سابقة طبية تتمثل بخرق الحاجز الدماغي الدموي
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
مع أن الحاجز الدماغي الدموي مصمم لحماية أدمغتنا عن طريق تبطين أوعيتها الدموية لمنع المواد السامة المتواجدة في مجرى الدم من النفاذ إلى الدماغ، إلا أنه يمثل جداراً منيعاً في وجه الطب الحديث. على الرغم من ذلك، تمكن العلماء من إحداث خرق في هذا الحاجز باستخدام موجات فوق صوتية مركزة للغاية. وقد يمثل هذا الفتح الطبي وسيلة للإفادة من علاجات جديدة للحالات المرضية دماغية المنشأ.
يقول الدكتور تود مينبرايز Todd Mainprize، جراح الأعصاب في برنامج هورفيتز Hurvitz لعلوم الدماغ بمركز ساني بروك Sunnybrook للعلوم الصحية، والباحث الرئيس في الدراسة: "لطالما مثّل الحاجز الدماغي الدموي عقبةً مستمرة لإيصال علاجات هامة لأمراض مستعصية كالأورام، إن ما يشجعنا اليوم هو تمكننا من إحداث فتحة مؤقتة في هذا الحاجز لإيصال العلاج الكيماوي بشكل مباشر إلى الورم الدماغي." من أجل أن يتم إيصال الدواء بشكل مباشر إلى موقع الورم في دماغ المريض، احتاج العلماء إلى طريقة تتجاوز الحاجز الدماغي الدموي، فقاموا بحقن المريض بالعلاج الكيماوي وبفقاعات مجهرية ضئيلة الحجم أصغر من كرات الدم الحمراء، بحيث يكون لها القدرة على المرور بحرية في مجرى الدم.
بعد ذلك قام الفريق باستهداف الأوعية الدموية للحاجز الدماغي الدموي قرب موقع الورم عن طريق توجيه موجات صوتية منخفضة الشدة موجهة بالرنين المغناطيسي، تقوم هذه الموجات بإحداث اهتزازات للفقاعات الميكروية مما يؤدي إلى خلخلة الموصلات الخلوية المحكمة (tight junctions) المسؤولة عن ربط الحاجز الدماغي الدموي ببعضه البعض. يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى تجاوز الدواء الكيماوي للحاجز وإيداعه داخل موقع الورم المستهدف.
إن الفتح العلمي في هذه الدراسة يأتي نتيجة قرابة عقدين من البحث العلمي والتصنيعي على حد سواء والتعاون بين المجالين، ويمكن أن يمهد الطريق للتعامل مع جميع أنواع الأمراض الدماغية، بشكل لا يقتصر فقط على السرطان بل يتعداه ليشمل مرض الزهايمر، وداء باركنسون، والأمراض النفسية وغيرها.
يضيف د.مينبرايز Mainprize :"إن بعض أكثر علاجات الأورام الدماغية الخبيثة إثارة وحداثة لا تستطيع الوصول إلى الخلايا السرطانية بسبب وجود الحاجز الدماغي الدموي، وهذه التقنية ستفتح المجال أمام فرص جديدة لإيصال علاجات أكثر فعالية للمناطق المستهدفة." بعد نجاح طريقة العلاج بالموجات فوق الصوتية في خرق الحاجز الدماغي الدموي لدى المرضى تم إزالة أورامهم جراحياً، ويقوم العلماء حالياً بقياس الفروقات بين تركيز العلاج الكيماوي في المناطق المستهدفة بالموجات فوق الصوتية وتركيزه في مناطق لم يتم خرق الحاجز الدموي الدماغي فيها.
وستوضح الإجابات التي سيحصلون عليها مدى فعالية خرق الحاجز الدماغي الدموي من ناحية إيصال الدواء، رغم أن الوقت لا زال مبكراً لمعرفة هذا. وقد تم إدراج مرضى جدد في البحث سيتلقون علاج الموجات فوق الصوتية قبل إجراء جراحة استئصال الورم. إذا نجحت هذه الطريقة كما حدث مع الإجراء الأول، يمكن القول أننا سنشهد ثورة على جميع الأصعدة فيما يتعلق بطريقة إيصال أدوية هامة جداً بشكل مباشر إلى المناطق المستهدفة تماماً في الدماغ.
ختاماً، يقول ممول البحث رئيس قسم مؤسسة الموجات فوق الصوتية المركزة نيل كاسل Neal Kassell: "إن خرق الحاجز الدماغي الدموي يفتح المجال لآفاق جديدة في علاج اعتلالات الدماغ. نحن متحمسون لنتائج استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة من أجل إيصال العلاج لعدد من أمراض الدماغ بدون حاجة لإجراء جراحة."
تعرف على هذه التقنية أكثر من هنا
المصدر
هنا