نظرةٌ على أدوية المتمّمات النباتية .. فوائدها ومخاطرها - الجزء الثاني -
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
الكافا Kava
تعود أصول هذه النبتة إلى جنوب المحيط الهادئ، وهي تنتمي إلى عائلة الفلفل. تُستخدم الكافا لتحسين النوم وتخفيف القلق، العصبية، التوتر والأرق. توجد المئات من التداخلات الدوائية مع نبات الكافا، حيث لا يجب تناوله مع الكحول أو أي عقار آخر يسبّب سميّة كبدية.
إن استخدام الكافا بالمشاركة مع البوبرينورفين Buprenorphine (مشتق أفيوني صنعي) يمكن أن يسبب أعراضاً جانبيةً خطيرةً كضيق التنفس والغيبوبة أحياناً. يجب التواصل مع الطبيب مباشرةً في حال شعر متعاطي الكافا بأحد الأعراض التالية: ارتفاع حرارة، ألم بالمفاصل، نزوف، حكة أو طفح جلدي، فقدان شهية، تعب، غثيان وإقياء، ألم معدي، تلوّن البول بلون غامق، تلوّن البراز بلون فاتح، اصفرار البشرة أو العينين، لأن هذه العلامات قد تدل على حدوث تسممٍ كبدي.
الجينسنغ Ginseng
يُستخدم نبات الجينسنغ في دولٍ آسيويةٍ منذ عدة قرون، وذلك لآثاره العلاجية الهامة، ويُستخدم حالياً لتحسين أداء الجسم ومقاومة الإجهاد. ومن الجدير بالذكر أن للجنسنغ أصولٌ عديدةٌ ويسبب العديد من التداخلات الدوائية، حيث إن استخدام الجينسنغ الأمريكي لمدةٍ طويلةٍ قد يقلل من فعالية الوارفارين Warfarin، وبالتالي زيادة خطورة الإصابة بالجلطات.
بشكلٍ عام، لا ينبغي استخدام الجينسنغ مع مضادات التخثّر، وللمفارقة، تم اكتشاف تأثير مضاد للتخثر في نبات الجينسنغ، وقد يؤدي هذا التأثير لحدوث نزوف.
من المحتمل أن يؤثر الجينسنغ في فعالية بعض الأدوية الخافضة للضغط وكذلك الأدوية الخافضة لسكر الدم كالأنسولين، أو خافضات سكر الدم الفموية، لذا يجب التأكد من الصيدلاني أو الطبيب المعالج عند استخدامها معاً.
يوهامب Yohimbe
اليوهامب هو اسم شجرةٍ دائمة الخضرة تنمو في بعض البلدان الإفريقية، يحتوي لحاء شجرة اليوهامب على مادةٍ كيميائيةٍ تدعى يوهمبين Yohimbine، والتي تقوم بتوسيع الأوعية الدموية، وغالباً ما تُستخدم في علاج مشاكل الانتصاب عند الذكور أو المشاكل الجنسية الناتجة عن استخدام مضادات الاكتئاب من زمرة SSRIs .
من الجدير ذكره أنه يجب المباعدة بين استخدام مثبطات المونو أمين أوكسيداز MAOI واليوهمبين لمدة لا تقل عن 14 يوماً.
لا يُنصح باليوهمبين عند المرضى الذين يعانون من ارتفاع الضغط، الذبحة القلبية وأمراض القلب بشكل عام، لأن لها تأثيراً محفزاً يسرّع ضربات القلب ويرفع ضغط الدم.
اليانسون Feverfew
غالباً ما يُستخدم اليانسون كعلاجٍ عشبيٍّ للوقاية من الشقيقة وما يرافقها من أعراض إقياء وغثيان، مع ذلك فإن الأدلة على فائدتها ليست قطعية، فاليانسون قد يزيد خطورة الإصابة بنزوف وخصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تخثّر الدم والذين يتناولون الأدوية المميّعة للدم كالأسبرين Aspirin، الوارفارين Warfarin، الهيبارين Heparin، الكلوبيدوغريل Clopidogrel، الدابيغيتران Dabigitran، الريفاروكسابان Rivaroxaban، والهيبارين منخفض الوزن الجزيئي كالإينوكسابارين Enoxaparin و الدالتيبارين Dalteparin.
الجينكو بيلوبا Gingko Biloba
بدأ استخدام خلاصة الجينكو منذ عدة قرون في الطب الصيني الشعبي. ويتم استخدام الجينكو حالياً للحد من أعراض الخرف عند مرضى الزهايمر، في داء باركنسون، ولدعم وظيفة الذاكرة بشكل عام. قد يقلل الجينكو من التأثير المضاد للفيروسات للأدوية المستخدمة في معالجة مرضى الإيدز ِكالإيفافيرنز Efavirenz والإندينافير Indinavir. من الممكن أن يؤثر الجينكو أيضاً على فعّالية العديد من الأدوية التي تُستقلب عبر الكبد، تتضمن القائمة عدداً كبيراً من الأدوية منها: أوميبرازول Omeprazole، فلوفاستاتين Fluvastatin، دونيبيزيل Donepezil.
