أمارتيا سن.. رجل الاقتصاد الهندي
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> اقتصاد
لأسرة هندية وأبٍ أستاذٍ في الكيمياء، ولد أمارتيا في دكا عاصمة بنغلاديش سنة 1933، حصل على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة الرئاسة في مدينة كلكاتا الهندية، ليحصل بعدها على شهادة بكالوريوس أخرى في الاقتصاد من جامعة كامبردج البريطانية، ثم الماجستير والدكتوراه (1959) من الجامعة ذاتها، وكان أصغر رئيس يعين لرئاسة قسم الاقتصاد في جامعة جادفبور الهندية .
كانت جائزة نوبل التي حصل عليها في عام 1998 نتيجةً لإسهاماته في اقتصاد الرفاه، وهو فرع من علم الاقتصاد يعنى باستخدام تقنيات الاقتصاد الجزئي لتقديم الرفاه الاقتصادي بإدخال القيم الأخلاقية والإنسانية إلى هذه التقنيات، إلا أن ما قدمه هو أكثر من ذلك، فقد أسهم كذلك في نظرية الاختيار الاجتماعي، وهي نظرية تعنى بالجمع بين آراء الأفراد وتفضيلاتهم ومصالحهم للوصول إلى قرار جماعي بصورةٍ ما، وكذلك في قضايا الفقر والعدالة الاجتماعية، خصوصاً في ظل الظروف المؤلمة التي كان يقاسيها كثير من أبناء بلده، حيث شهد في صغره مجاعة البنغال التي فتكت بثلاثة ملايين إنسان، وكتب كتابه ( الفقر والمجاعات ) في عام 1981. كذلك فقد أسهم أمارتيا في اقتصاديات التنمية وكان له أثر في صياغة ( تقرير التنمية البشرية ) الذي نشرته الأمم المتحدة .
نشر في عام 1970 كتاباً بعنوان ( الاختيار المشترك والرعاية الاجتماعية )، عالج فيه الكثير من القضايا الاجتماعية والمتعلقة باقتصاديات الرفاه، كالعدالة والمساواة وحقوق الفرد، ما دعا الكثيرين من الباحثين والمهتمين إلى لفت انتباههم نحو مشاكل الشارع والمجتمع. كما أنه لعب دوراً في التأثير على الحكومات والمنظمات الدولية لبذل الجهود من أجل مكافحة مشكلة الفقر والمجاعات في العالم.
لم تقتصر أفكار أمارتيا على حقول الاقتصاد والتنمية، بل تعدتها إلى الفلسفة، في عام 2009 نشر أمارتيا كتابه ( فكرة العدالة )، طارحاً فيه نظريته الخاصة عن العدالة ومستنداً إلى إثراءاته السابقة في اقتصاد الرفاه ونظرية الاختيار الاجتماعي.
لقد استطاع الاقتصادي الهندي بما قدمه أن يترك لبلاده أثراً في سجل الحائزين على جائزة نوبل، وخلال مسيرة حياته الممتدة إلى الآن وقد تجاوز سنه الواحد والثمانين، كرّس نفسه لدعم قضايا الفقر والمجتمع، كما أنه أغنى علم الاقتصاد بأبحاثه ومؤلفاته المنشورة، لم يهتم بنيله الجائزة بقدر ما سُرّ بأنها أعطته منبراً ليقدم من خلاله أفكاره ونظرياته، ويسعى لخدمة مشاريعه الفكرية والاجتماعية.
المراجع:
هنا
هنا
هنا
هنا