أبو صيّـاح... فنان الشعب يودّعُ دمشـق
الفنون البصرية >>>> أيقونات فنية خالدة
ودّع الفنان الكبير رفيق السبيعي دمشقَ البارحة 5 كانون الثاني 2017، تاركًا في جعبة الفنّ أعمالًا أصيلة جسد بها الفلكلور السوريّ.
إنَّ الذي نشأَ وترعرعَ في دمشقَ وتجوّل في حاراتها لا بدّ وأن شاهد الشخصية المعروفة "أبو صيّاح" أو قبضاي الحارة الشامية أو الزكرت الشاميّ التي صنعها الفنان رفيق السبيعي بنفسه وكانت من أبرز الشخصيات في الدراما السورية، فعرِفه التلفزيون ممثلًا بارعًا وفنانًا عجز الكثيرون عن الوصول إلى موهبته أو تقديم ما قدّمه للمسرح والسينما والتلفزيون منذ أواخر أربعينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
وُلد الفنان رفيق السبيعي في التاسع من كانون الثاني في حيّ البزورية الدمشقيّ في العام 1930. كان له شغفٌ بالتمثيل والفن بشكلٍ عامّ إذ انضمّ للكشّاف وأظهر مواهبهُ في التمثيل والغناء، وكان مع فنانين آخَرين كدريد لحام ونهاد قلعي أحد أعمدة الفنّ السوريّ سواءً في المسرح أو السينما أو التلفزيون.
بدأ مسيرته كملقِّمٍ في المسرح، واكتشف موهبته الفنان حكمت محسن، الذي يُعتبر مؤسسَ الدراما الشعبية السورية إذاعيًا ومسرحيًا وتلفزيونيًا، حين قام السبيعي بأداء دور على المسرح للمرة الأولى بعد غياب الممثل الرئيسي فكان أداؤه آنذاك أداءاً بارعًا أثار إعجاب حكمت محسن الذي تنبأ له بالنجوميّة.
وقد شارك السبيعي في فرقٍ فنيّة كثيرة وبرعَ فيها، كفرقة «علي العريس» و«سعد الدين بقدونس» و«عبد اللطيف فتحي»، و«البيروتي»، و«محمد علي عبدو»، كما ساهم في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال في العام 1946.
قدّم الفنان رفيق السبيعي خلالَ مسيرته الفنية أعمالًا كثيرة أثبتَ من خلالها قدرته على تجسيد مختلف الشخصيات الدراميّة. ولم يقتصر حسه الفني على التمثيل فحسب بل كان له خبرة في الإخراج الإذاعي وقدّم، على مدار 12 عشر عامًا، برنامجًا أسبوعيًا بعنوان "حكواتي الفن".
من أشهر مسرحيات الفنان رفيق السبيعي نذكر: (مات 3 مرات) و(الأخوة كارامازوف) و(حبس الأحلام) ،
ومن أهم مسلسلاته فكان (حمام الهنا) و(مقالب غوار) و (ليالي الصالحية) و (أيام شامية)
أمّا في الغناء فمن منا ينسى أغنيتهُ الشهيرة في العام 2012 من ألحان سمير كويفاتي:
"أنا سوري من أرض الشام
وعطر الياسمين الفواح
مهما درت وشفت بلاد
غير بحضنا ما برتاح"
وللسينما، قدّم السبيعي أكثر من خمسين عملاً كان آخرها فيلم "سوريّون" وبينها فيلمان للأخوين رحباني مثّل فيهما إلى جانب فيروز هما "سفربرلك" و"بنت الحارس".
ودّعنا رفيق السبيعي مساء أمس 5-1-2016 وتوسّد أحضان دمشقَ إلى الأبد.
المصادر:
هنا
هنا
هنا