صائد الأحلام
الفنون البصرية >>>> فن وتراث
يعتبر صائد الأحلام واحداً من أروع تقاليد سكان أمريكا الأصليين الهنود الحمر، والذي يهدف إلى درء الأحلام السلبية عن الشخص والإبقاء على الإيجابي منها. حيث تنزلق الأحلام الإيجابية من خلال ثقب في وسط صائد الأحلام لتنساب بعدها عبر الريش المتدلي لتصل للشخص النائم تحتها. أما الأحلام السلبية أو الكوابيس فإنها تعلق في شِباك الصائد وتبقى عالقة هناك إلى أن تنفجر عندما تضربها أولى خيوط أشعة الشمس. ويؤمن الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين أن الأحلام الجيدة تعرف طريقها إلى الشخص عبر الريش أما الكوابيس فهي تتخبط عالقة بالشباك.
وقد بقي صائد الأحلام جزءاً من ثقافة الهنود الحمر لعدة أجيال. فجزء من هذا التقليد يتعلق بتقليد الطوق المعروف لديهم. فقد كان بعض من سكان أمريكا الشمالية يمسكون الطوق باحترام شديد نظراً لما كان يرمز إليه من قوة و وحدة.
Image: http://www.dream-catchers.org/
هناك العديد من القصص والأساطير عن العناكب والشباك عند قبائل الهنود الحمر إلا أن صائد الأحلام كأسطورة يعود أصله لقبيلة أوجيبوا (Ojibwe)˛ وهي إحدى قبائل الهنود الحمر الكبيرة في أمريكا الشمالية. تروي هذه القبيلة حكاية امرأة تدعى اسيبيكاشي Asibikaashi أي (المرأة العنكبوت) والتي تقوم بمهمة حماية الأطفال والناس على الأرض. لكن عندما بدأت القبيلة بالتوزع في أطراف أمريكا الشمالية الأربعة تحقيقاً لنبوءة، وجدت المرأة العنكبوت صعوبة بالوصول لكل أولئك الأطفال لذا قامت النساء بحياكة خيوط الشباك السحرية من أجل حماية الأطفال حديثي الولادة. فاستخدمن الصفصاف لتشكيل الحلقات والنباتات لصنع أوتار أو حبال صائد الأحلام. يمثل الشكل الدائري للحلقة، حركة الشمس في السماء. ويمثل عدد النقاط الثمانية التي تتصل بها الشبكة، أرجل أنثى العنكبوت الثمانية.
وقد يكون سبعة، فيدل على عدد نبوءات سكان قبائل قارة أمريكا الشمالية.
كان يُعتَبر وضع ريشة في منتصف صائد الأحلام تقليداً ويرمز للتنفس أو الهواء وذلك لأن الهواء شيء جوهري في الحياة. وفي صائد أحلام الأطفال: كانت توضع للإناث ريشة طائر البومٍ دلالة على الحكمة، أما للذكور فكانت توضع ريشة نسر دلالة على الشجاعة. ونوع الريشة لا يتعلق بالجنس، لكنه يتعلق بأولويات جنس صاحبه. ولأنه مصمّم ألا يدوم طويلاً، يكون صائد أحلام الأطفال من الصفصاف ووتري الشباك. أما للكبار فهو من خيوط الصوف عاكساً بذلك أحلامهم كبالغين.
مازال يستعمل صائد الأحلام ليومنا هذا والذي قد يكون في رأي البعض أداة تزيينية مثيرة للاهتمام أكثر منها مفيدة سواء للسبب الذي صممت لأجله أم لما ترويه الأسطورة.
المصادر:
هنا
هنا