التعرُّض للأشعة فوق البنفسجيَّة يُحرّض حُدوث طفرات تؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد!
البيولوجيا والتطوّر >>>> علم الجينات
يقول الدكتور "Paul Khavari" المشرف على البحث بأن المورثة الورمية السابقة يتم تفعيلها بأشعة الشمس وتؤدي الى تطور السرطان في الخلايا الجلدية المتقرنة. يُثبت البحث بأن سرطان الجلد يَنشأ بألية مختلفة عن السرطانات الأخرى، حيث أن طفرةً وحيدةً يمكن أن تسبب كارثة.
تَحدث الطفرات في مناطق محددة من المورثة الورمية السابقة في 20% من حالات سرطان الخلايا الجلدية المتقرنة، وفي 5% من حالات سرطان الخلايا المفرزة للميلانين، واكشف الباحثون ذلك بينما كانوا يُحقِّقون في الأسباب الوراثية لسرطان الخلايا الجلدية المتقرنة، فقد قارنوا بين تسلسل المورثات في DNA الخلايا الورمية مع الخلايا الجلدية الطبيعية وبحثوا عن الطفرات التي تُسبب الأورام فقط، و قد وجدوا ما يقارب ال 336 مورثةً مرشحةً لمزيد من الدراسة، بما يتضمن بعض المورثات الورمية المعروفة سابقًا.
إن المورثتين الشائعتين اللتان تَكثر فيهما الطفرات كانتا CDKN2A و TP53 المعروفتين سابقًا بارتبطهما بسرطان الخلايا الجلدية المتقرنة. أما ثالث مورثة KNSTRN فقد كانت مفاجأة! حيث أن هذه المورثة تُرمِّز لبروتين معينٍ يُساهم في تشكيل الحيِّز الحركي (وهي بُنية تساعد على سحب أزواج الصبغيَّات الى طرفيِّ الخلية أثناء انقسام الخلية، و تُثبت ال DNA في طرفيّ الخلية أثناء عملية انفصال الخلية الى خليتين جديدتين تحتويان العدد المثالي من الصبغيَّات).
في حال لم يتم انفصال الصبغيات بشكل صحيحٍ فإن الخليتين الجديدتين ستحتويان على كمية غير طبيعية من ال DNA. هذه الخلايا مختلَّة الصيغة الصبغية التي تحتوي على صبغيات زائدة أو ناقصة، غالبًا ما تكون غير وظيفية و تميل لتفسير الإشارات الخلوية بشكل متقلب. وتعتبر هذه الخلايا خطوة مهمة في تطور الخلايا الورمية في عدّة أنواع من السرطانات.
إن الطفرات في هذه المورثة تنتج عن استبدال نوكليوتيد وحيد يدعى السيتوزين بنكليوتيد آخر يدعى الثايمين في منطقة محددة من ال DNA وهذا التبديل يميل للحدوث أثناء ترميم الضرر الناتج عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة، كالأشعة الموجودة في ضوء الشمس.
ووُجِد أن الطفرات وُجدت في سرطانات الجلد في مناطقِ التعرض للأشعة فوق البنفسجية ولم تُلاحظ في أي نوع آخر من أنواع السرطانات. وأكدت الدراسة بأن الأشعة فوق البنفسجية تُحرّض حدوث الطفرات في جين KNSTRN بنسبة 20% في التقرنات السَّفعِيَّة (و هي حالات جلدية محتملة الخباثة غالبًا ما تتطور لتتحول إلى سرطانات جلدية متقرنة) ولكنها لم تحدث في الخلايا الجلدية الطبيعية.
وكذلك فإن التعبير الجيني في خلايا الجلد البشرية المزروعة في المخابر التي تحتوي طفرات في جين KNSTRN عطَّل قدرة الخلايا على تجميع ال DNA أثناء الانقسام الخلوي و حرّض تطور الخلايا السرطانية الجلدية في الفئران.
وقد وجد الباحثون بعد المقارنة بين خمسة مرضى مصابين بسرطان الجلد ويحملون الطفرة المذكروة بخمسة مرضى آخرين لا يحملون الطفرة أن الخلايا السرطانية في كلا الحالتين كانت مختلة الصيغة الصبغية ولكن خلايا الطفرة السابقة كانت تحتوي على جينات طافرة بشكل أكبر.
إنَّ تحديد الجين الطافر الجديد سيسمح للباحثين أن يفهموا أكثر كيفية تطور هذه الانواع من سرطانات الجلد، وقد يُقدم دلائل جديدة تساعد على تطوير أنواع جديدة من العلاج للمرض. بالإضافة إلى أنه يقدم دليلًا يربط بين التعرض للشمس وحدوث سرطان الجلد.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا