الغربان؛ مُحَقِّقو جرائم القتل في عالم الطيور!
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عجائب الأحياء
نُشِرت في العام الماضي في مجلة السلوك الحيواني دراسةٌ من جامعة واشنطن في سياتل، تقولُ بأنّه عندما تواجه الغربان شخصاً يحملُ غراباً ميِّتاً، فإنّها ترسل اتصالاً تحذيريّ يُدعى "بالتوبيخ".
من أجل إجراء التجربة قام الباحثون بقيادة Kaeli Swift بوضع وجباتٍ خفيفةٍ للأكل على الأرض من أجل جذب الغربان، وبمجرّد تجمُّعِ الغربان حول هذه البقعة، عملوا على إحضار غراب ميِّتٍ (مُحنَّط) بالقرب من الطعام (ووضَعَ جميعُ من قاموا بالتجربة أقنعةً لخلط هويّاتهم). ولإجراء المقارنات، وقف الباحثون بالقرب من منطقة الطعام ومعهم صقرٌ مُحنَّطٌ أحمر الذيل (وهو حيوانٌ يفترس الغربان)، أو وقفوا ومعهم حمامةٌ مُحنَّطة، أو لا شيء.
عندما وقف الباحثون بالقرب من مكان الغذاء مع الغربان الميّتة أو الصقور، فإنّ الغربان المجاورة تقوم "بالتوبيخ" بصوتٍ عالٍ أمام الغربان الأخرى؛ و في بعض الأحيان كانت تهاجمُ المتطوِّعين المُقنَّعين، حتى عندما يعودون عدّة مراتٍ من دون وجود طائرٍ ميِّتٍ معهم، تستمرُّ الغربان بإصدار صرخة التحذير، ممّا يشيرُ إلى استمرار معرفتهم بالتهديد المُحتمَل. وعلى النقيض من ذلك، فإنّ الغربان لم تتفاعل مع منظرِ الحمامة المُحنَّطة.
عندما أجرى الباحثون التجربة نفسها مع الحمام فقط (حمامة على قيد الحياة شاهدت متطوّعاً يحمل حمامةً أخرى ميتة)، لم تتفاعل هذه الحمامة. ممّا يشيرُ إلى أنّ الغربان قد تكون فريدةً من نوعِها من حيث تحذير الأفراد الأخرى من نوعِها في حال التهديد.
لكنّ الغريب، هو قدرةُ الغربان على تذكُّر الأشخاص المقرونين بالموت، وهو ما يحسم الأمرَ بالنسبة لكيفيّة تفاعلهم مع البشر.
وبالنسبة للغراب، فإنّ بعضَ الأشخاص سوف تقتله، والبعض الآخرُ سوف يُطعِمُه.
وبقاء الغربان على قيد الحياة يعتمد على التمييز بين الصديق والعدوّ!
هامش:
(*) الغرابيّات (corvid): هي فصيلة من العصافير التي تنتشر عبرَ جميع قارات العالم تقريباً تضمُّ ما يَزيد عن 120 نوعاً مختلفاً من الطيور، وأكثر من ثلث هذه الأنواع تُصنَّف ضمن جنس الغراب الذي يضمّ الغربان والغداف وبعض طيور الفصيلة الأخرى.
(**) السببية: هي العلاقة بين حدث يسمى السبب وحدث آخر يسمى الأثر، بحيث يكون الحدث الثاني نتيجة للأول. ويشير هذا المصطلح إلى مجموعة علاقات السبب والتأثير التي يمكن ملاحظتها خلال الخبرة اليومية والتي تستند إليها النظريات العلمية في تفسير الظواهر العلمية.
المصدر:
هنا