ماذا تعرف عن التدخين الثالثي Thirdhand Smoking؟
الكيمياء والصيدلة >>>> كيمياء
يُعرّف الدخان الثالثي بأنه بقايا النيكوتين وباقي مخلفات التبغ التي تبقى في الأماكن المغلقة وعلى السطوح والملابس والأثاث بعد أن يتلاشى الدخان من الهواء، كما يشمل هذا المصطلح كل المواد الكيميائية الجديدة الناشئة من تفاعل مكونات دخان السجائر (أو غيرها) مع باقي مكونات البيئة، ولايزال كثير من هذه المواد الكيميائية مجهولاً حتى الآن.
يمكن أن ينتقل الدخان الثالثي إلى المدخنين وغير المدخنين عن طريق التنفس، أو الامتصاص الجلدي، أو التناول الفموي،
ويتراكم على الأسطح مع مرور الزمن ولا يمكن إزالته بطرق التنظيف التقليدية. لا يمكن تفادي الدخان الثالثي حتى مع تهوية الغرف أو استخدام المراوح أو المكيفات، حيث يُعتبر خلق بيئةٍ خاليةٍ من التدخين الطريقة الوحيدة لتفادي مخاطره.
بدأ الوعي حول تأثيرات التدخين الثالثي الخطيرة بالتزايد في السنوات الأخيرة، حيث اكتسب الموضوع ضجةً كبيرةً بعد مقالٍ نُشر عام 2009 في مجلة Pediatrics وأوضح تأثيرات التدخين الثالثي الخطيرة على الأطفال، إلى جانب جهل الأهل بخطورته مقارنةً مع التدخين الثانوي. لكنّ الاهتمام العلمي بهذا الموضوع قد سبق الاهتمام الشعبي بفترةٍ طويلة، حيث أظهر بحثٌ نُشر عام 1953 أن طلي فئران التجربة بالدخان المكثف تسبّبَ بإحداث السرطان. وفي عام 1991 أظهر بحثٌ آخر أن الغبار في منازل الأشخاص المدخنين كان ملوثاً بالنيكوتين، وفي عام 2004 وجدت دراسةٌ أخرى تراكيزَ كبيرة من النيكوتين حتى في بيوت غير المدخنين التي تتعرض للدخان في فترات متباعدة (من الضيوف مثلاً).
يتفاعل النيكوتين المتراكم في البيئة مع حمض النيتروز Nitrous acid (الذي يلوث الهواء من دخان السجائر والسيارات وغيرها) مشكلاً العديد من المركبات الكيميائية التي تعرف بـTSNAs وقد أثبتت الدراسات تأثير هذه المواد في إحداث طفرات في الـDNA مما يؤهب للإصابة بالسرطان.
كما وجد أن غاز الأوزون يمكن أن يتفاعل مع 50 مركباً مختلفاً من دخان السجائر لينتج جزيئاتٍ دقيقةٍ يختلف تركيبها الكيميائي ولكنها تشترك بإمكانية التأثير على العديد من أعضاء الجسم وأهمها نقي العظام والغدد اللمفاوية والقلب والجهاز العصبي.
ختاماً، يجب الانتباه دوماً أن جرعة الملوّثات تلعب دوراً كبيراً في تأثيرها ولهذا فإن تأثير التدخين الثالثي ليس بخطورة التدخين الأولي أو الثانوي. ولكن هذا لا ينفي خطره على المجتمع وعلى الأطفال بشكلٍ خاص، فعدم التعرض لدخان السجائر المباشر لم يعد كافياً لتفادي مخاطر التدخين، وقد أظهرت دراسةٌ جديدةٌ أن تأثيرات التبغ تبقى في بيوت المدخنين لمدة 6 أشهر بعد الإقلاع عن التدخين. بدأت هذه الاكتشافات الجديدة تأخذ تأثيرها، فبدأ الناس الحريصون على صحتهم بطلب غرفٍ لم يتم التدخين فيها من قبل في الفنادق، وحتى قرار شراء منزل أو سيارة مستعملة وقيمة هذه الممتلكات أصبحا يتأثران بتدخين المالك السابق من عدمه.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا