تطوير الجيل الثّالث من أجهزة الكشف عن الماء والأكسجين في الفضاء
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
المرصدُ SOFIA هو عبارةٌ عن طائرةٍ نفّاثةٍ من نوع "Boeing 747SP" مُعدّلةٍ لتصبح قادرةٌ على حملِ مقرابٍ قطرُه 2.54 متراً، وهو مشروعٌ مُشتركٌ بين ناسا ومركزِ الفضاءِ الألمانيّ. يديرُ المشروعَ مركزُ آميس "Ames" للأبحاثِ التّابع لناسا في وادي السّيليكون في ولاية كاليفورنيا، كما تدارُ العمليّات والبِعثات بالتّعاون بين اتّحاد الجامعات لبحوثِ الفضاء (USRA) والّتي يقع مقرّه في كولومبيا، ومعهدِ SOFIA الألمانيّ في جامعة شتوتغارت Stuttgart.
سيقودُ الباحثُ الرّئيسيّ صاموئيل هارفي موسيلي فريقاً لتطويرِ مطيافِ الأشعّةِ تحتِ الحمراء المتوسِّطة ذو الدّقّةِ العاليةِ (HIRMES)، وسيتضمّن الفريقُ باحثينَ مساعدين من معاهدَ مختلفة.
يعدُّ هذا المشروع إضافةً إلى إنجازاتِ صاموئيل المتضمِّنةِ تطويرَ مصفوفاتِ المغاليق الميكرويّة في المقياس الطّيفيّ للأشعّة تحتَ الحمراءِ القريبة، المرّكّبِ على مقراب (تيلسكوب) جيمس ويب الفضائيّ.
سيقوم موسيلي وفريقهُ ببناء هذا المقياسِ على مدارِ عامينِ ونصفِ العامِ القادمَين، ومن المقرّرِ إطلاقُ رحلاتٍ لهذا المقياس على متن SOFIA في ربيع عام 2019، كما ستُتاح المعلومات التي ستُجمع من هذه المهمّات للمجتمع الفلكيّ فيما بعد ليستطيعَ هواةُ الفلكِ الاطّلاع عليها والاستفادة منها.
يقول هاشيما حَسن وهو عالمٌ مشاركٌ في برنامج " SOFIA ": "سيُساعد "HIRMES" الباحثين على تحديدِ مواقعِ الموادّ الخامَ والّتي تُعتبر دعائمَ الحياةِ الأساسيّة، وما يلعبه توزُّعُ هذه الموادّ في الوسط بين النّجميّ من دورٍ في تطوّرِ الأنظمةِ الكوكبيّة كنظامنا الشّمسيّ".
سيصمَّمُ المقياس الطيفيُّ "HIRMES" للكشفِ عن ذرّات الأوكسجينِ المعتدلةِ وجزيئاتِ الماءِ وجزيئات الهيدروجين الخفيفةِ والثّقيلة (الديتيريوم)، وذلك عند أطوالٍ موجيّةٍ تحتَ حمراءٍ تتراوحُ بين 28 و 112 ميكرومتر. تعدّ هذه الأطوالُ الموجيّةُ المفتاحَ لشرحِ كيفيّة اندماج بخارِ الماءِ والجليدِ والأوكسجين مع بعضهم البعضَ أثناء تشكُّل الكواكب، كما أنّها ستسمحُ لنا بدراسةِ كيفيّة اندماج هذه الموادّ مع الغبارِ الفضائيّ لُتُشكِّلَ جسماً قد يصبحُ فيما بعدُ كوكباً.
سيُتيح " HIRMES" الفرصةَ للعلماءِ لدراسة هذا الجانبِ من تشكُّل الكواكب، حيث أن "SOFIA" هو المرقبُ الوحيدُ التّابع لناسا القادرُ على تحسُّس الأمواجِ تحت الحمراءِ المتوسِّطة، إذ لا يُمكن لهذه الأمواجِ الوصولُ إلى المراصدِ الأرضيّةِ لأنَّ بخارَ الماء وثنائي أكسيد الكربون الموجودَين في الغلاف الجويّ الأرضيّ يقومانِ بحجبها، بينما يُمكن ل "SOFIA" تحسُّسَ هذا الجزءِ من الطّيف الكهرومغناطيسيّ عن طريق التحليقِ على ارتفاعٍ يتراوح بين 11887 متر و13716 متر، فعند ذلك الارتفاع يكونُ 99% من بخارِ الماء تحت المرصد.
فإذا كنت من المهتمين بهذا الأمر فإنّ ناسا تفتحُ بابها لاستقبالِ الاقتراحات بشأنِ مقياسها الطّيفيّ من الجيل الرابع والمُجدول للعام 2017.
المصدر:
هنا