِ قد يحدُث ما يلي :
- نُوَبٌ من العنفِ والغضب.
- رؤيةُ أشياءَ غيرَ موجودةٍ أو الاعتقادُ بأمورٍ غيرِ حقيقية.
- عدمُ استطاعةِ المريضِ على القيامِ بأعمالِه اليومية كتناولِ الطعامِ والاستحمام واللِّبس.
- فقدانُ السيطرةِ على التّبولِ والتبرُّز أو أحدهما.

* ما أنواعُ العتاهة؟
1. ألزهايمر: أشيعُ أنواعِ العتاهةِ، وهو اضطرابٌ مزمنٌ تموتُ فيه خلايا الدّماغِ مع مرور الوقت.
2. العتاهةُ الوعائيةُ: تحدثُ عند عدمِ كفايةِ وصولِ الدَّم لجزءٍ معينٍ من الدّماغ، وقد يكونُ ذلك بسببِ انسدادِ الأوعيةِ الدماغيةِ إمّا بجلطاتٍ أو بالشحوم. ويكون الأشخاصُ الذين أصيبوا بالجلطاتِ الدّماغيةِ أو من هم مؤهّبون للإصابة بها تحتَ خطرِ الإصابةِ بالعتاهةِ الوعائية.
3. العتاهةُ المرافقةُ لمرضِ باركنسون :
الباركنسون هو اضطرابٌ دماغيٌّ يؤثِّر على حركةِ الجسم. ويُسبّبُ رجفانَ العضلاتِ وصلابتَها وبطئاً في الحركة. وعندما تسوءُ الأمورُ أكثرَ قد تحدثُ العتاهةُ عند هؤلاء المرضى.
4. أسبابٌ أخرى للعتاهة: قد تحدثُ العتاهةُ مترافقةً مع كثيرٍ من المشكلاتِ التي تؤدي إلى أذيةِ الدماغ كرضوضِ الرأسِ المتكررة.

* متى تجبُ عليك مراجعةُ الطبيب؟
عليكَ مراجعةُ الطبيبِ عند شعورِكَ أنَّ هناك أعراضاً تشبهُ الأعراضَ السّابقة. ورَغمَ أنَّ تشخيصَ العتاهةِ لا يحتاجُ عادةً أيَّ فحوصٍ شعاعيةٍ، إلّا أنَّ الطبيبَ قد يُجري تصويراً طبقياً محورياً للدماغِ لأنَّ فقْدَ الذاكرةِ قد يكونُ مُرافِقاً للكثيرِ من الأمراضِ غير العتاهةِ التي يُمكنُ شفاؤها؛ فعلى سبيلِ المثالِ قد، يُبدي بعضُ مرضى السكري أحياناً درجاتٍ من التخليطِ الذهني عندما لا يكونُ مستوى السّكر في دمِهم مضبوطاً جيداً.

* كيف تُعالج العتاهة؟
يعتمدُ العلاجُ على النوعِ الذي يُعاني منه المريض؛ فإذا كان السّبب هو ألزهايمر، فهناك بعضُ الأدويةِ التي قد تساعد في العلاج. أمَا إنْ كان السّببُ هو العتاهةُ الوعائيةُ فسيركّز الطبيبُ على ضبطِ الضّغطَ الشرياني المرتفعَ ومستوياتِ الكوليسترول في الدم وجعلِها أقربَ ما يُمكنُ للقيمِ الطبيعيةِ، ما قد يُخفّفُ من حدوث أذيةٍ إضافيةٍ للدماغ.

من سوءِ الحظ أنَّه لا يوجدُ أدويةٌ فعّالةٌ حقاً ضدَّ العتاهةِ ولكنْ يُمكنُ للطبيبِ أن يُعالجَ بشكلٍ فعّالٍ بعضاً من الأعراضِ التي قد تُرافقُ العتاهةَ كالقلق والاكتئاب.

* كيف لي أنْ أبقى آمناً؟
إذا كنتَ تُعاني من العتاهةِ، قد لا يُمكنُك وحدُك أنْ تُقدّرَ كم يُؤثّر المرض على حياتِك. لذلك ثقْ بعائلتِك وأصدقائِك، وسيخبرونك متى سيكون خطيراً عليكَ أنْ تقودَ السيارةَ أو تطبخَ أو أنْ تقومَ بأعمالٍ أخرى قد تكونُ خطيرةً عليك.

اعلم أيضاً أنَّ مريضَ العتاهةِ قد يُعاني من نُوَبِ سقوط، لذلك من المفيدِ أخذُ الأمورِ التاليةِ بعينِ الاعتبارِ لمنعِ ذلك:
- لا تجعلِ الأرضياتِ والسجادَ من النوعِ الرخوِ الذي ينطوي تحتَ الأقدامِ، بل استخدمِ النوعَ الذي يبقى مفروداً وملتصقاً بالأرض.
- أبعد عن مكانِ سيرِك كلَّ الأسلاكِ والحبال .
- ارتدِ الأحذيةَ المتينةَ والمريحة.
- أبقِ الممراتِ مضاءةً دائماً.

* هل يُمكنُ الوقايةُ من العتاهة؟
لا توجد طريقةٌ مثبَتةٌ لمنعِ العتاهةِ ولكنْ هناكَ الكثيرُ من الأمورِ التي قد تُساعِد على الوقايةِ منها مثل:
- التمارينُ الرياضيةُ والنشاطُ الفيزيائي.
- التفاعلُ الاجتماعي.
- إبقاءُ الدماغِ مشغولاً بأشياءَ معينةٍ كالقراءةِ أو حلِّ الألغازِ أو أيِّ شيءٍ مشابهٍ من النشاطاتِ الفكرية.

المصدر: 2015 Uptodate