هل يمنع الانسحاب الحمل حقاً؟
التوعية الجنسية >>>> الصحة الجنسية والإنجابية
تعدُّ طريقةُ الانسحاب Pull Out Method واحدةً من أقدمِ الوسائل التي اعتمدَ الإنسانُ عليها بهدفِ منعِ حدوث الحمل. تتضمنُ طريقةُ الانسحاب أو السحب Withdrawal قيامَ الرَّجل بإخراجِ قضيبِه من المهبل قبلَ حدوثِ القذف؛ وذلكَ لتجنُّبِ حدوثِ الإخصابِ وبالتالي منعِ الحمل.
على الرغم من كونِ الاعترافِ بالانسحاب كوسيلةٍ معتمدة لمنع الحمل لايزال موضعَ جدلٍ، إلّا أنَّ هذه الطريقةَ تقلّلُ إمكانيةَ حدوث الإخصاب بالفعل، ويعتمد حوالي 35 مليون من الأزواج حول العالم على هذه الطريقة.
ما مدى فعاليّة الانسحاب كوسيلة لمنع الحمل؟
من الاعتباراتِ الأكثرِ أهميةً وشيوعاً عندَ اختيارِ وسيلةٍ لتنظيم الأسرة هي مدى فعاليةِ هذه الطريقة وموثوقيتها.
كغيرِها من وسائلِ منعِ الحمل، تكون طريقةُ الانسحاب أكثرَ فعاليةً عندَ تطبيقِها على النحو الصحيح.
أما الإحصاءات فتخبرنا ما يلي:
• 4 نساءٍ من بين كل 100 امرأةٍ يقوم شريكُها باعتماد الانسحاب ستصبحن حواملَ كلَّ عامٍ إذا ما تمَّ القيامُ بها دوماً بشكلٍ صحيح (أي أن نسبة فعاليتها 96%).
• 27 امرأةً من بين كل 100 امرأةٍ يقوم شريكُها باعتماد الانسحاب ستصبحن حواملَ كلَّ عامٍ إذا لم يتمّ القيامُ بها دوماً بشكل صحيح (أي أن نسبة فعاليتها 73%).
يمكنُ القولُ أنّ هذه الطريقة قد تكون أكثرَ فعاليةً عند الأزواج الذين يملكون قدراً كبيراً من ضبطِ النفسِ، والثقةِ، والخبرةِ، ويقع العاتقُ الأكبرُ فيها على الرجل.
يتوجّبُ على الرجالِ الذين يعتمدونَ طريقةَ الانسحاب أن يكونوا قادرينَ على معرفةِ اللحظةِ التي يقتربون فيها من ذروةِ الإثارة الجنسية (لحظة القذفِ) أو يبلغونها حين لا يمكنُ إيقافُ أو تأجيلُ القذف. لكنّ هذه الطريقة لن تكون فعّالةً بالقدرِ ذاته عند الرجالِ غيرِ القادرين على التنبؤ الدقيقِ بتلك اللحظة.
ولكن حتّى لو قامَ الرجلُ بالانسحاب في الوقت المناسب، تبقى إمكانيةُ حدوثِ الحمل قائمةً. إذ يعتقدُ بعضُ الخبراء أنّ المنيَ الأوليَ pre-ejaculate يمكن أن يحملَ ما يكفي من المنيِ الناتجِ عن قذفٍ سابقٍ والباقي في الإحليل ليسبّبَ الإخصاب. لذلك فإنّ التبوّلَ بعد القذفِ وقبلَ ممارسةِ الجنسِ من جديد قد يساعدُ في تصفيةِ المني من الإحليل، وبالتالي يزيدُ فعاليةَ الانسحاب.
من الجديرِ بالذكر أيضاً أنّ الحملَ قد يحصلُ في حال انسكابِ المني أو المني الأولي على الفَرْج.
