كائنات حية أخرى تملأ جسدك !
الطب >>>> مقالات طبية
يمكن من السهل علينا إنو نفهم كيف بيتصل الدماغ مع القلب، والقلب مع الكلية، والكلية مع الأوعية ووو....... لكن اتصال الجلد مع الكبد ؟؟ البحث الجديد بقول إنو الجلد "بيحكي" مع الكبد!
اكتشاف مدهش: الجلد يتواصل مع الكبد
اكتشف باحثون من جامعة الدنمارك الجنوبية أنّ الجلد لديه القدرة على الاتصال مع الكبد، وقد أذهل الاكتشاف العلماء وقالوا بأنّ هذا يمكن أن يساعدهم على فهم كيفية تأثير الأمراض الجلدية على بقية أعضاء الجسم .
كان الباحثون في قسم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في جامعة الدنمارك الجنوبية عاكفين على دراسة شيء آخر مختلف تماماً عن اكتشافهم العظيم؛ ألا وهو أنّ الجلد (أكبر أعضاء الجسم) يستطيع التخاطب مع الكبد .
لقد برهنوا على أنّ الجلد يؤثّر على العمليات الاستقلابية في الكبد.
لوحظت هذه الظاهرة في فئران المختبر التي استخدمها الباحثون في عملهم، وهي فئران نُزعت منها إحدى المورّثات* Knockout Mice، وكانت المورّثة المحذوفة هي تلك المسؤولة عن إنتاج البروتين النوعي الرابط للشحوم الذي يُدعى Acyl CoA Binding Protein.
بعض هذه الفئران المعدّلة وراثياً أصبح لديها فرو دهني غريب، كما أصبح لديها صعوبة في الفطام عن الأم، حيث اكتسبت وزناً أقل من الطبيعي في هذه الفترة، وأبْدَت ضعفاً في النمو. كذلك ترسّبت الشحوم في كبد الفئران عند الفطام .
ظنّ فريق الباحثين في البداية أنّ ترسّب الشحوم في الكبد كان نتيجة غياب إحدى المورّثات في كبد الفئران المعدّلة (منقوصة المورّثة)، إلا أنه تم نفي هذا السبب بعدّة دراسات، فكان عليهم البحث عن تفسير آخر.
أحد الأفكار المفيدة هي أنّ هذه الفئران الضعيفة ذات الجلد المجعّد الدهني، فقدت الماء –الذي تسرّب عبر جلدها بدرجة كبيرة- أكثر من الفئران الطبيعية، وعندما فقدت الماء فقدت معه الحرارة، ممّا أوحى للقائمين على البحث أنّ فقدان الماء والحرارة ربّما كان السبب في ترسب الشحوم في الكبد وفي كونها أصبحت ضعيفة عند فطامها عن أمهاتها .
ولتوضيح ذلك قام الباحثون بتعديل فئران أخرى، بحيث أنّهم نزعوا المورّثة ذاتها (أو عطّلوا عملها) المسؤولة عن إنتاج البروتين الرابط للشحم، ولكن هذه المرّة من الجلد فقط دون باقي الأعضاء. وبشكل مشابه طوّرت الفئران الجديدة ضعفاً بعد فطامها وترسّبت الشحوم في كبدها، وهذا يدلّ على أنّ عوز البروتين الرابط للشحوم في الجلد لوحده كان كافياً لتحريض ترسّب الشحوم في الكبد .
ولتفسير ذلك قام الباحثون بتغطية الفئران بمادة الفازلين Vaseline التي تمنع تبخّر الماء من الجلد، وبالتالي ستتوقّف خسارة الحرارة من الجسم، وكنتيجة لذلك اختفت الترسبات الشحمية في الكبد .
إلا أنّ الفازلين يحتوي على الشحوم التي قد يجري امتصاصها عبر الجلد، ولم يكن الباحثون متأكدين من وجود تأثيرات جانبية للفازلين قد تؤثّر على الفئران .لذا عَمَد الباحثون إلى تغطية الفئران باللاتكس الأزرق، ممّا أدّى إلى اختفاء الترسبات الشحمية في الكبد مرة أخرى .
وكان التفسير هو التالي: إنّ خسارة الماء عن طريق الجلد تؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم، وهذا يؤدي إلى انحلال الشحوم من النسج الشحمية (للاستفادة منها في توليد الطاقة ورفع درجة حرارة الجسم من جديد)، وهذه الشحوم المنحلّة تنتقل إلى الكبد، أي أنّ الفئران نقلت الطاقة من النسج إلى الكبد .
والسؤال : هل سيُسهم فهم هذه الظاهرة في تفسير وعلاج بعض الأمراض؟ وكيف؟
*Knock out mouse
هو فأر مختبر، قام الباحثون بتعطيل إحدى مورّثاته (جيناته)، إمّا باستبدال المورّثة المستهدفة بمورّثة أخرى، أو بحذف هذه المورّثة ووضع قطعة اصطناعية من الDNA (ليست مورّثة) في مكانها.
وينتج عن ذلك تغيّرات بالنمط الظاهري لديه، تطال أيّاً من مظهره الخارجي و سلوكه وغيرها من الخصائص الجسميّة والكيميائيّة الحيوية.)
المصدر: هنا
هنا
مصدر الصورة: هنا