كشفت العديد من الدراسات مؤخراً أن عسر القراءة وبالإضافة لتأثيره على معالجة اللغة البصرية، فهو يترافق عادةً مع عجز في الانتباه والإدراك، ففي دراسة جديدة نُشرت مؤخراً في صحيفة Neurocase ، قام الباحثون بإجراء اختبارات على مجموعة من البالغين يعاني بعضهم من عسر القراءة، وراقبوا استجابتهم، وذلك للوصول إلى نتائج تخص ضعف التركيز المترافق مع عسر القراءة، بهدف تطوير تقنيات جديدة لمساعدتهم على القراءة والكتابة.

قام الباحثون بعرض كلمات كتبت بألوان مختلفة على المشاركين، وطلبوا منهم تسمية لون الحبر المستخدم في الكتابة بغض النظر عن معنى الكلمة، فقاموا مثلا بكتابة كلمة "أحمر" بحبر أزرق. الأمر الذي يُعدّ صعباً بالنسبة لكثير من الناس، حيث أن معنى الكلمة يتداخل مع قدرة الشخص على قول "أزرق".



في اختبارٍ آخر، حاول الباحثون التقليل من التشويش وذلك باستبدال الحبر الملون بمستطيل ملون كتبت عليه الكلمات ذاتها ولكن بالحبر الأسود، ثم طلبوا من المشاركين تجاهل الكلمة المكتوبة وتسمية لون المستطيل. ورغم أن الكلمة في هذه الحالة يمكن تجاهلها تماماً، إلّا أن نتائج المشاركين الذين يعانون من عسر القراءة بقيت أسوأ من باقي المشاركين.



أظهرت نتائج الدراسة أن هنالك فروقات كبيرة في القدرة على التركيز والانتباه بين المشاركين الذين يعانون من عسر القراءة والآخرين السليمين. تأتي نتائج هذه الدراسة لتؤكّد نتائج دراسة سابقة أُجريت على الأطفال المصابين بعسر القراءة وأظهرت نتائج مشابهة.

يقول أحد القائمين على البحث أن هذه النتائج تشير إلى أن نقص التركيز قد يكون مشكلة رئيسية في عسر القراءة، ويتطلع الباحثون للتعاون مع شركة تقنية لتطوير سُبل جديدة لجعل المعلومات المكتوبة الكترونياً أسهل للقراءة أو التعلم بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة. ومن الممكن أن تكون الألعاب الالكترونية إحدى الطرق لتدريب الناس على التركيز على المعلومات الصحيحة والذي يمكن بدوره أن يجعل القراءة أكثر سهولة. وسنتحدث عن هذه التقنيات في مقالات قادمة.....

المصدر: هنا

مصدر الصورة:
هنا