داء تصلُّب الشرايين (التصلّب العَصيدي) Atherosclerosis الجزء الثاني: طرق الوقاية والعلاج
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
ربما كانَ منَ الأصحٍّ السؤال عمَّن لا يمكن أن يصابَ بهذا المرضِ، فقد أظهرت نتائجُ التشريحِ بعدَ الوفاةِ لجنودٍ شُبَّانٍ قتلوا في حربي كوريا وفيتنام أن أشكالاً مُبَكِّرةً من التصلب العصيديِّ ظهرت في نصفِ إلى ثلاثةِ أرباعِ تَعدادِهم، مما يَجعلنا نعتقدُ بأنّه يبدأُ في أعمارٍ مبكرةٍ. إلا أن هذه الدراسةَ تعدُّ قديمةً فهل لدينا معلوماتٌ أحدث؟
نعم بالتأكيد، ففي عام 2001 أظهرت دراسةٌ على 262 شخصاً يبدون بحالٍ جيدةٍ دونَ أيِّ أعراضٍللتصلب العصيديِّ، أنه كان لـ 52% منهم بعضٌ من التصلب العصيديِّ، بينما ارتفعت النسبةُإلى 85% في الأشخاصِ الأكبرِ من 50 عاماً، وبشكل مفاجئ في 17% من المراهقين المدروسين، مع ملاحظةِ أن التصلبَ كانَ في مراحلَ مبكرةٍ في أغلبِهم، مما يجعلنا نتأكدُ مرةً أخرى بأنه يبدأُ بعمرٍ مبكرٍ، وقد يكونَ لا عرضياً لفترةٍ لا بأسَ بها.
ما فرصة وجود هذا المرض في عمر الأربعين؟
لدى الانسانِ السليمِ صحياً عموماً فرصة 50% في المتوسطِ لتطويرِ شكلٍ جديٍّ من التصلب العصيديِّ عندما يصلُ إلى الأربعينَ عاماً، وتزداد هذهِ النسبةُ طرداً بتقدمه أكثرَ في العمرِ، حيثُ أنَّ معظمَ الأشخاصِ فوق 60 سنة مصابون بشكلٍ ما منه ولكن قد يكونون غيرَ عَرَضِيِّين.
وقد انخفضت نسبةُ الوفاةِ من هذا المرضِ بمقدار 25% خلالَ العقودِ الثلاثةِ الماضيةِ، ربما نتيجةَ أنماطِ الحياةِ الأكثر صحيةً وتطورِ علاجاتِ أفضل.
كيفَ يمكننا الوقايةُ منه؟
بِتخفيضِ عواملِ الخطرِ التسعةِ الأساسيةِ المرتبطةِ به وتعديلِ نمطِ الحياةِ للوقايةِ منه، هذه العوامل هي:التدخينُ ومستوى الكولسترول العالي وارتفاعُ التوترِ الشريانيِّ والداءُ السكريُّ والسمنةُ الجذعيةُ (البطنية) والإجهادُ (التوتريُّ) ونقصُ تناولِ الفواكهِ والخضارِ والاستهلاكُ المفرطُ للكحولِ وعدمُ ممارسةِ الرياضةِ بشكلٍ منتظمٍ.
كما تَتَّهمُ بعضُ المراجعِ الأخرى الشحومَ الثلاثيةَ وحالةَ الالتهابِ بالتأثيرِ جنباً إلى جنبٍ معَ العواملِ السابقةِ.
يمكنُ لجرعاتٍ صغيرةٍ (طفلية) في بعضِ الحالاتِ من الأسبرين أن تكونَ هامّةً للأشخاصِ الحاملينَ لخطرٍ معتدلٍ إلى شديدٍ، كالذينَ أصيبوا سابقاً باحتشاءٍ أو سكتةٍ أو خناقِ صدرٍ، من خلالِ مساهمتِها بالوقايةِ من تجلطِ الدمِ، وهنا يجبُ أن ننبهَ بأنك يجبُ أن تستشيرَ طبيبك قبلَ تناولِ هذا الدواءِ، لما يمكنُأن يحدثَ من أخطارٍ وآثارٍ جانبيةٍ.
ما العلاجُ؟
إذا ما حصلَ المرضُ فإنه غالباً ما يبقى إلا أن تغييرَ نمطِ الحياةِ كما شرحنا سابقاً بالحميةِ وإيقافِ التدخينِ وممارسةِ الرياضةِ ينقصُ من خطرِ الاحتشاءِ القلبيِّ والسكتةِ.
تعملُ الأدويةَ المضادةُ لارتفاعِ كولسترول الدمِ وتلكَ المضادةُ لارتفاعِ التوترِ الشريانيِّ على إبطاءِ أو إيقافِ التصلب العصيديّ مما قد ينقصُ أيضاً من خطرِ الاحتشاءِ القلبيِّ والسكتةِ.
يبقى لنا أن نشيرَ إلى الإجراءاتِ الغازيةِ التي قد يضطرُ الأطباءُلاستعمالها: مثلَ التصويرِ الوعائيِّ مع الشبكاتِ- أنبوب رفيع يُدخلُ من شريانٍ في الذراع أو الساق ليصلَ إلى مكانِ التضيق\العائقِ الذي يُرى بتصويرِ الأشعةِ السينيةِ الحيِّ، أما إجراءاتُ رأبِ الوعاءِ فتعتمدُ على القثطرةِ المُجَهَّزةِ ببالونٍ ودعاماتٍ لفتحِ الشريانِ المسدودِ، حيث تنقصُ الدعامةُ من الأعراضِ لكنها لا يمكنُ أن تمنعَ الهجماتِ القلبيةَ المستقبليةَ.
بالإضافةِ لجراحةِ المجازاتِ الإكليلية (يزرعُ فيها الجراحونَ وعاءً سليماً مأخوذاً غالباً من ساقِ المريضِ أو صدرِه ليتجاوزوا باستعمالهِ المنطقةَ المصابةَ ويلتفوا حولها، ولكنَّ هذه العمليةَ غزيرةُ الاختلاطاتِ، لذا تُستعملُ باستطباباتٍ معينةٍ للمرضى المصابين بأعراضٍ هامةٍ أو بتحدداتٍ وعجوزاتٍ ناجمةٍ عن التصلب).
وأخيراً لابُدَّ أن نفكرَ فيما قرأنا، وأن نحاولَ تحسينَ شروطِ حياتنا الصحيةِ، والتخلصَّ من عاداتنا الصحيةِ السيئةِ، واستشارةَ طبيبنا بالتأكيدِ فيما نفعله، فهوَ الأقدرُ على مساعدتنا للوقايةِ والعلاجِ من هذا المرض.
المصادر:
هنا
هنا
هنا