روبوتاتٌ طبيّةٌ ومستقبلٌ واعدٌ للرعايةِ الصحيّة
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا الطبية
علمنا أنّ استخدامَ الروبوتات قدّ شملَ المجالَ الطبيّ كالجراحاتِ التنظيريّة والعصبيّة، كما شملَ أيضا الرعايةَ الصحيّةَ متمثلة بِمهامِ التعقيمِ والتجهيزاتِ الطبيّة، وهناك العديدُ من تلكَ الروبوتات نذكر منها الآتي:
1. روبوتاتُ العملِ عن بعد Telepresence:
يتمّ استخدامُها لمعالجةِ المرضى الموجودين في أماكنَ بعيدة، حيثُ يتولى طبيبٌ مختصٌ الإشرافَ عن بُعد من خلالِ اتصالٍ يُمكّنه من توجيهِ الأسئلةِ للمريض، وتقومُ كاميراتٌ عاليةُ الدقةِ بالإضافة إلى تجهيزاتٍ مُعقّدةٍ بمساعدتِه على إجراءِ الكشف والمعاينة اللازمة.
Image: health.heraldtribune.com
2. مساعدو الجراحين Surgical Assistants:
تقومُ هذه الروبوتاتُ المُتحَكَم بها عن بُعد بمساعدةِ الجراحين خلالَ العملياتِ الجراحيةِ خصوصاً تلكَ الإجراءات الأقل غزواً. وتعتبرُ الأذرعُ الروبوتية أساسَ هذه الروبوتات من خلال التطورِ الكبيرِ في آليةِ عملِها بحيثُ يمكنُ التحكمُ بها من خارجِ غرفةِ العملياتِ، وتساعد أيضاً الجراحين في إجراء العمليات المعقدة. كما ويُنتَظَرُ مزيد من التطورِ في استخدامِ هذه الروبوتات مع تطور تقنياتِ الواقع المعَزَز، والتصويرِ ثلاثيّ الأبعاد عالي الدقة.
Image: davincisurgery.com
3. روبوتاتُ إعادةِ التأهيلِ Rehabilitation Robots:
تلعب هذه الروبوتات دوراً مهماً في مساعدة الأشخاصِ في دورِ الاستشفاء خصوصاً للذين يعانون من إعاقات معينة، حيثُ تساعدُ في زيادةِ قدرتِهم الحركيّة وقوتهم وأدائِهم وجودةِ حياتِهم نتيجةَ قابليةِ برمجتِها لكي تناسبَ حالةَ كلّ مريض على حدة، مما يزيدُ من فرصةِ تجاوزِ المرضى لحالاتِ الصدمة التي من الممكن أن يكونوا تعرضوا لها في حادثٍ ما أو السكتاتِ الدماغية، والاضطراباتِ العصبيّةِ سواء السلوكية أو العضلية مثل التصلّب المتعدد، يُضاف إلى هذه الروبوتات استخدامُ تقنياتِ الواقعِ الافتراضي لزيادةِ فعاليّة أداءِ هذه الروبوتات في تقديمها المساعدةَ للمرضى.
Image: wordpress.com
4. الروبوتاتُ المستخدمةُ في عملياتِ النقل الطبيّ Medical Transportation Robots:
تُستَخدم في مجالِ نقلِ الأدويةِ والوجباتِ ضمنَ وحدات المشفى للمرضى والكادر الطبي، وبالتالي تتحسنُ جودةُ عملياتِ التواصلِ بين الأطباء والعاملين في المشفى إضافة للمرضى. تتمتعُ هذه الروبوتاتُ بقدرتِها على السيرِ والاكتشاف التلقائي للطريقِ ضمنَ المشفى، لكن هذه العملية لا تزال (بحسب رأي الخبراء) بحاجةٍ لمزيدٍ من التطوير.
Image: CNBC.com
5. الروبوتاتُ المسؤولةُ عن التطهيرِ والنظافةِ العامة Sanitation and Disinfection Robots:
يتمّ استخدامُ هذه الروبوتات في أماكنَ تتفشى فيها أنواعُ البكتيريا المقاومةِ للمضادات الحيوية (كالإيبولا)، والتي تشكلُ تهديداً حقيقياً لصحةِ الطواقمِ البشريّة المسؤولةِ عن عملية التعقيم، وتستخدمُ هذه الروبوتات الأشعةَ فوقَ البنفسجيةِ إضافةً لأبخرة hydrogen peroxide لتعقيم الأماكنِ خلالَ دقائقَ معدودة.
