جلدٌ إلكترونيٌّ كبديلٍ للهاتفِ الذكي
الهندسة والآليات >>>> التكنولوجيا
أما إن كنتَ ممن سئِم رحلةَ البحثِ عن أحدثِ الإصدارات و دفع كلِ مدخراتك للحصولِ على هاتفٍ يلبي حاجاتك ثم لا تفتأ ترى زجاج هاتفك متناثراً بعد سقوطه من يدك فلن تقلقَ بعد اليوم، ستقدمُ لك هذه التقانة كلَ ما تنشده.
قامَ علماءٌ يابانيون من جامعةِ طوكيو بتصميمِ جلدٍ إلكترونيٍّ فائقِ الرقةِ بشاشةِ عرضٍ رقميةٍ متعددةِ الألوان مزودةٍ بثنائياتٍ باعثةٍ للضوء الأحمر والأخضر والأزرق، ومثبتةٍ على مادةٍ مرنةٍ شبيهةٍ بالوشوم القابلةِ للإزالة.
الجميلُ في هذه الرقاقةِ الجلديةِ أنَّ ثُخنها يُقدّرُ بثلاثةِ ميكرومتراتٍ فقط أي 0.003 ميلمترٍ .ولتسهلَ المقارنةُ على الفهمِ فهي أرقُ بثلاث عشرة مرةً من شعرة الإنسان.
لن نقولَ إن هذا الجلدَ الإلكتروني هو الأكثرُ رقةً كشاشةِ عرضٍ إلكترونية فحسب، بل إنه ينطوي على العديدِ من التقنياتِ التي ستجتازُ بنا الصعابَ و التحديات؛ فهو مزوّدٌ بغشاءٍ واقٍ ذي جودةٍ عاليةٍ ستحميه من رطوبةِ الهواء و ستحفظُه من التلف، وهو يشع حرارةً أقل من الحرارة المنبعثة من الابتكارات الشبيهة السابقة مما يضمن سلامة الجلد البشري من الاحتكاك المباشر بجهاز إلكتروني، كما أنه يستهلكُ طاقةً أقلَ مما يعني إمكانية استخدامه لفترات أطول.
لا بدَّ بعدَ كلِّ تجربةٍ من دروسٍ تُستفاد، لذا حرصَ الباحثون على تجنبِ تكرارِ أخطاءِ الماضي ومشاكلِ الأغشية الضوئية التي تعمل لساعاتٍ فقط عند تعرضها للهواء، فلجؤوا إلى طبقةِ حمايةٍ بسماكةٍ لا تزيدُ عن 2 ميكرومتر تضمن حياةً أطولَ للجلد الإلكتروني الجديد تقيه التلفَ عند التعرض لتقلباتِ البيئة وتغيراتِ المناخ، وتحفظُ تماسكَ أجزائِه وتمنحُه مرونةً تمنعه من الارتخاء والتفسخِ عند حركة اليد. كما لجؤوا إلى تشكيل هذا الغشاءِ الواقي من طبقاتٍ متتاليةٍ من مادةِ السيلكون غير العضويةِ مع مادة الباريلين “Parylene” العضوية مما يساهم في منع مرورِ الأوكسجين أو بُخار الماء، وقاموا بزراعةِ صفيحةٍ شفافةٍ من إلكترودات أوكسيد الأنديوم فيه.
Image: The University of Tokyo, Someya Group Organic Transistor Lab
كما استطاع الباحثون تشكيل حساسات يمكن لصقها برأس الأصبع وتستطيع حساب ضغط الدم ومعدل نبضات القلب ومستوى الأوكسجين في الدم ويمكن عرض النتائج على شاشة عرض مرنة متوضعة على راحة اليد كما في الصورة التالية:
Image: The University of Tokyo, Someya Group Organic Transistor Lab
يتطلعُ فريق البحث لإنتاج شاشات (LED) أكثر دقة يمكن أن تحلَّ محل الهواتف النقالة، فبرغم أنّ التطورَ في الهواتفِ النقالةِ غَيَّرَ الطريقةَ التي نتواصلُ بها، إلا أنّ هذه الأجهزة ما تزال منفصلةً نحملها معنا أينما ذهبنا. فكيفَ سيبدو العالمُ إذا حصلنا على شاشات عرضٍ يمكننا لصقُها بأجسامنا؛ نستخدمها كبديل لهواتفنا النقّالنا وتساعدنا في عرض حالتنا النفسية أو درجاتِ التوتر وعدمِ الارتياح؟.
يمكنك صديقي القارئ مشاهدة الفيديو التالي لإلقاء نظرة على المستقبل:
المصدر:
هنا