يجب تجنب استخدام الجينكو عند المرضى الذين يتناولون الأدوية المضادة للصرع، الأدوية المميعة للدم وخافضات سكر الدم، كما يتداخل الجينكو في تأثيره مع ما يقارب الخمسمئة دواء لذلك لابد من استشارة الصيدلاني قبل المباشرة باستخدامه.
خاتم الذهب Goldenseal
هي نبتةٌ مزهرةٌ تنمو شمال شرق الولايات المتحدة، غالباً ما تُستخدم في الإنتانات الجلدية، الزكام، الإسهال، ولكن الأدلة التي تدعم الاستخدامات السابقة تبقى ضعيفة.
يوجد أكثر من 60 تداخلٍ دوائيٍّ لهذه النبتة، أكثرها خطورةً تحدث عند مشاركتها مع الأدوية المضادة للذهان كالبيموزايد Pimozide أو التيوريدازين Thioridazine، حيث أنها تزيد من مستويات هذه الأدوية في الدم مؤدية إلى اضطرابٍ في نظم القلب. وقد تؤثر كذلك على أنزيمات الكبد مما يؤدي لتغيير مستويات بعض الأدوية في الدم.
الثوم Garlic
يستخدم بشكل شائع كمادةٍ منكّهةٍ، كمنتجٍ غذائي، وأيضاً كمتممٍ نباتي. يُستخدم الثوم في العديد من الأمراض حيث شاع استخدامه لخفض الكوليسترول والشحوم الثلاثية، الوقاية من السرطان، تخفيض مستويات سكر الدم والتقليل من الآلام الطمثية.
من بين هذه الاستخدامات تم توثيق تأثير الثوم كعاملٍ مانعٍ لتجلط الدم وكخافضٍ لسكر الدم، لذلك قد يتداخل استخدامه مع العوامل المميعة للدم كالأسبرين Aspirin، الوارفارين Warfarin والكلوبيدوغريل Clopidogrel.
إن استخدام الثوم كمتممٍ غذائي مع أدوية الإيدز من زمرة مثبطات البروتياز HIV Protease Inhibitors قد يؤدي لانخفاض مستويات هذه الأدوية في الدم.
الشاي الأخضر Green Tea
مشروبٌ شعبيّ تعود أصوله إلى الصين حيث تم استخدامه لعلاج اضطرابات المعدة، لتخفيض مستويات كوليستيرول الدم، كمضادّ أكسدةٍ يقي من السرطانات، كمنبه، وأيضاُ من أجل تقليل الدهون في منطقة البطن. اكتسب هذا المشروب شعبيةً متزايدةً في الولايات المتحدة نظراً لادعاءاتٍ تشير إلى أنه يزيد من الاستقلاب في الجسم وبالتالي يساعد في تخفيض الوزن.
تحتوي أوراق الشاي الأخضر المجففة على فيتامين K وبالتالي فإن الكميات الكبيرة من هذه العشبة قد تتداخل في تأثيرها مع بعض الأدوية المميعة للدم، حيث سجّل انخفاض ملحوظ في مستويات الـINR لدى المرضى المعالجين بالوارفارين بعد تناولهم لكمياتٍ كبيرةٍ من الشاي الأخضر (حوالي 2-4 ليتر يومياً)، لذا ينبغي على هؤلاء المرضى تجنب شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الشاي الأخضر.
الزنجبيل Ginger
يُستخدم بشكلٍ شائعٍ كعاملٍ منكّهٍ، كمنتجٍ غذائي، و كذلك كمتممٍ غذائي. يُستخدم الزنجبيل في علاج والوقاية من دوار الحركة، الدوخة، و أيضاً لزيادة الشهية، ولتخفيض حموضة المعدة، ومن الممكن تحت إشرافٍ طبي استخدام الزنجبيل عند بعض النساء الحوامل للتقليل من الغثيان والإقياء الشديد لديهن.
تداخلاته الدوائية ليست موثقةً بشكلٍ كافٍ، لكن من المعروف أن الزنجبيل يقلّل من اصطناع الترومبوكسان Thromboxane، مما يؤدي إلى زيادةٍ في زمن النزف، ما قد يؤدي بدوره إلى تداخلاتٍ مع الأدوية المضادة للتخثّر كالوارفارين والأسبرين وغيرها.
ختاماً، كيف يمكننا التعامل مع التداخلات المحتملة بين الأعشاب والأدوية؟
من المهم أن نعلم أنّ أفضل طريقةٍ للتعامل مع هذه التداخلات هي المعرفة المسبقة بها ومحاولة تجنبها، لذا يجب أن تكون مبادراً في البحث ومحاولة الكشف عن هذه التداخلات، بالإضافة لإعلام طبيبك والصيدلاني بكافة الأدوية التي تتناولها.
المصدر:
هنا