سنعيد كتابة العلم بأبجدية عربية

  • الرئيسية
  • الفئات
  • الباحثون السوريون TV
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • About Us
x
جارِ تحميل الفئات

جدّاتُ الفيلة... وسرٌ آخرُ من أسرار الطبيعة

البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية


تم حفظ حجم الخط المختار

Image: © Bernard DUPONT courtesy of Flickr EOL images

يمكنك الاستماع للمقالة عوضاً عن القراءة

يصل عمر الفيلة إلى 80 عاماً، وتعيش في مجموعات أسرية تضم أجيالاً عديدةً من الإناث وصغارها، ولكن على عكس ما قد يعتقد البعض، تزداد نسبة وَفَيَات الفيلة في حدائق الحيوان عمَّا هي عليه في الحياة البرية؛ إذ تبلغ نسبة وفيات الصغار في عامهم الأول 50%، كما تشيع المشكلات المرتبطة بالإنجاب، وإذا ما علمنا أنَّ عدد الفيلة الآسيوية قد انخفض إلى النصف، وأنَّه لا يوجد سوى ما يُقارب 38.500 إلى 52.500 فيلٍ فقط في الحياة البرية، فربما ساعد هذا في إلقاء الضوء على الحاجة إلى منع الصيد الجائر، وخاصةً ذاك الذي يستهدف الإناث الضخمة كبيرة السن لما لها من دورٍ بالغ الأهمية في حياة مجتمعات الفيلة، وقبل أن نتعرَّفَ إلى دورها، دعونا نقرأ الحقائقَ التالية عن الفيلة...

الفيلة أضخم الحيوانات الثديية البرية، وأشهر أنواعها الفيل الإفريقي، والفيل الآسيوي الذي يصغر الأول طولاً ووزناً، إذ يبلغ طوله 8 إلى 10 أقدام (ما يقارب 2.5 إلى 3 أمتار)، في حين يصل وزنه إلى 3-5 طن. يعيش الفيل حياة اجتماعيةً بين الأبوين والإخوة، ورغم حجمه الضخم، فهو يتمتع بحس مرهف وحب للأسرة واحترام لكبار السن منهم. ولعلَّ هذا هو السبب الذي يجعل وجود الجدات في عائلة الفيلة مُهماً في زيادة فرص نجاة الصغار وتقليل المدة الفاصلة بين حملين، في ظاهرةٍ تذكرنا بدور الجدات في المجتمعات البشرية أيضاً، فقد جرت العادة أن تُلازم الجدة ابنتها في الفترة التي تلي ولادتها للاعتناء بها وبمولودها. في الحقيقة هذا ما توصل إليه فريق بحثي من جامعة توركو في فنلندا، فما هي التفاصيل؟

وجد الباحثون عند دراستهم هذه الظاهرة بين فيلة ماينمار (إحدى دول جنوب شرق آسيا) أنَّ نسبة الوفيات بين الدغافل لأمهات تحت العشرين عاماً كانت أٌقلَّ بثماني مرات عند وجود الجدَّات في الموقع نفسه، مقارنةً مع الدغافل التي عاشت دون جداتها، ولكن لماذا هذا الفرق الواضح في نسبة الوَفَيات؟ وما الذي يُضيفه وجود الجدات؟

في الحقيقة يُمكن أن نعزوَ أهميَة هذا الدور إلى سببين؛ أوّلُهما تخفيض الفترة بين الولادات بمقدار سنةٍ واحدةٍ، والمحصلة أنَّ عدداً أكبرَ من الأحفاد سيولد وجداتهن على قيد الحياة، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ الجداتِ اللواتي لديهنَّ صغارٌ كُنَّ مع الجدات اللواتي توقفن عن التكاثر على الدرجة نفسها من الأهمية بالنسبة لأحفادهن. أمّا ثانيهما فهو دور الجدات المتعلق بالصحة الإنجابية لبناتهنَّ اللواتي لم يكتسبنَ خبرةً في رعاية الصغار بعد، وفي المقابل، يمكن للفيلة الإناث ممن لديهن الخبرة الكافية الاستغناءُ عن مساعدة أمهاتهنَّ. لاحظ فريق البحث أيضاً أنَّه كلَّما زاد عدد الصغار الذين ربتهم الجدة قبل ولادة حفيدها الدَّيْغَل الجديد، ازدادت فرص نجاة هذا الأخير.

