كيف يؤثر النفط على الحيوانات والنباتات في البيئة البحرية
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
يشكل النفط المتسرب خطراً على حياة الكائنات الحية لما يتضمنه من مكونات كيميائية سامة. يمتد هذا الخطر ليشمل التعرض الداخلي للنفط من خلال ابتلاع أو استنشاق المكونات النفطية والتعرض الخارجي من خلال التهيجات الجلدية والعينية. يمكن للنفط أيضاً أن يتسبب باختناق بعض الفصائل الصغيرة من الأسماك أو اللافقاريات، وأن يشكل طبقة تغطي الريش والفرو ليقلص بذلك قدرة الطيور والثديات في الحفاظ على درجات حرارة أجسامها.
ما هي الكائنات الأكثر تأثراً بالتسربات النفطية؟
يطفو معظم النفط على سطح البحر، لذلك فإن الكائنات الأكثر تأثراً به هي الحيوانات التي تتواجد بالقرب من سطح البحر وعلى امتداد الضفاف (في حال وصلت التسربات النفطية إليها) مثل الطيور البحرية وثعالب الماء. تحتل الطيور البحرية في معظم حالات التسرب، المرتبة الأولى في معدلات الإصابة والموت مقارنة بالكائنات الأخرى. تتأثر ثعالب الماء بسهولة بالنفط، فهي تعتمد بشكل رئيسي على فروها النظيف لتبقي درجة حرارة أجسامها معتدلة. إذا بقي النفط على الشاطئ لفترة، ستكون كائنات أخرى مثل الحلزون، المحار، الحيوانات البرية عرضة للخطر.
ما هي الإجراءات المتخذة عندما يغمر حيوان ما بالنفط ؟
تمتلك معظم ولايات أميركا المتحدة قوانين وضوابط بشأن الإجراءات المتبعة في حالات كهذه. ويجب على غير المتدربين عدم محاولة إمساك أي حيوان أو طائر مغمور بالنفط، وفي معظم حالات التسرب في الولايات المتحدة، يتم إعداد مركز إعادة تأهيل لرعاية الحيوانات التي تعرضت للغمر بالنفط.
أي نوع من النفط المسرب يشكل الخطر الأكبر؟
إن نوع النفط المسرب لا يمكن تجاهله حيث تتبع أنواع النفط سلوكاً مختلفاً في البيئة، وتتأثر الحيوانات والطيور بطرق مختلفة اعتماداً على نوع النفط الذي تعرضت له. وعلى الرغم من ذلك، فإنه من الصعب الجزم عند تحديد نوع النفط الأكثر خطورة.
بدايةً، علينا أن نفرق بين النفط "الخفيف" و"الثقيل". يعتبر نفط الوقود، مثل الجازولين والديزل، نفطاً خفيفاً جداً. يميل النفط الخفيف إلى التطاير بشكل كبير (يتبخر بسرعة كبيرة نسبياً)، وبالتالي فإنه لا يبقى طويلاً في البيئة المائية أو البحرية (ليس أكثر من أيام في العادة). إذا انتشر النفط الخفيف على سطح الماء، كما يحدث عادة في حالات التسرب، فسوف يتبخر بوتيرة سريعة نسبياً.
إلا أن النفط الخفيف يشكل في فترة تواجده خطرين كبيرين. أولها خطورة الاشتعال والانفجار، وثانيها السمية. حيث تعتبر الكثير من أنواع النفط الخفيف مثل الجازولين والديزل سامة ويمكن أن تتسبب بموت الحيوانات والنباتات التي تلامسها. كما أنها خطرة على البشر أيضاً في حال لامست جلودهم أو تعرضوا لاستنشاق أبخرتها.
على النقيض، تبدو أنواع النفط "الثقيل" (مثل نفط الناقلات، الذي يستخدم كوقود للسفن) سوداء ودبقة حتى ينتهي بها الأمر وتتحلل بشكل كافٍ. إلا أنها تبقى بالرغم من ذلك في البيئة لعدة أشهر بل سنين في حال لم تتم إزالتها. بالرغم من أن هذه الأنواع النفطية تميل لكونها مقاومة للزوال بشكل كبير، إلا أنها تعتبر بشكل عام أقل سمية من النفط الخفيف. وفي المقابل، فإن التهديد قصير الأمد القادم من أنواع النفط الثقيل يعود لقدرتها على التسبب بحالات اختناق للكائنات الحية، بينما يعود التهديد طويل الأمد الناجم عنها إلى إمكانيتها بالتسبب بإصابات صحية مزمنة مثل الأورام في بعض الكائنات الحية.
بالإضافة لما سبق، فإن أنواع النفط الثقيل يمكن أن تتسبب بموت الطيور البحرية بعد إصابتها بالـ hypothermia (هبوط حرارة الجسم) في حال غمر ريش الطيور بها (حيث تفقد الطيور قدرتها في الحفاظ على حرارة جسمها معتدلةً). وقد تمت ملاحظة نفس النتيجة عندما يغمر فرو الثعالب المائية بالنفط الثقيل.
بعد عدة أيام وأسابيع، يتصلب بعض من النفط الثقيل، مما يجعله أشبه بسطح طريق إسفلتي، ولا يعود النفط الثقيل في حالته المتصلبة في الغالب خطيراً على الحيوانات والنباتات التي تتعرض له.
بين النفط الخفيف والثقيل، هناك أنواع متوسطة، تبقى في البيئة لبعض الوقت وتمتلك درجات متفاوتة السمية. في النهاية، يعتمد تأثير أي تسرب نفطي على المكان الذي سرب فيه، المسار الذي يتبعه بعد التسرب، وما يشمله تأثيره من حيوانات ونباتات أو بشر.
المصدر:
هنا
ترجمة:
اسماعيل الشيخ Ismail Al-Shaikh