حيوان الرنة القطبي يغير لون عينيه في فصول الشتاء الطويلة و المعتمة
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> عجائب الأحياء
في فصل الصيف تكون عيون الرنة ذهبية اللون بينما تتحول الى الأزرق الغامق في الشتاء , هذا التحول الفريد لا يوجد في باقي الحيوانات الثدية كالأحصنة والقطط التي تمتلك غشاء tapetum lucidum. يسبب الظلام الدامس الذي يخيم على مدار شهرين كاملين في الشتاء القطبي توسع شبه متواصل في عيون الرنة الأمر الذي يسبب زيادة ضغط السائل داخل العين . زيادة ضغط السائل داخل العين يؤدي الى التحام الألياف الكولاجينية داخل غشاء tapetum lucidum مما يؤدي الى تغير طول الموجة الضوئية التي تعكسها العين.
يعكس هذا الغشاء الضوء باتجاه الشبكية تماماً مثل المرآة مما يتيح للعين الفرصة المواتية لاستغلال الألوان المتوافرة مثل لون النجوم والقمر وأضواء الشوارع البعيدة , وكلما أزداد المصدر الضوئي قوة تزداد معه شدة العكس الضوئي هذا الأمر الذي يفسر التوهج في عيون تلك الحيوانات.
تعكس عيون الرنة ذات اللون الأزرق في فصل الشتاء الأضواء بنسبة 50% أقل منها في فصل الصيف بسبب التغير الموسمي في غشاء tapetum lucidum الأمر الذي يجعلك تعتقد أن قدرتها على الرؤية الليلية في الشتاء تكون ضعيفة لكن المفاجئة الكبرى أن العلماء في الآونة الأخيرة يعتقدون أن التصميم المضغوظ للعين يسمح لها أن تنشر بعض من الضوء باتجاه مبصرات أخرى على أطراف العين , وباختصار يمكن أن تكون العين الزرقاء قد حققت تكيف تطوري فريد يسمح لها بإعادة أستخدام الضوء المنعكس من اجل حمايتها في الليالي الحالكة أضافة الى ذالك فقد لاحظ العلماء أن العيون الزرقاء للرنة لديها أستجابة بصرية أقوة مقارنة مع باقي الحيوانات .
يؤكد العلماء أنهم لم يثبتوا بعد العلاقات الوظيفية التي تربط ما بين تغير ضغط سائل العين ولونها و قدرتها على عكس الضوء و الفوائد البصرية من تلك التغيرات على الرغم من وجود دلائل قوية على تلك العلاقة
وفي اختبار آخر على مجموعة من حيوان الرنة في جامعة Tromsø القريبة من أضواء البلدة دائمة التوهج فقد لاحظ العلماء عدم تغير لون عينيها من الذهبي الى الأزرق على الرغم من تعرضها للشتاء النرويجي القاسي , وكانت عيون الرنة في هذه المجموعة تميل الى اللون الأخضر وعلى ما يبدو فإن هذا التغير في اللون يناسب جوا متوسط الأضاءة يقع ما بين الصيف شديد الأضاءة حيث تكون عيونها ذهبية اللون أو الشتاء العاتم حيث تكون زرقاء اللون.