ذات الرئة Pneumonia
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
الأسباب:
هنالك الكثير من العواملِ المُمرِضةِ التي يمكن أن تؤدّي إلى التهابِ الرّئة، ويختلف العاملُ المُمرضُ باختلافِ عمرِ المريض والأمراضِ المرافقة أو العواملِ المُؤهّبَة الموجودة لديه. وقد يكون العاملُ الممرضُ أيّاً مما يلي:
- البكتيريا: أشيعُها العُقَديّاتُ الرّئويّة. تتميز الإصابةُ البكتيريةُ بدرجاتِ حرارةٍ عالية وبتّطورٍ سريع للأعراض بالإضافةِ إلى الألمِ الصّدري.
- الفيروسات: كفيروس الإنفلونزا والفيروس التّنفسي المَخلَويّ. تبدأ الإصابةُ الفيروسيةُ بأعراض إنفلونزا اعتياديةٍ إلا أنّها تستمر لفترة أطولَ من 3-5 أيام مع تطورِ ارتفاعٍ في درجات الحرارة وسعالِ منتجِ للقشع.
- طفيليات شبيهة بالبكتريا كالميكوبلازما: تتميز الإصابة بها بأعراض خفيفةٍ مقارنةً بالإصابة البكتيريّة وكانت تدعى سابقاً بذات الرئة الجوّالة Walking Pneumonia لأنّ المصابَ بها غالباً يبقى بحالةٍ جيّدة ولا يحتاجُ إلى الرّاحة في السرير.
- الفطور: وهي تصيب غالباً المرضى ذوي الأمراض المُزمنة أو مُضعَفي المناعة كمرضى الإيدز أو الخاضعين للعلاجِ الكيماوي.
- موادّ كيماويّة مختلفة.
تصنّف ذاتُ الرّئة إلى عدةِ أصنافٍ رئيسيّةٍ تختلف فيما بينها بالعوامل الممرضة والعلاج، هذه التصنيفات هي:
1- ذات الرئة المكتسبة في المجتمع: وهو الشكلُ الأشيع، ينتقل إلى المريض أثناءَ وجودِه خارجَ المشفى، كالمنزل أو العمل أو المدرسة.
2- ذات الرئة المكتسبة في المشفى: تصيب المرضى المقبولين في المشفى لعلاج حالاتٍ مرضيّةٍ أخرى ومرضى وحداتِ العنايةِ المركزة أوالمرضى الموضوعين على أجهزة التّنفس الاصطناعي. وهذا الصنف غالباً ما يكون مهدِّداً للحياة بسبب تعنيدِ الجراثيمِ المسببة له على العلاجِ وسوءِ حالةِ المرضى المصابين به.
3- ذات الرئةِ المكتسبة من أماكن الرعايةِ الصحيّة: تصيب المرضى الذين يترددون على المراكز الصحيّة بشكل دوريٍّ كمرضى التّحالِ الدّمويّ، وهو كسابِقه قد يكون معنّداً على العلاج.
4- ذات الرئة الاستنشاقيّة: تصيب المرضى ذوي الإصابات الدماغيّة مضطّربي الوعي أو المرضى الذين لديهم عسرةُ بلع نتيجةَ دخولِ الموادِّ الطّعاميّةِ أو اللّعابِ إلى الرئتين عوضاً عن المري.
الأعراض:
- سعالٌ منتجٌ لقشع "بلغم" غالباً، قد يكون لونُ القشع أصفر، أو أخضر أو مدمّى أحياناً.
- حرارة متوسطة أوعالية.
- عَرواءَات.
- زلّة تنفسيّة أو ضيقُ تنفسٍ قد لا يشعر به المريضُ إلا أثناء القيام بجهد.
- ألمٌ صدريٌّ يزداد بالسعالِ أو الشهيقِ العميق.
- صداع.
- تعرق.
- نقص شهية، وميل للنوم، وتعب ووهن عام.
- غثيان وإقياء.
- اضطرابُ وعيٍ خاصةً عند المسنين أكبر من 65 سنة.
- انخفاضُ حرارةِ الجسم عند المسنين أو مضعفي المناعة.
الاختلاطات:
في بعض الحالات قد يسوء الإنتانُ ويتطورُ إلى حالاتٍ أكثرَ خطورة منها:
1- إنتان الدم: حيث تتمكن العواملُ الممرضةُ من الوصولِ إلى الدمِ والانتقالِ لإحداثِ إنتانٍ في أماكنَ أخرى من الجسم وأذية أعضاء أخرى.
2- قصور تنفسي: في الحالات الشديدة قد تسبب ذاتُ الرئة صعوبةً شديدةً في التنفسِ ونقصَ أكسجةٍ خطيرٍ وفي بعض الأحيان قد يحتاج المريض إلى جهازِ تهويةٍ آليةٍ حتى حصولِ الشفاء.
3- انصباب جنب: وهو تجمعٌ للسوائل خارجَ الرئة ضمن جوف الصدر مما يسبب ألماً صدرياًّ وصعوبةً في التنفس.
4- خرّاج رئوي: عندما يُشكّل القيحُ جوفاً ضمن الرئة وغالباً ما يتمُّ علاجُه بالصّادات إلا أنّ الجراحةَ قد تكون ضروريّةً أحياناً.
عوامل الخطر للإصابة: قد تصيب ذات الرئة أيّ شخص إلّا أّنّها تصبح أكثر احتمالاً عند أشخاصٍ لديهم واحدٌ أو أكثر من العوامل التالية:
- تدخين السجائر: هو عاملُ الخطرِ الأهمُّ عند الشباب لأنّه يؤذي الرئةَ ويخرّبها مما يضعفُ قدرتَها على مقاومة الإنتانات.
