عذراء نورمبرغ
الفنون البصرية >>>> فن وتراث
عذراء نورمبرغ ... يرسم الإسم في خيالك إحدى حسناوات ألمانيا اللواتي يخترقن القلب دون استئذان بجمالهن ... ويعتصر قلبك ذاته عندما تعلم أن الإسم يعود لآلة ( تعذيب ) تخترق الجسد كله باستثناء القلب ! آلة تعذيب استخدمت في العصور الوسطى لتعذيب المجرمين .
عذراء نورمبرغ أو العذراء المعدنية the maiden ..
وهي عبارة عن تابوت معدني طوله سبعة أقدام أي ما يقارب المترين بحيث يتسع لرجل واقف , تربط الضحية داخله , له بابين مزودين من الداخل بمسامير أو قطع معدنية حادة وضخمة , وتكون متوضعة بشكل استراتيجي بحيث عند إغلاق أحد الأبواب تخترق المسامير الضحية دون أن تؤذي أياً من الأعضاء الحيوية التي تسبب الوفاة المباشرة كالقلب . وأحياناً يتم إغلاق البابين بشكل متقطع أي على فترات لزيادة وتضخيم الألم قبل الوصول إلى الموت .
وبما أن الضحية مثبته داخل العذراء , فإن أراد المسؤول عن التعذيب فتح الباب وإغلاقه مرة أخرى سوف تدخل المسامير في الجروح ذاتها التي سببتها أول مرة , بالإضافة إلى أن المسامير عندما تدخل الجسد تغلق الجروح تماماً , ليستغرق الموت ساعات أو حتى أياماً كي يحدث ...
وعندما يغلق البابان بشكل تام , تعزل الضحية داخلها فلا يصلها صوتٌ ولا ترى ضوءً ولا يسمع صراخها أحد , مما يزيد العذاب النفسي أكثر .
ربما استوحي هذا التصميم من طريقة إعدام القرطاجيين لماركوس أتيليوس ريغولوس المدونة في رسالة تيرتوليان " إلى الشهداء " أو كتاب " مدينة الله " للقديس أوغسطينوس , حيث وضعوه في صندوق خشبي ضيق داخله مسامير حادة فكيفما تحرك تغرز بجسده .
وأخذ اسم الآلة من العذراء مريم , ربما لعلاقة العذاب الجسدي بتطهير الذنوب لا أعلم حقيقة بحثت كثيراً عن أسباب اختيار الإسم ولم أجد جواباً شافياً ... إن كنتم تملكونه لا تبخلوا علينا به
سارة درويش
تدقيق وتصميم : ليلى السعدي
يمكنك مشاهدة كافة مقالات السلسلة (لاحقاً) من خلال الضغط على الرابط (الهاشتاغ)