هل تعدّ طريقةُ الانسحاب آمنةً؟
يُعتبَر الانسحابُ وسيلةً آمنةً نسبياً بصرفِ النظرِ عن مخاطرِ حدوثِ الحمل أو انتقال العدوى في بعض الحالات. إذ لا تنتجُ عن هذه الطريقةِ أيةُ اضطراباتٍ في مستويات الهرمونات، ولا تسبّب تأثيراتٍ جانبية كتلك التي تسببها بقيةُ وسائلِ منع الحمل. يمكن لأيِ شخصٍ أن يستخدمَ هذه الطريقةَ بأمان.
يجب الأخذُ بعينِ الاعتبار أنَّ هذه الطريقةَ لا تقي من الأمراض المنتقلة عبر الجنس، ولا بدّ من استخدام الواقي الذكريّ معها للوقاية من تلك الأمراض.
فوائد الانسحاب ومساوئه:
تعدُّ هذه الطريقةُ سهلةً وآمنةً ومريحة، كما أنّها مرغوبةٌ لدى الرجال والنساء للأسباب التالية:
• يمكنُ استخدامها لمنعِ الحمل عند عدم توفّر أية وسيلةٍ أخرى.
• لا تنتجُ عنها تأثيراتٌ جانبية.
• لا تحتاج إلى وصفةٍ طبية.
• كما أنّها بالمجان!
يمكن لطريقةِ الانسحاب أن تزيدَ من فعاليةِ وسائلِ منعِ الحملِ الأخرى، كاللولب والواقيات الذكرية والأنثوية، عند استخدامها معاً.
لكن استخدامَها كوسيلةٍ وحيدةٍ لمنع الحمل ينطوي على بعض الأخطار، والخطرُ الأكبرُ ينجم عندَ استخدام هذه الطريقة بصورةٍ غيرِ صحيحة. تتضمن مساوئُ الانسحاب ما يلي:
• تتطلّبُ قدراً كبيراً من ضبط النفس، والخبرة، والثقة.
• لا تلائم الرجالَ الذين يعانونَ من القذفِ المبكر.
• لا تلائم الرجالَ الذين لا يعرفونَ بدقةٍ موعدَ حدوثِ القذف.
• لا يُنصح باستخدام هذه الطريقة لدى المراهقين والرجال قليلي الخبرة، لأنّ الأمر يتطلّبُ كثيراً من الخبرة قبلَ أن يدركَ الرجلُ بثقةٍ موعدَ بلوغه الذروة "القذف".
نصائحُ لاستخدامِ الانسحاب بشكلٍ صحيح:
أثناءَ الممارسة الجنسية، يجبُ على الرجلِ أن يسحبَ قضيبَه من المهبل عندما يشعرُ باقترابه من القذف أو قبل أن يبلغَ تلك النقطة، ثمّ يقذفُ خارجَ المهبل مع الانتباه على عدم انسكابِ المني قرب مهبلِ شريكته. كما يجبُ على الرجالِ الراغبين باستخدامِ هذه الوسيلة أن يكونوا مدركين تماماً للاستجابةِ الجنسيةِ الخاصّةِ بهم. إذ يجب أن يعرفوا متى يبلغون ذروةَ الإثارةِ الجنسية حين لا يمكن إيقافُ القذفِ أو تأجيله.
لمعرفةِ الدورة الجنسية وأطوارها يمكن قراءة المقال التالي:
هنا
ختاماً، يمكن القول أنّ الممارسةَ الأفضلَ تتمثّلُ باستخدامِ طريقةِ الانسحاب بالتزامن مع وسيلةٍ أخرى من وسائل منع الحمل. على سبيل المثال، إن الجمعَ بين هذه الطريقة مع استخدام واقٍ ذكري سيمنحُ حمايةً ضد الأمراض المنتقلة عبر الجنس بالإضافة إلى تقليل إمكانية حدوث الحمل معاً.
يمكن أيضاً متابعةُ الفيديو الإيضاحي القصير التالي المتوافر باللغة الإنكليزية.
هنا
المصادر:
هنا
هنا
هنا