حبوب منع الحمل التي تستخدمين تحرم الضفادع من ذريتها أيضاً
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم البيئة
من الممكن أن تسبِّبَ الموادُ الفعّالة هرمونياً انخفاضاً في التعداد العالمي للبرمائيات مع الزمن، فتواجُدُ بعض المركّبات الكيميائيّة كالمستحضرات الصيدلانيّة مثلاً؛ بتراكيزَ فعّالةٍ بيولوجياً، يؤثِّر في نظم بيئات المياه العذبة، وبالتالي يمكن أن تؤثر على النظام الهرموني والتطوّر الجنسي للحيوانات التي تعيش تلك البيئات.
تُسمّى المادة الفعّالة الأكثرَ شهرةً واستخداماً في حبوب منعِ الحمل الأنثويّة بمركّب ايثينيل استراديول 17α-Ethinylestradiol، الذي سنرمز له اختصارا ً EE2)؛ وهو استروجين صناعي لا يتواجد في البيئة بشكلٍ طبيعيّ، لكنّه عند عدم إزالته بكفاءة من مياه الصرف الصحّي في محطّات المعالجة، يصل إلى المُسطَّحات المائية بتراكيزَ بيولوجيّةٍ قادرةٍ على التأثير على الكائنات التي تعيش فيها.
يعتقد علماء الأحياء والتطوّر أن البرمائيات تتعرَّض بشكلٍ مستمرٍّ لتهديد الاستروجينات الصناعية، ويفترضون أن الحساسيّة تجاه المواد الفعّالة هرمونيّاً، ليست نفسها عند جميع أنواع البرمائيّات. ولدارسة تأثير المركّبات الهرمونية على البرمائيات؛ قارن الباحثون التأثير الهرموني للاستروجين الصناعي الموجود في حبوب منع الحمل (EE2) وتأثيره في تطوّر ثلاثة أنواع مختلفة من البرمائيات وهي:
ضفدع القيطم الأفريقي ذو المخلب (Xenopus laevis)
ضفدع الشجر الأوروبي (Hyla arborea)
العلجوم الأخضر الأوروبي أو (ضفدع الطين) (Bufo viridis)
وُضعت شراغيفُ تنتمي للأنواع الثلاثة المذكورة في بيئةٍ مائيةٍ تحتوي على تراكيزَ مختلفةٍ من هرمون (EE2) لمدّةٍ زمنيّة امتدّت لأكثر من ثلاثة أشهر، في ظلِّ ظروف تجريبية متطابقة، حيث قُورنت فيما بعد بمجموعاتٍ قياسيّة من ضفادع تعيش في بيئةٍ طبيعيّةٍ خالية من المادة المذكورة.
حُدِّدَ الجنس الوراثي لجميع الأنواع في هذه التجربة باستخدام أحدث النُهُجِ الجزيئيّة (التي تتضمّن دراسة جزيئات البروتين والـ DNA والـ RNA للأنواع المختلفة). وفي نفس الوقت، درسَ الباحثون التطوُّر المظهريّ للأعضاء الجنسيّة (الغدد التناسليّة)، أي البنية التشريحية والأنسجة تحت المجهر. وقد سمحت المقارنة بين الجنس الموروث (الجيني) والجنس المظهري بمعرفة آثار EE2 كاملةً.
أظهرت نتائج الدراسة أنه بعد تعرُّض جميع أنواع البرمائيّات إلى مركّب EE2، حدثت انعكاسات في جنسها وتحوّلت من الذكور إلى الإناث بنسبة تصل من %15الى %100، كُشِف عنها عند مقارنة الجنس الجيني والمظهري لحيوانات التجربة، وارتبط انعكاس الجنس عموماً بتراكيز EE2، كما أظهر كلّ نوع من الضفادع الثلاثة حساسيّةً مختلِفة لهذه المادّة.
و بدون ترسيخ و إثبات هذا التغيّر في جنس الضفدع على المستوى الجزيئي، سوف يبقى هذا التغيُّر غير مُلاحظ إلى حدٍّ ما.
وبما أنّ مركّب EE2 هو جزءٌ من إمدادات المياه لدينا، جنباً إلى جنب مع غيره من المواد أخرى الشبيهة بالاستروجينات؛ فهذا يشكل خطراً جدّيّاً بالنسبة للبشر أيضاً وليس فقط للبرمائيات.
بيّنت الدراسة أيضاً أن الضفدع ذو المخلب هو نموذج جيّد وعيّنة مناسبة لدراسة تأثير المواد النشِطة هرمونياً في البيئة، حيث تمّ إثبات التأثير الهرموني في هذا النوع، ومع ذلك، لا يمكننا التقدير الاستقرائي للبرمائيات الأخرى بدون حذر.
اعتمدت التجربة السابقة على إثبات جنس الضفادع المدروسة من الناحية الجينيّة في جميع الأنواع، سواء كان الشرغوف يبدي صفاتٍ شكليّةً ذكوريّة أو أنثويّة، وبذلك توصّل الباحثون إلى أنّ تأثير التخنيث لمُركّب EE2، متنوِّعٌ جداً بين أنواعِ الضفادع المختلفة التي طُبِّقت عليها التجربة.
المصدر:
هنا