سن الضهي والمخاطر الصحية
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
وهي حالةٌ تصبح فيها العظامُ هشةً سهلةَ الكسر بعدَ أقلِّ جهد أو رض. وبما أن النسيج العظمي يبقى في تجدّد مستمر مدى الحياة، وللأستروجين دورٌ مهمٌّ في عمليةِ تجدد النسيج العظمي؛ فإن انخفاضَ مستوى هذا الهرمون المرافق للضهي سيجعلُ العديدَ من النساء عرضةً للإصابة بهشاشة العظام.
معظم الكسور الناتجة عن هشاشة العظام تكون على مستوى الحوضِ، مما قد يؤثر لاحقاً على نوعية حياة السيدة. كما قد تحدث على مستوى عظام العمود الفقري والمِعْصَم.
إن خطورة التعرضِ لمثلِ الكسورِ السابقةِ مرتبطةٌ بوجود عدد من العوامل منها:
• قصةٌ عائلية لهشاشة العظام.
• كسرٌ عظمي سابق.
• قصةُ جراحة استئصال المبيضين قبل سن الضهي الطبيعي.
• سنُّ إياسٍ مبكر.
• عدم الحصول على كميات كالسيوم كافية خلال حياة الأنثى.
• راحةٌ سريرية مطولة.
• التدخين
• الإفراط في شرب الخمر لفترة طويلة
• استخدام بعض الأدوية لفترات طويلة: الكورتيكوستيروئيدات (الهرمونات القشرية السكرية)، مضادات الاختلاج .
• نقص الوزن والبنية البدنية الصغيرة.
ومن الأفضلِ استشارةُ الطبيب الأخصائي في حال وجودِ واحدٍ أو أكثرَ من العوامل السابقة.
يمكن اتخاذُ عدةِ خطواتٍ لتجنب حدوث هشاشةِ العظام بعد سن الضهي، أولها هو المحافظةُ على بنيةِ عظامٍ جيدةٍ قدرَ الإمكان قبل سن الثلاثين، فبعد تلك المرحلةِ يبدأ بعضُ الأشخاصِ بخسارةِ متانة العظام. وتبلغ هذه الخسارةُ ذروتَها ما حول سن الضهي لتستمر بعدَ بلوغه وإنما بشكل أبطأ. فإن كنت أماً أو جدة يفضل أن تنصحي بناتك أو حفيداتكِ بأداء التمارين رياضية، وتناولِ كمياتٍ وافرةٍ من الكالسيوم والفيتامين D3 خلال شبابهن. يمكن القيام بالتمارين الرياضيةِ غيرِ المجهدة حتى بعد سنِّ الضهي (المشي، الجري، صعود الأدراج...) والحفاظُ على نظام غذائي غنيٍّ بالكالسيوم (الحليب ومشتقاته ويفضل قليل الدسم، الأسماك المعلبة، الخضراوت خاصة الورقية) أو الأغذية المضافُ لها الكالسيوم (عصير البرتقال، الخبز والحبوب cereals). كل ذلك يفيد في المحافظة على بنية عظمية سليمة قدر المستطاع ويحمي من تدهور الحالة.
أما إذا كان نظامك الغذائيُّ فقيراً بالكالسيوم يمكنك استشارة الأخصائي قبل الشروع في تناول المكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم، وذلك لأن الكمياتِ الزائدةَ من الكالسيوم قد تسبب مشاكلَ صحيةً عديدة .
أما عن دور الفيتامينD ، فهو يساعدُ الجسمَ على امتصاصِ الكالسيوم. يُعَدُّ التعرض للشمسِ لفترة ما بين 5 إلى 30 دقيقةً مرتين أسبوعياً كافياً لتأمينِ حاجة الجسم من هذا الفيتامين. رغم ذلك، قد تستدعي بعض الحالاتِ تناولَ أدوية معينة مثل .bisphosphonateيفيد بعض هذه الأدوية في زيادةِ الكثافة العظمية، وبعضها الآخرُ يفيد في الحمايةِ من فقدان النسيج العظمي على المدى البعيد.