Image: www.bostonglobe.com
6. الروبوتاتُ المسؤولةُ عن تركيبِ الأدوية Robotic Prescription Dispensing Systems:
تُعتبرُ السرعةُ والدقةُ من أهم ميزاتِ الروبوتات عموماً، وبفضلِ التطورِ الكبيرِ في قدرةِ الروبوتات على التعامل مع أنواعٍ متعددةٍ من الموادّ في حالتها الصلبةِ والسائلةِ واللزجةِ أو كمسحوق، تبدو قدرتُها على الخوض في مجالِ تركيبِ الأدويةِ بسرعةٍ عاليةٍ و دقةٍ أكثر مما مضى.
Image: scriptpro.com
نماذج الروبوتات المستقبلة:
لا يزالُ العملُ والتطويرُ مستمراً في مجالِ إنتاجِ روبوتاتٍ تشملُ مختلفَ نواحي الرعاية الصحية، فعلى سبيل المثال: يقومُ فريقٌ بحثيّ من معهد Worcester Polytechnic Institute في الولايات المتحدة الأمريكية بتطويرِ روبوتٍ صغيرٍ عالي الدقةِ قادرٌ على العمل في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، ولإنجاز بناءِ هذا الروبوت كان لا بُدّ للفريقِ أن يُراعي عدةَ تحدياتٍ تقنية تتمثلُ بوجودِ الروبوتِ ضمنَ حقلٍ مغناطيسي قويّ الشدة، حيث يتوجبُ الحفاظُ على عملِ جميعِ الحساسات والمحركات والمعدات الأخرى المُرفقة بالروبوت بصورةٍ سليمةٍ من خلالِ بنائها من موادّ لا تحملُ خوّاصَ حديدية nonferrous materials، إضافةً لتطويرِ التطبيقاتِ وبروتوكولات الاتصالِ القادرةِ على العملِ بصورةٍ موثوقةٍ ضمنَ هذه البيئة الخاصة، ولا ننسى أنّ من أهم التحدياتِ هو تطوير روبوت يُلائم التحكمَ به من قِبَلِ طاقمٍ (طبيّ) غير مختص ٍتقنياً، أي يجب أن يتمتع ببساطة في الإعداد والتحكم.
بحثٌ آخر يتناول موضوعَ الواقعِ الافتراضي virtual reality المُستخدم في روبوتات إعادةِ التأهيلِ لتوسيعِ وتطويرِ عمليةِ الاستشفاءِ وزيادة التحفيز والتأثيرِ الفيزيائي الإيجابي للمعالجة، نلاحظُ في هذا المجال نشاطاً للأبحاثِ في تقنياتِ النانو، فعلى سبيلِ المثالِ تمّ تطويرُ جسيمات نانوية قادرة على العمل في الدماغ، واجتيازِ حواجزَ وأغشيةٍ غايةً في الدقةِ ضمنَ الدماغ، ويُنتَظَر في المستقبل تطويرُ أجهزةٍ نانوية قابلةٍ للحقن ضمنَ الجسم، بحيث تكون قادرة على التوجه بصورة تلقائية نحو هدفها، مع إمكانية مراقبةِ عملِها بتقنيات لاسلكية.
شهدت التكنولوجيا تطوراتٍ مذهلةً في الآونة الأخيرة، وتوظيفها في المجالِ الطبيّ له آثارُه الإيجابية في حياة المرضى في المرافق الطبية وأيضا في حياة الأطباءِ المهنية، وذلك لمساعدتِها في تذليلِ العديدِ من الصعوبات خصوصاً في العمليات الجراحية. نتمنى ألا يتوقفَ العلماءُ والمختصون عند هذه النقطة، فالعديدُ من الأبحاث والابتكارات يجبُ أن تأخذَ موضعِ قدمٍ في العقود القليلة المقبلة مما سيحسن من جودة الحياة لدى المرضى وسيزيد من نسب الشفاء.
المصدر:
هنا