بدايةً .. هل تساءت يوماً لماذا يختلف دخل الأشخاص حول العالم؟

للإجابة على هذا السؤال تستخدم مجلة (Global Finance Magazine) بيانات البنك الدولي حيث تقارن الدول من خلال GNI per capita مؤشر الدخل القومي الاجمالي -الناتج عن القيمة السوقية للسلع والخدمات التي ينتجها الأفراد الذين يحملون جنسية معينة بغض النظر إن كانوا في بلدهم الأم أم لا، ثم تتم قسمة الرقم النهائي الذي يتمّ التوصّل إليه على عدد السكان لنحصل على قيمة هذا المؤشر. ولسهولة المقارنة بين الدول يتم اعتماد عملة موحدة وهي الدولار الأميركي. يُستخدم متوسط سعر صرف العملات بالنسبة للدولار على مدار عدة سنوات بحيث يتناسب ذلك مع معدل التضخم السائد لتكون الدراسة أكثر دقة.

في كل عام يصنف البنك الدولي الدخول حول العالم إلى أربع فئاتٍ على الشكل التالي

I. الدول متدنية الدخل: 1045$ أو أقل
II. الدول ذات دخل متوسط أدنى: 1046$ إلى 4125$
III. الدول ذات دخل متوسط أعلى: 4126$ إلى 12،745$
IV. الدول ذات الدخل المرتفع: 12،746 $ أو أكثر

تظهر لنا البيانات السابقة في جميع أنحاء العالم من خلال خرائط للقارات كل منها على حدة حسب موقع (How Much) وهو موقع متخصص بجمع معلوماتٍ عن التكاليف، حيث تظهر الدول ذات الدخل المرتفع باللون الأخضر، و الدول ذات دخل متوسط أعلى باللون الأصفر، والدول ذات دخل متوسط أدنى باللون البرتقالي القانئ، أما الدول ذات الدخل المتدني فتظهر باللون البرتقالي القاتم.

أولاً - خريطة أمريكا الشمالية والوسطى

تتوزع فئات دخل دول أمريكا الشمالية والوسطى بشكل رئيسي بين اثنين من كبار الدخل حسب التصنيف السابق، مما يعكس مستوى عالٍ من الرفاهية في هذا الجزء من العالم، حيث شملت الإحصائيات 11 دولة وكانت النتيجة على الشكل التالي

الدول ذات الدخل المرتفع: عددها 4 دول.
الدول ذات دخل متوسط أعلى: عددها 6 دول.
الدول ذات دخل متوسط أدنى: دولة واحدة وهو هاييتي.



ثانياً - خريطة أمريكا الجنوبية

تظهر معظم دول أمريكا الجنوبية في فئة الدول ذات دخل متوسط أعلى، ومع ذلك يُلاحظ وجود بعض الدول ذات الدخل المرتفع، بالإضافة لدول أخرى ذات دخل متوسط أدنى. وكانت الإحصاءات التي شملت 19 دولة على الشكل التالي

الدول ذات الدخل المرتفع: دولتين هما التشيلي والأوروغواي.
الدول ذات دخل متوسط أعلى: 10 دول.
الدول ذات دخل متوسط أدنى: 7 دول.



ثالثاً- القارة الأوربية

تقع معظم دول أوروبا -كما هو حال قارة أمريكا الشمالية- في منطقتي الدخل المرتفع و دخل متوسط أعلى، ومع ذلك يلاحظ وجود فجوة واضحة جداً من حيث الدخل بين أوروبا الغربية والشرقية. وكانت الإحصاءات التي شملت 34 دولة على الشكل التالي

الدول ذات الدخل المرتفع : 21 دولة.
الدول ذات دخل متوسط أعلى: 9 دول.
الدول ذات دخل متوسط أدنى: 4 دول.



رابعاً- القارة الأسيوية وروسيا والشرق الأوسط

يوجد تنوع ملحوظ واختلاف كبير في معدلات الدخل بين دول آسيا والشرق الأوسط. حيث يسلّط الدخل القومي الإجمالي الضوء على العديد من التفاصيل، فعلى الرغم من أنّ الصين تُعتبر واحدةً من أكبر اقتصادات العالم، بلغ الناتج المحلي لديها في عام 2014 أكثر من 10 تريليون دولار، إلا أنه بالمقارنة مع عدد سكانها الضخم يضعها في منطقة الدخل ذات دخل متوسط أعلى. الإحصائيات ل28 دولة كانت على الشكل التالي

الدخل المرتفع: 5 دول.
الدول ذات دخل متوسط أعلى: 7 دول.
الدول ذات دخل متوسط أدنى: 10 دول.
الدول منخفضة الدخل: 6 دول.



خامساً- قارة أوقيانوسيا

بسبب النفوذ الإقليمي الكبير لأستراليا ونيوزيلندا، تقع هاتان الدولتان ضمن فئة الدخول المرتفعة، بينما تقع باقي المناطق المجاورة ضمن قائمة المناطق ذات دخل متوسط أدنى. من خلال نظرة على الدول الـثمان الموجودة كان التالي

الدول ذات الدخل المرتفع: 3 دول.
الدول ذات دخل متوسط أعلى: دولة واحدة.
الدول ذات دخل متوسط أدنى: 4 دول.



سادساً - قارة إفريقيا

تهيمن الاقتصادات ذات الدخل المتدني ودخل متوسط أدنى على أغلب دول هذه القارة؛ إلا أن غينيا الاستوائية هي الوحيدة فقط في منطقة الدخل المرتفعة، لذا هنالك حاجة كبيرة لزيادة مستوى الدخل في هذه القارة، فهي من أقل الدول دخلاً نسبة إلى بقية دول العالم. الإحصائيات لـ 42 دولة في هذه القارة كانت كالتالي

الدول ذات الدخل المرتفع: دولة واحدة هي غينيا الإستوائية.
الدول ذات دخل متوسط أعلى: 7 دول.
الدول ذات دخل متوسط أدنى: 12 دولة.
الدول ذات الدخل المتدني: 22 دولة.



بالنهاية وإستناداً إلى ماسبق يمكننا الاستنتاج أن الدول ذات الدخول المتقاربة تكون متوضعة بشكلٍ قريبٍ من بعضها البعض كما أن التطور العلمي والتقاني للدول يؤثر بالايجاب على نسب الدخل فيها .

المصادر

هنا