إنقاذ أسماك القرش يشمل إنقاذ الصيادين أيضاً..!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
مثالنا اليوم يتناول أسماك القرش الإندونيسية لكونها تقع ضمن المركز الدولي للفصائل البحرية الاستوائية ولكون المصائد الإندونيسية تساهم أكثر من أي دولة أخرى في التجارة الدولية لزعانف أسماك القرش. تعد زعانف القرش هناك الهدف الأساسي للصيادين لارتفاع سعرها الأمر الذي تسبب في السنوات الأخيرة بتناقص أعداد أسماك القرش بشكلٍ هائل مما جعل العلماء والمهتمين بحماية البيئة يدعون إلى إدارة أفضل للمصايد السمكية، خصوصاً وأن للقرش قيمةً ماليةً عالية لكونها عامل جذب سياحي.
مع ذلك، تعتبر الأبحاث المنشورة حول تأثير إغلاق أماكن تواجد فصائل أسماك القرش للحفاظ عليها أو تأثيرها على سلوك الصيادين محدودةً للغاية.
تمثلّ مجتمعات الصيادين أنظمةً معقدةً اجتماعياً وبيئياً، حيث يكافح المسؤولون لموازنة المصالح الاقتصادية والاجتماعية لهذه المجتمعات جنباً إلى جنب مع الجوانب البيولوجية والبيئية لفصائل الأسماك، من خلال الإغلاقات المكانية مثلاً (أي منع الصيد في بعض الأماكن) وهو طريقةٌ معروفة للجمع ما بين حفظ التنوع البيئي وإدارة مصائد الأسماك.
قَيّمت دراسةٌ تأثير إغلاق أماكن تواجد أسماك القرش على هذه الأسماك والفصائل الأخرى أيضاً، وكذلك استجابة صيادي أسماك القرش لفقدان أماكن صيدهم المعتادة سابقاً. تم تقييم تنوع ووفرة أسماك القرش في منطقة مفتوحة (مسموحة الصيد) ومنطقتين مغلقتين (ممنوعتي الصيد) داخل محمية بحرية مقامة حديثاً في راجا أمبات Raja Ampatبإندونيسيا.
كانت غزارة الأسماك في الأماكن المغلقة أعلى بـ 28 مرة الأماكن المفتوحة ووُجد أن التغير في غزارة الأسماك لا يعتمد على حجم المنطقة أو عمقها أو تواجد السلاسل الصخرية في الماء ولكن الحكومة بقراراتها كانت العامل الرئيسي في نجاح مناطق الحفاظ على أسماك القرش، كما انعكس هذا الاتجاه كذلك على الفصائل المستهدفة في المصائد صغيرة الحجم بما في ذلك أسماك الحمرة snapper، الامبراطور emperor، القــُــــشــْـر grouper وأسماك التونة والماكريل، وأسماك اللبروس كبير الحجم وأسماك الببغاء..
ماذا يظنّ الصيادون؟
تم إجراء مقابلات مع صيادي أسماك القرش الذين فقدوا أماكن صيدهم المعتادة عند إنشاء المحمية وتبين أن نحو 88% من الصيادين يدركون أن أسماك القرش آمنة داخل المنطقة بينما لم يكن العديد منهم متأكداً من هدف المحمية.
شعر عدد محدود من الصيادين أن الوكالات التي منعت صيد السمك تفهمت احتياجات الصيادين المعيشية، ووجد الباحثون أن صيادي السمك الذين فقدوا أماكن صيدهم وجـــّــهوا مجهوداتهم نحو أماكن أخرى أو مجالات أخرى غير الصيد. وبينما كان حفظ أسماك القرش مفيداً للسياحة فمن الممكن أن يتسبب بدون قصد في إزاحة مجهودات الصيد لأماكن غير محمية.
وفقاً لإحدى المشاركات في الدراسة من جامعة موردوك Murdoch University بأستراليا فإن الصيادين الذين قوبلوا كانوا على وعي كامل بأهمية أسماك القرش للاقتصاد المائي وللسياحة لكنهم كذلك عبروا عن معضلتهم في إيجاد موارد رزق أكثر استدامة بسبب القيود الجغرافية والفقر وأدانوا مالكي المراكب والتجار واضطر بعضهم للجوء لوسائل معيشية أخطر إنسانياً وبيئياً من تجارة زعانف سمك القرش مما يقوّض من نجاح تخطيطات الحفظ المحلية.
أخيراً فقد افترض الباحثون أن مجهودات صيانة أسماك القرش في إندونيسيا تحتاج لمزيد من التخطيط لدمج الحماية المكانية مع دعم الأمن المعيشي والتنوع، فصيانة أسماك القرش في إندونيسيا تكون عمليــّــةً فقط عندما تجتمع المناطق ممنوعة الصيد مع عاملين إثنين هما مجهودات تضمين المجتمعات المحلية والإشراف على صياديها، واختيارات الحفاظ على موارد رزقهم.
وضحت نتائج هذه الدراسة مساهمة إقامة المناطق ممنوعة الصيد في حماية الحياة البحرية لكن فقط عندما يتم دمجها بخطط الحفظ الواسعة والأفكار التي تحفز الصيادين على ترك الصيد عبر توفير خيارات بديلة، قانونية ودائمة لكسب المعيشة.
المصدر:
هنا
هنا