هل يمكن الكشف الباكر عن الهشاشة العظمية؟
أصبح بالإمكان قياس الكثافة العظمية عبر أجهزة خاصة ومتوفرة، والذي يمكن أن تخضع له جميع النساء بعد سنِّ الـ 65 أو تلك ما بين 60-64 ولديها واحدٌ من عواملِ الخطورةِ السابق ذكرها.
ننتقل الآن إلى القسم الثاني من مقالنا الذي نتناول فيه الحديث عن الأمراض القلبية الوعائية :
أشيع هذه الأمراض :
• التصلبُ العصيدي: تضيّقٌ وتصلّبٌ في الشرايين .
• الذبحة الصدرية: ألمٌ في الصدر تالٍ لنقصٍ في إرواءِ العضلة القلبية.
• احتشاءُ العضلةِ القلبية والسكتة الدماغية.
يعدُّ ارتفاعُ الضغط الشرياني من أهمِّ العواملِ المؤهبة للتظاهرات السابقة.
تعتقدُ الكثير من النساء بأنَّ الأمراض القلبية الوعائية تحدث عند الرجال فقط، وأنها ليست بالأمر المهدد لصحتهن!. ذلك خاطئٌ بالطبع ، فالمرأة محميةٌ من الإصابات القلبية قبل سن الضهي فقط، إلا أنها وحالما تبلغه تتلاشى تلك الحماية، ففي الوقت الذي تخشى معظمُ النساءِ سرطانَ الثدي تبلغُ نسبة الوفيات بالأمراضِ القلبية الوعائية كل عام 11 ضعفاً من تلكَ الخاصة بسرطان الثدي .
- تأكدي سيدتي من بقاءِ كوليسترول الدم والضغط الشرياني وسكرِ الدم ضمنَ الحدودِ المرجعية، فارتفاع واحدٍ أو أكثرَ منها يترافقُ مع ترقّي الخطورة القلبية الوعائية.
تبدأ كمية الكوليسترول المجملة والـ LDL (البروتينات الشحمية منخفضة الكثافة التي تسهم في تطور التصلب العصيدي) بالارتفاع قبل الضهي بقليل. كما ينخفض تركيز الـ HDL (البروتينات الشحمية مرتفعة الكثافة) لهذا النوعِ من الكوليسترول تأثيراتٌ معاكسةٌ للـLDL لذلك فهو معروف أيضاً بالكوليسترول الجيد، إلا أن انخفاض مستوياته في الدم يساهمُ في زيادة الخطورة القلبية.
يدل التبدل في مستوى الشحوم الثلاثية triglycerides على متلازماتٍ استقلابيةٍ لدى المرأة كالبدانة وانخفاض HDLوارتفاع سكر الدم والمقاومة النسيجية لهرمون الأنسولين (النمط الثاني من السكري)، وارتفاع الضغط الشرياني. علاج مثل هذه المتلازمات الاستقلابية (والتي تدعى أيضاً بالمتلازمة X ) يكمن بتغيير نمط الحياة بالدرجة الأولى.
يساعد اتباعُ نظامٍ صحي خالٍ من الدسم في الوقاية من المشاكل الصحية بشكل عام والمشاكل القلبية الوعائية بشكل خاص، وذلك بتناول المزيد من الفواكه والخضراوات والحبوب، والحد من المشروبات الكحولية والحصول على قسط كاف من النوم. إذ أظهرت بعض الدراسات أن المرأة التي تنامُ أقلَّ يزدادُ وزنُها أكثر، دون إهمالِ أهمية النشاط الفيزيائي والتمارين الرياضية بمعدل 30 دقيقةً على الأقل بشكل يومي تقريباً.
أخيراً فإن المحافظة على نمط حياةٍ صحيٍّ بغضِّ النظر عن الفرد ذكرٍ أو أنثى، شابٍّ أو كهل، أنثى قبل سن الضهي أو بعده، له أثرهُ الإيجابيُّ ليس فقط على الجهاز العظمي والقلبي الوعائي، بل أيضاً على كل أجهزة الجسم.
المصادر:
هنا