الصادات VS مضادات الالتهاب... ما الفرق بينهما: مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية
الكيمياء والصيدلة >>>> صيدلة
وبالإضافة إلى فعاليتها في تخفيف الألم، فالـNSAIDs تخفض درجة الحرارة المرتفعة والتورم أيضًا.
ولكن؛ كيف تعمل هذه الحبوب الصغيرة هذا العمل كله؟ وإذا كانت مفيدة في هذه المجالات كلها، فلماذا ترفع خطر الإصابة بالمشكلات القلبية عند بعض الناس؟
أجوبة هذه الأسئلة مليئة بالتعقيدات، فحتى هؤلاء الباحثون لا يعلمون الآليات الدقيقة لعمل الـNSAIDs تمامًا.
وعلى أية حال، يعتمد هذا المقال في وصف فوائد الـNSAIDs وأضرارها على آراء أربعة من الخبراء، وهم:
وسنعرض فيما يأتي آلية تأثير الـNSAIDs في تخفيف الألم، وآلية إحداثها لبعض التأثيرات الجانبية.
ولنبدأ معًا، كيف يحدث الألم؟
الألم هو نتيجة إشارة كهربائية مُرسلة من الأعصاب إلى الدماغ، ولكنَّ هذه العملية ليست كهربائية فحسب، فعندما يُصاب أحدنا بأذيَّة (التواء مثلًا)، يطلق النسيج المتأذِّي مواد كيميائية تُسمى البروستاغلاندينات، وهي مواد شبيهة بالهرمونات تسببُ تورمَ النسيج وتؤدي إلى تضخيم الإشارات الكهربائية القادمة من الأعصاب أيضًا، وهذا يسبب بالنتيجة زيادة الألم الذي نشعر به.
وكيف تساعد الـNSAIDs في تسكين الألم؟
تعمل الـNSAIDs على المستوى الكيميائي؛ فتحجب تأثيرات أنزيمات معينة (Cox1 وCox2 تحديدًا) تؤدي دورًا أساسيًّا في اصطناع البروستاغلاندينات، وبذلك توقف الـNSAIDs اصطناع البروستاغلاندينات في الجسم، وهذا يعني تخفيف الألم والتورم.
وتحجب معظم الـNSAIDs أنزيمات Cox1 وCox2، ونذكر منها:
فللأسبرين بعض الخواص التي تميزه عن باقي الـNSAIDs، وأهم هذه الميزات أنَّ الأسبرين يقللُ تجمُّع الصفيحات؛ ما ينقص احتمال تشكُّل الخثرات التي تؤدي إلى الجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
وقد ابتُكِر نوع أحدث من الـNSAIDs، وهو مثبطات الـ Cox2 فحسب، وتمتاز بأنَّها تؤثر في أنزيمات الـCox2 دون التأثير في الـCox1، وأشهرها Celecoxib.
والآن، نطرح السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا كثيرًا: ما هي التأثيرات الجانبية التي تسببها الـNSAIDs التقليدية؟
إنَّ معظم الناس الذين يستخدمون الـNSAIDs لا يعانون من أيَّة مشكلات خطيرة بسببها، ولكن؛ في بعض الحالات -وخصوصًا تلك الحالات التي تتطلب التسكين المستمر للألم- يمكن أن تحمل المُسكِّنات جوانب سلبية.
فعندما تأخذ حبة المُسكِّن، ستؤثر في الجسم كله وليس في الجزء الذي يؤلمك وحسب، ولهذا قد تحمل الـNSAIDs تأثيرات أخرى -قد تكون غير مرغوبة- في مناطق أخرى من الجسم إلى جانب عملها الممتاز في تسكين الألم، وأهم هذه التأثيرات:
إنَّ أكثر التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تسببها الـNSAIDs التقليدية شيوعًا هي إمكانية إحداث القرحات وغيرها من المشكلات في الجهاز الهضمي؛ لكونها تمنع اصطناع البروستاغلاندينات، ولكنَّ عملها لا يتوقف عند ذلك؛ إذ تحتوي أجسامنا أنواعًا عديدة من البروستاغلاندينات، ويساهم أحد هذه الأنواع في حماية بطانة المعدة وجهاز الهضم، ويساهم أنزيم الـCox1 في اصطناع هذا النوع.
وبما أنَّ الـNSAIDs التقليدية تحجب عمل أنزيم الـCox1، فهي تبطئ اصطناع هذا البروستاغلاندين؛ ما يُنتِج كثيرًا من المشكلات الهضمية عند استخدامها، فيتضرر الجهاز الهضمي من الحمض المعدي الطبيعي نتيجة تعطل آليات الحماية لديه.
تنقص الـNSAIDs تدفُّق الدم إلى الكليتين فيتباطأ عملهما، وتتراكم السوائل في الجسم نتيجة لذلك، وكلما ازدادت كمية السوائل في الدم ازداد ضغط الدم.
إذًا، فقد يؤدي تناولك للـNSAIDs بكميات كبيرة ونقصان التروية الدموية إلى ضرر دائم في الكليتين؛ ممَّا قد يقود إلى فشل كلوي في نهاية الأمر.
يمكن أن تسبب الـNSAIDs تفاعلات تحسسية شديدة، وخاصة عند مرضى الربو، وينصح عديدٌ من الاختصاصيين بتجنُّب مرضى الربو استخدام الـNSAIDs في حال وجود مشكلات في الجيوب الأنفية أو سلائل أنفية (nasal polyps) خصوصًا.
بماذا تختلف مثبطات الـCox2 عن الـNSAIDs التقليدية؟
تُعدُّ مثبطات أنزيم Cox2 أحد أنواع الـNSAIDs، وهي تعمل بطرائق مشابهة عادة، وليس هنالك تفضيل بينهما من ناحية تسكين الألم، فضلًا عن أنَّهما يتشاركان المخاطر في معظمها، ولكنَّ الفرق الأساسي بينهما يكمن في أنَّ مثبطات الـCox2 قد صُمِّمت -خصيصًا- لتجنب المشاكل الهضمية الشائعة عند استخدام الـNSAIDs التقليدية؛ فهي لا تؤثر في مستويات البروستاغلاندينات التي تحمي بطانة الجهاز الهضمي، وبذلك تقدم التأثير المسكن للألم للـNSAIDs التقليدية، مع مشكلات هضمية أقل بكثير.
وماهي مخاطر مثبطات Cox2؟
تكون مستويات أنزيمي Cox1 وCox2 متوازنة في الجسم الطبيعي عادة؛ فحين يُثبَّط أحد الأنزيمين دون الآخر يمكن أن يُسبب ذلك مشكلات غير متوقعة.
وقد تبيَّن أنَّ أنزيمات الـCox1 تساعد في اصطناع مواد تساهم في تخثر الدم وتضييق الشرايين، وهذا التأثير تضبطه في الأحوال الطبيعية مادة أخرى تُسمى prostacyclin المصطنعة بمساعدة أنزيمات الـCox2 (وهي الأنزيمات التي تحجبها مثبطات الـCox2).
فبحجب أنزيمات الـCox2 وحدها سوف يختل التوازن بين هذه الأنزيمات، وتنخفض مستويات الـprostacyclin، فيزداد تأثير أنزيمات الـCox1 بسبب غياب الرقابة، وهذا يُسبب زيادةَ خطر الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية.
المصادر:
هنا
هنا