- إصابة حديثة بالإنفلونزا أو التهابِ الحنجرة.
- عسرة بلع (نتيجة جلطةٍ دماغية، أو تخلفٍ عقلي، أو داء باركنسون ،وغير ذلك)
- أمراض رئوية مزمنة كال COPD*، الداء الليفي الكيسي، توسع القصبات.
يمكنك قراءة مقالنا عن ال COPD هنا:
هنا
ومقالنا عن الداء الليفي الكيسي هنا:
هنا
- أمراض القلب، وتشمّع الكبد، والسكري.
- غياب أو اضطراب الوعي.
- أمراض مضعفة للمناعة أو تناول أدوية مثبطة لمناعة.
- الأطفال تحت السنتين، والمسنون فوق 65 سنة.
- استئصال الطحال.
- الكحوليّة.
- التّجمعات السكنية المزدحمة كالمدارس والسكن الطلابي.
التشخيص:
يعتمدُ تشخيصُ ذات الرئة على معرفةِ الطبيبِ للقصّةِ المرضيّةِ كاملةً بالإضافة إلى الفحصِ السريريِّ الدقيقِ وقد يحتاجُ الطبيبُ إلى بعضِ الوسائلِ التشخيصيةِ أهمها: صورةُ الصدرِ الشعاعيّةُ البسيطة والطّبقي المحوري، والتعداد الدموي، وغازات الدم الشريانيّ، وقياس الأكسجة الإصبعية.
بالإضافة إلى إجراءاتٍ تتم لتحديدِ العاملِ الممرضِ كزرعِ عينةِ قشع، وتنظير القصبات، وبزلِ سائل الجنب وزرعه في حال وجوده.
العلاج:
يعتمد على سببِ الالتهاب وشدّته، بالإضافة الى الأمراضِ المرافقةِ التي يعاني منها المريض.
في ذات الرئةِ المكتسبةِ في المجتمع يمكن أن يتمَّ العلاجُ في المنزل ويحصل الشفاءُ بشكل عام خلال 1-3 أسابيع إلا أنّ الشعور بالتعب قد يستمر فترةً أطول. يعتمد العلاج على:
1- الإكثار من شرب السوائلِ للتخفيف من لزوجةِ المفرزاتِ والمساعدة ِعلى طرح القشع.
2- الرّاحة في المنزل.
3- تجنّب مضادات السعال: السعال مفيدٌ لأنّه يساعد في طرحِ القشعِ والمفرزاتِ من الرئتين وهو وسيلةُ حمايةٍ طبيعيّةٍ للجسم، ويفضل عدمُ إيقافه إلا في الحالاتِ الشديدةِ الّتي يُسبّبُ فيها الإقياءَ أو صعوبةَ التّنفس.
4- يمكن استخدام السيتامول أو الأسبرين لتخفيضِ الحرارة مع الانتباه لتجنبِ الأسبرين عند الأطفال.
5- الصّادات الحيوية: يختلف الصّاد حسبَ العاملِ الممرض، في حالِ الإصابةِ البكتيريّة يمكن استعمالُ الماكروليدات الفمويةِ (أزيتروميسين، كلاريتروميسين، إريتروميسين).
متى يجب أن تذهب إلى المستشفى؟
إن العلاج في المشفى يصبح ضرورياً في الحالات التالية:
1- المسن فوق 65 سنة أو الأطفال أصغر من شهرين.
2- اضطراب الوعي.
3- اضطراب في وظيفة الكلية.
4- الضغط الدموي الانقباضي أقل من 90 ملم زئبقي.
5- تسرع التنفس أكثر من 30 مرة في الدقيقة.
6- الحاجة إلى أجهزة تنفس مساعدة أو أكسجين.
7- انخفاض الحرارة أقل من الحرارة الطبيعية.
8- تسرع النبض أكثر من 100/ الدقيقة أو تباطؤ النبض إلى أقل من 50/الدقيقة.
كيف تحمي نفسك؟
1- أوقفِ التدخين.
2- تجنّبِ الأشخاصَ المصابين بالإنفلونزا أو ذات الرئة.
3- اِغسلْ يديك جيّداً وحافظ على النّظافة.
4- اللقاحات: هناك العديدُ من اللقاحاتِ التي تحمي من عدةِ عوامل ممرضةٍ كلقاح الإنفلونزا السنوي ولقاح العقديات الرئوية، ويوصى باللقاحاتِ بشكلٍ خاص للمسنين فوق 65 عام والأطفال تحت عمر 5- سنوات بالإضافة إلى الأشخاص ذوي الطحال المستأصل.
6- اَبقِ مناعتك قويّة بالحفاظ على عاداتٍ صحيّةٍ جيّدةٍ وممارسةِ الرّياضة.
أخيراً ...تذكّر مايلي:
- ذات الرئة عبارة عن التهابٍ في الرّئة غالباً يلي الإنفلونزا.
- الشفاءُ يحصلُ غالباً خلال 1-3 أسابيع، إلا أنّ المرضَ قد يأخذُ منحىً مهدداً للحياة.
- يمكن أن تقي نفسَك بأخذِ اللقاحات، وتجنّبِ التدخين، والحفاظ على النّظافة، والحفاظ على عاداتٍ صحية جيدة.
- راجعِ المشفى في حال: مسنٍّ أو طفل، هبوطِ ضغط، تسرعِ تنفس أو نبض، اضطرابٍ في الوعي.
هامش :
*العرواءات: وهي البردية باللغة العامية، أي نوبة من الشعور بالبرد والرجفان قد تترافق مع ترفع حروري أو قد تحدث دونَه.
*COPD: الداء الرئوي الانسدادي المزمن.
المصادر :
هنا
هنا
هنا