ما المدة المناسبة للتخطيط لحمل آخر؟
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
كان مصطلحُ "مدة ما بعد الولادة" يشيرُ إلى المدة الزمنية اللازمة لعودة الأعضاء التناسلية إلى وضعها الذي كانت عليه قبل الولادة، وكانت هذه المدة تُقدَّر بستة أسابيع، ولكنَّ هذه الفكرة تغيرت بعد أن أثبتت عدّةُ دراساتٍ أنَّ عودةَ الجسم إلى الحالة الطبيعية عمليةٌ مركبةٌ ومعقدةٌ وتتضمن ما هو أكثر من مجرد عودة الأعضاء التناسلية إلى وضعها السابق.
تغيُّرات ما بعد الولادة:
• الرحم: على امتداد الأسبوعين الأولين بعد الولادة، يتراجع حجمُ الرحم ووزنه تدريجياً لما يقارب ما كان عليه قبل الولادة، بينما يستغرقُ انغلاقُ عنق الرحم مرةً أخرى حوالي أسبوع واحد.
• المهبل: نلاحظ زوالَ الوذمة والتوعية الزائدة بحلول الأسبوع الثالث، مع أنَّ الموجوداتِ المجهريةَ الدالّةَ على ضمور الظِّهارة تستمر حتى الأسبوع السادس أو حتى العاشر، وأكثر من تلك المدة عند الأم المرضع.
• المبايض: تتعلّق عودةُ المبايض إلى نشاطها بالإرضاع، فالأم غير المرضع ستشهد عودةَ الطمث في حوالي الأسبوع الثامن بعد الولادة، ولكن عليها توقُّع ملاحظة عودة الطمث بدءاً من الشهر الأول، أما عودة الطمث المتوقعة عند المرضع فتكون في حوالي الأسبوع 36.
• قد تعاني السيدة مجموعة من الأعراض الناتجة عن الشدة أثناء الولادة: في حالة الولادة المهبلية، تعاني السيدة أعراضاً في منطقة العِجان تحتاج إلىأسبوع أو اثنين للزوال في حال غياب الاختلاطات. في حالة الولادة القيصرية تكون الأعراض بسبب الجرح الناتج عن العملية.
قد تكونُ هذه الأعراضُ خفيفة إلى متوسطة الشدة كالتعب وآلام الثدي وآلام العملية القيصرية والإمساك والبواسير، وتمتدلأسابيع، وتُعدّ تبدّلات المزاج من أشهر هذه الأعراض بسبب التبدل الكبير والسريع في الهرمونات الحملية بعد الولادة، كما أنَّ بعضَ النساءقد يُعانين من مشكلاتٍ أكثرَ جدية كالاكتئاب بعد الولادة الذي قد يَحدُّ نشاطاتِ الأم اليوميةَ مدةً قد تصل لأشهر.
أسبابُ تغيرات مدة ما بعد الولادة:
• تؤدي بعضُ الهرمونات دوراً في أعراض مدة ما بعد الولادة ومنها هرمون الريلاكسين الذي يعمل على إرخاء العضلات أثناء الحمل، ويمتد تأثيره لما يقاربُ خمسة أشهر بعد الولادة، ما يؤهب الأمَّ لحدوث الالتواءات طيلة هذه المدة بسبب ضَعف الأربطة والعضلات الداعمة.
• الإرضاعُ في مدة ما بعد الولادة يؤدي دوراً في إحداث بعضِ أعراض هذه المرحلة، كآلام الحلمة والتهاب الثدي النَفاسي، إضافةً إلى دور هرمون البرولاكتين الفاتح للشهية الذي قد يكون أحدَ أسباب زيادة وزن الأم بعد الولادة.
وعليه، يجب على السيدات إعطاءُ أنفسهن الوقتَ اللازم للتعافي لكي يستطعن ممارسة حياتهن بشكلٍ سليمٍ ودون إرهاق.
ما المدة الواجب تركها بين حملٍ وآخر؟
تقترح بعض الدراسات أنَّ حدوثَ الحمل خلال الاثني عشر شهراً التالية للولادة السابقة قد يعرّض الجنين إلى الحالات التالية:
• انفصالٌ جزئي أو كلي للمشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل موعد الولادة.
• التصاقُ المشيمة بالجدار السفلي للرحم خاصة عند النساء اللواتي كنّ قد أنجبن طفلهن الأول بالعملية القيصرية.
• التوحدُ عند الطفل الثاني.
أما الحمل خلال الثمانية عشر شهراً التالية للولادة السابقة فقد يُعرّض الجنينَ لما يلي:
• وزنُ الولادة المنخفض LBW.
• حجمٌ صغيرٌ مقارنةً بالعمر الحملي.
• الولادةُ ما قبل الأوان (الخداج) Preterm.
تقترح دراسات أخرى احتمالَ تمزُّق الرحم إذا ما تمت الولادة الطبيعية خلال 18 شهراً فقط من ولادةٍ قيصريةٍ سابقةٍ، فعند تقاصر المدة بين الحمول لا تأخذ الأم الوقتَ الكافي للتعافي من الإجهاد البدني والنفسي من الحمل الأول، فمثلاً لا يكون لديها فرصةٌ لتعويض ما فقدته من مخزون جسمها في حملها الأول مثل الحديد والكالسيوم وغيره، ما قد يؤثر على صحتها أو صحة طفلها، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية.ومن جهةٍ أخرى فإنَّ المباعدةَ بين الحمول أيضاً لها أثرٌ سلبي، فعندما تكون المدة بين حملين 5 سنوات أو أكثر فإنَّ هذا يزيد من خطر حدوث:
• الانسمام الحملي أو ما قبلالارتعاج أو الارجاجPreeclampsia)): ارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
• الولادة ماقبل الأوان (الخداج) Preterm.
• وزن الولادة المنخفض LBW.
• حجم صغير مقارنةً بالعمر الحملي.
ويُعتقد أنَّ المباعدةَ طويلة المدة بين الحمول يُفقد الرحمَ قدرتَه على السماح للجنين بالنمو ضمنه، ولهذا يُنصح بترك مدة 18-24 شهراً بين الحمل والآخر لتجنب حدوث أيّ مضاعفات يُمكن أن تتعرَّض لها الأم والجنين أثناء الحمل وبعده.
وفي النهاية، إنَّ الشفاءَ العضويَّ والجسديَّ جانبٌ واحدٌ من جوانب هذا الموضوع، إذ علينا ألا ننسى أنَّ النساء بحاجة لإدراك ما تتطلبه هذه المرحلة وإلى الاستعدادِ النفسي التام لهذه النقلة النوعية.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا