" Braidio" تقنيةٌ ثورية ٌ لتبادلِ الطاقةِ.
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
في ورقةٍ بحثيّةٍ نُشرَتْ في الخامسِ و العشرينَ من أغسطس عن معالجةِ البياناتِ، قامَ فريقٌ منْ جامعةِ ماساشوستس في أمهيرست الأميركية، بقيادةِ البروفيسور ديباك جانيسان، بتطويرِ تقنيةٍ راديويةٍ جديدةٍ تسمحُ للأجهزةِ المحمولةِ الصغيرةِ بالإستفادةِ من بطاريةِ الأجهزةِ المحمولةِ الكبيرةِ التي تتصلُ معها.
ديباك وعددٌ من زملائِه، بان هوو بينجيو زهانغ ومحمد روستامي، الخريجين من كليةِ المعلوماتيةِ وعلومِ الحاسوبِ، قاموا باختبارِ نموذجٍ لراديو يتوقعُ منهُ أنْ يساعدَ في إطالةِ شحنِ البطاريةِ للأجهزةِ المحمولةِ الصغيرةِ كساعاتِ اليد الذكيّة، وأجهزةِ تَعقّبِ اللياقةِ.
قامَ الفريقُ بتسميةِ التقنيةِ الجديدةِ " Braidio" والتي تَعني شريطَ الراديو، و صرحوا أنّه بإمكانِها إطالةُ عمرِ البطاريةِ مئاتِ المراتِ في بعضِ الحالاتِ، وأن استخدامَ هذه التقنيةِ سَتسهمُ في جعلِ الأجهزةِ أصغرَ وأخفَ وزناً في المستقبلِ.
و أوضحَ البروفيسور أنّ حجمَ البطاريةِ قد يكونُ متناسباً مع حجمِ الأجهزةِ، و كلما كانَ الجهازُ أكبر كلما كانتْ بطاريتُه أكبر، فعلى سبيلِ المقارنةِ تكونُ بطاريةُ اللابتوب أكبرَ بألفِ مرةٍ من بطاريةِ جهازِ تعقّبِ اللياقةِ، و أكبر بمئةِ مرةٍ من بطاريةِ ساعاتِ اليدِ الذكيّة، وأكبر بعشرِ مراتٍ من بطارياتِ الأجهزةِ الخلوية. ومع ذلك لا تستطيعُ هذه الأجهزةُ الاستفادة من فرقِ الحجم، فمثلاً بطاريةُ ساعةِ اليدِ الذكيةِ لن تصمدَ طويلاً عندَ الحصولِ على الطاقةِ من البطاريةِ المُتطوّرةِ و المتقدمةِ في هاتفِك الذكيّ.
و أضافَ: "أصبحَ لدينا القابليةُ لإجراءِ عمليةِ التفريغِ و الحساباتِ من حواسيبِنا الشخصيةِ المحدودةِ إلى " الغمامة المصدر" ، وكانَ من الطبيعي و المنطقي وجوبُ امتلاكِ هذه الأجهزةِ القادرةِ على إفراغِ القدرةِ المستهلكَةِ للإتصالِ إلى الأجهزةِ الأخرى التي تملكُ طاقةً أعلى.
و أوضحتْ الورقةُ البَحثيّةُ التي أُعدتْ و نُشرتْ في المؤتمرِ، أنّ الباحثين قد قاموا بخطواتٍ واسعةٍ للحصولِ على حلّ لهذهِ المشكلة، عن طريقِ تصميمِ راديو يستطيعُ أنْ يُفرّغَ الطاقةَ إلى الأجهزةِ الكبيرةِ المجاورة، جاعلين حجمَ الجهازِ واستهلاكَ البطاريةِ مُتناسِبَين مع حجمِ البطارية. للوصول إلى هذا تمّ تعديلُ تقنيةِ البلوتوثِ المعروفةِ بطريقةٍ تجعلُها تعملُ بشكلٍ مُشابهٍ لتقنيةِ ال (RFID). في الحقيقة، يتمّ استهلاكُ الجزءِ الأكبرِ من الطاقةِ في الإتصال، وهنا يتمّ دمجُ هذه التقنيةِ في الأجهزةِ الأصغر فتصبحُ مُوفّرةً للطاقة.
يعملُ " Braidio" كالبلوتوثِ العادي، عندما يكونُ الجهازُ مممتلئاً بالطاقةِ، وبطريقة (RFID)، عندما تكونُ طاقةُ الجهازِ منخفضة. فعندما يعملُ الجهازُ يستطيعُ تفريغَ طاقةِ جهازٍ آخر ذي بطاريةٍ أكبر، لذلك عندما يعملُ هاتفٌ ذكيّ و ساعةٌ ذكيةٌ معاً، يستطيعان تشاركَ الطاقةِ المُستهلَكَةِ للإتصال، يقول "هوو" أنّ نتائجَ الاختبارِ الأخيرةِ على " Braidio"، أظهرت أنه عندما يتمّ الإرسالُ من جهازٍ ذي بطاريةٍ صغيرةٍ إلى جهازٍ ذي بطاريةٍ كبيرةٍ، يستطيعُ الجهازُ أنّ يُوفّرَ شحناً للبطاريةِ أكثر ب400 مرة من البلوتوث، خصوصاً أنّ الأجهزةَ الصغيرةَ تدومُ بطاريتُها فترةً أطول.
للتوضح فإن البراديو يُغطي فقطَ كلفةَ الإتصالِ بين الجهازين وإرسال البيانات، فعلى سبيل المثال لو كنا ننقلُ الطاقةَ من كاميرا تستهلكُ مئات الميلي واطات أثناء استخدام حساسها، فبشكلٍ مؤكد سيستهلكُ الحساسُ كلّ الطاقةِ، و يخفضُ احتماليةَ تحسين " Braidio".
قامَ الفريقُ أيضاً بتطويرِ خوازميات تتحكمُ بالقناةِ، والطاقةِ المُنتقلةِ عندَ كلًّ من المستهلكِ و المُستقبِل، وتُبَدّلُ بشكلٍ ديناميكي بين الأنماطِ المُختلفةِ التي طوّرَهَا الفريقُ، وبهذه الطريقةِ تتمكنُ الأجهزة من تبادلِ الطاقةِ بشكلٍ مُكافِئ دونَ التأثيرِ على إنتاجيتها، بهذه التحسينات يأملُ الخبراءُ أنْ يصبحَ براديو و الأجهزةَ الشبيهة فيه أصغرَ و أصغر مع مرور الوقت.
يختمُ البروفيسور جانيسان، أنّّ أجهزةً مثلَ براديو تفتحُ الطريقَ نحو طرقِ تفكيرٍ جديدةٍ للأجهزةِ القابلةِ للإرتداء، حيث إنّها تكونُ كبيرةً بسببِ البطاريةِ الخاصةِ بها، إلا أنّه يأملُ أنْ تستطيعَ هذه التقنياتُ الجديدةُ إنهاءَ هذه المشكلة و تصنيع أجهزة أصغر في المستقبل.
المصدر: هنا