خطوة مبتكرة في مجال الرعاية الصحية المتكاملة
علم النفس >>>> الصحة النفسية
لورين ديكابوريل راين Lauren N. DeCaporale-Ryan أخصائية في علم نفس الرشد و الشيخوخة تعمل في المركز الطبي في جامعة روتشستر (Rochester)، ولكن عملها ذو طبيعة مختلفة، فمحور تركيزها ليس المرضى، بل الأطباء و الجراحين و العياديين الذين يهتمون بالمرضى.
و هدفها هو الوصول إلى المزيد من التواصل الفعال بين مزودي خدمات العناية الصحية وبين المرضى و عائلاتهم وبين بعضهم البعض.
تقول راين ديكابوريل "إنني أقضي يومي بالقيام بجولات لمراقبة الأطباء و الجراحين وغيرهم من العياديين أثناء تفاعلهم مع المرضى". ففي كل عملية تفاعل بين الطبيب و المريض هناك سلسلة من السلوكيات التي تحدث، مثل كيفية استقبال الأطباء للمرضى أو فيما إذا كانوا يبتسمون لهم. فتقوم بتزويدهم بملاحظات تقويمية فورية لتصحيح مسارهم ومعالجة الإشكاليات.
إن التفاعل بين الجراح و المريض لا تزيد مدته عن ثلاث دقائق، لذلك تقوم لورين ديكابوريل بتعليم الجراحين كيف يكونون أكثر دفئاً في التعامل مع المرضى حتى لا يشعروا أنهم مجرد أرقام، أما بالنسبة للأطباء الذين يدوم تفاعلهم مع المرضى لمدة أطول، فتسعى لورين إلى تعزيز التواصل الفعال بينهم حتى لا يُصاب الأطباء بالاحتراق النفسي في نهاية نهار العمل. ( الاحتراق النفسي هو الأعراض السلبية النفسية و السلوكية الناتجة عن الضغوط الزائدة في العمل).
ففي مجال الجراحة تُشجع الجراحين على التمهل، أما أطباء الصحة العامة فتشجعهم على التعجل.
تقترح مثلاً أن يسأل الأطباء المرضى عن شكواهم في بداية الجلسة لتجنب إضاعة الوقت، كأن يتذكر المريض أمراً ما ويستوقف الطبيب وهو متجه للخارج. وكذلك بالنسبة للأطباء الذين لا يبتسمون، فهي تشجعهم على التواصل العفوي مثل المصافحة أو التربيت على كتف المريض مما يجعل التواصل أكثر دفء وفعالية.
تُساعد لورين الأطباء أيضاً على التواصل مع بعضهم البعض بشكل أكثر فعالية، و تُساعد الطاقم الجراحي على تزويد الأطباء المقيمين وتزويد بعضهم البعض بتعليمات و ملاحظات بناءة و فعالة.
تقول راين إن دخول الطبيب إلى غرفة العمليات لإجراء جراحة على كائن بشري مثله، يحتاج من الطبيب أن يفصل نفسه عن مشاعره، إضافةً إلى أن تركيز الجراحين غالباً ما يكون على الخبرات التقنية أكثر من تركيزهم على مهارات التواصل و العلاقات الشخصية.
فالعمل في غرفة الجراحة يتطلب السرعة الأمر الذي يمنع التواصل البناء، وقد يجعل الجراحين يتحدثون بنبرة حادة و صارخة أحياناً عند توجيه الأطباء المقيمين مما يُسبب لهم
الإحباط. ومن هنا فهي تسعى إلى توفير بيئة تعليمية أفضل من خلال تعليم الجراحين أن يحددوا كيف و متى يجب إعطاء التوجيهات للأطباء المقيمين.
كما أنها تهتم بأمر العياديين الذين غالباً ما يتجاهلون التواصل مع عائلات المرضى بسبب الاستعجال والشعور بالحاجة الملحة للحاق بالعمل.
و في مشروع آخر تعمل راين وزملاؤها على دفع الأطباء و الممرضين و العاملين في الخدمة الاجتماعية على العمل الجماعي و رفع روح الفريق.
و من إحدى أولويات راين أيضاً منع الاحتراق النفسي لدى الأطباء المقيمين الذي يؤدي الى انخفاض الكفاءة في العمل و في العناية بالمرضى، فهي تسعى إلى إطلاق مشروع يؤمِن نشاطات اجتماعية لهم خارج المشفى و معلومات حول الخطط المالية وتقديم وجبات صحية.
وهكذا فإن أهمية عمل راين ديكابوريل تكمن في كونها سبّاقة في تقدير أهمية الجانب النفسي لعملية التواصل بين الأطباء و المرضى إضافة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للطاقم الطبي.
ما رأيك عزيزي القارئ؟ هل تعتقد أننا بحاجة لأمثال راين لتحسين التواصل بين الأطباء والمرضى؟ أخبرنا عن تجربتك الشخصية!
المصادر:
هنا