ما فائدة ما توصّل إليه البحث؟
تكمن أهميّة نتائج البحث في إظهار الدور الجوهري الذي تؤديه الجدَّاتُ ذواتُ الخبرة في رعاية الصغار للحفاظ على أفراد هذا النوع المُهدّد بالإنقراض، لا سيَّما في حدائق الحيوان حيث تكون المجموعات مُتعدّدة الأجيال نادرةً، فإذا ما وُضعَت الجدات مع أحفادهن، سيُشكِّل ذلك عاملاً مُهماً في زيادة فرص البقاء على قيد الحياة، وزيادة معدل المواليد الإناث في حدائق الحيوان.

ولكن إلى أي مدى يعبأ الإنسان بذلك؟
للأسف يستمر الصيد الجائر للفيلة بهدف الحصول على أنيابها العاجية ـ يصل وزنها حتى 45 كغ وطولها إلى 2.4 متر ـ رافعاً خطرَ انقراضها عاماً بعد عام، وطالما أنّ الفيلة الإفريقية تمتلك أنياباً على عكس الفيلة الآسيوية التي تمتلك ذكورها أنياباً صغيرةً في حين لا تمتلك إناثها أنياباً؛ يُقتل أكثر من 30.000 فيلٍ سنوياً طمعاً في العاج لتلبيةِ الحاجة إليه في آسيا حيث يُباع الكيلو غرام الواحد من العاج بـ 2100 دولار. وفي النهاية نتساءل إن كان هناك ما يردع البشر عن أذية الطبيعة والحياة والبرية، متفائلين بما في قلب بعض البشر من رحمة وخاصةً بعد خبرٍ نُشِرَ مؤخراً يُفيد بتلقي الفيلة Mosha التي فقدت ساقها الأمامية اليُمنى إثر انفجار لغمٍ أرضي طرفاً اصطناعياً في حادثة هي الأولى من نوعها لكائن من جنسها!

ختاماً نترككم مع هذه المقالات التي يصف أولَّهما شكل كلِّ عضوٍ من أعضاء الفيل ويوضح وظيفته، بينما ينقلكم الثاني إلى عالم الفيلة الذي يفيض مشاعر، وآخرها يتحدث عن الطريقة التي تحمي بها الفيلة نفسها من السرطان.
هنا
هنا
هنا

المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
ورقة البحث الأصلي:
هنا

مواضيع مرتبطة إضافية

المزيد >


شارك

تفاصيل

16-07-2016
1854
البوست

المساهمون في الإعداد

إعداد: Sausan Mahrez
تدقيق علمي: Mohummed AL Refai
تعديل الصورة: روان السمان
صوت: Naif Ghanem
نشر: Shaden Al-laham

تابعنا على يوتيوب


من أعد المقال؟

Sausan Mahrez
Mohummed AL Refai
روان السمان
Naif Ghanem
Shaden Al-laham

مواضيع مرتبطة

العلاج الخلوي ومقارباته الحديثة (1): هل سنتمكن من قهر بعض أنواع السرطان قريباً؟

كيف يقود النمل الطعام نحو مساكنه؟

عشرة أشياء قد لا تعرفها عن دماغك - الجزء الثاني

سلسلة فوائد البكتريا│(25) البكتريا لكبح الخلايا المسؤولة عن تحريض رد الفعل التحسسي

جيل جديد من الخلايا الجذعية لعلاج أكثر الأمراض المسببة للعمى

عواقب تطور الدماغ البشري، وهل مازلنا ندفع الثمن؟

للأيدي والزعانف منشأٌ وراثي واحد!

ثلاثون عاماً لم تكفِه للتخلص من لقاح شلل الأطفال!

العلماء يكتشفون آلية تعطيل الصبغي "X" عند الإناث!

التطور يتصدّى للهندسة الوراثية

شركاؤنا

روابط مهمة

  • الشركاء التعليميون
  • حقوق الملكية
  • أسئلة مكررة
  • ميثاق الشرف
  • سياسة الكوكيز
  • شركاؤنا
  • دليل الشراكة
جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "الباحثون السوريون" - 2023