مجموعة أدوية كيميائية قد تُزيد من خصوبة المرأة، تُكتشف صدفةً
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
نبّه العلماء من جهةٍ أخرى أنّ هذه الدراسة هي دراسة صغيرة، ولا يُمكن للنتائج التي لُوحظت أن تثبتَ تماماً أنّ لهذا النوع من العلاج الكيميائي القدرة على تحريض إنتاج بويضات جديدة، ومن غير الواضح أيضاً إذا كان هذا العدد المُتزايد من البيويضات التي شوهدت في مبايض النساء البالغات اللواتي تلقين العلاج الكيميائي سيسَاعد ويسهم في تحسين خصوبتهنّ أم لا.
وجد القسم الآخر من الدراسة أنّ هذه البويضات الجديدة لم تنمُ في طّبقِ الإختبار، وذلك عند مقارنتهم مع البيويضات المأخوذة من مبايض نساء سليمات.
على الرغم من أنّ الدراسة قد تضمّنت بعض المرضى فقط، ولكن كانت نتائجها منسّقة واستنتاجاتها ملحوظة وبعيدة المدى وعلى الباحثين أن يعرفوا أكثر عن عمل مزيج الدواء الكيميائي على المبايض والآثار المترتبة على ذلك.
ويبقى السؤال الأهم، كيف يمكن أن تتشكّل بويضات جديدة في مبيضي امرأة بالغة؟
تُولد الفتيات وفي مبيضيها كامل البيوض التي تحتاجها لخصوبتها طيلة حياتها وغير قادرة على انتاج بويضات طيلة حياتها، ولكن من المعروف أن البيوض تحتاج لأن تنضج ضمن هيكل محدد يدعى بالجُريبات. ينضج عادةً جُريب واحد كل شهر ويحرر منه بويضة، وكلّما ازداد عمر المرأة كلّما قلّ عدد الجُريبات في مبيضيها، وبالتالي تتناقصُ فرصتها في الحمل.
تُسرِّع بعضَ أدويةِ السرطان من خسارة الجُريبات، مما يُؤذي خصوبة المرأة بشكلٍ واضح، ولكن يبدو أنه لا تمتلك الأدوية الكيميائية الأخرى أي تأثير على الخُصوبة، وفقاً لهذه الدراسة.
إذاً ما هو المزيجُ المكوَّن من الأدوية الكيميائية الذي قد ساهم في زيادة عدد الجُريبات في المبايض؟
اعتقد العلماء بأنّ أدوية المعالجة الكيميائية المُستخدمة لمعالجة لمفوما هودجكن (نوع من أنواع سرطان الدم يصيب بشكل خاص الكريات البيضاء أي اللمفاويات) لا تمتلك أي تأثير على الخصوبة، إذ يتضمن العلاج مزيجاً من أربعِ أدوية كيميائية مضادة للسرطان وهي adriamycin، bleomycin، vinblastine and dacarbazine) أو كما يُرمز لها اختصاراً بـ ABVD ، ولكن وبَعدَ أن حلّل الباحثون عينات من نُسجِ مبايض إناث متبرعات ممن يتعاطون الـ ABVD وثلاث نساء ممن يتعاطون نوع آخر من العلاجات الكيميائية و12 امرأة سليمة بنفس العمر، وجدوا أنَّ النساء اللواتي يتلقين علاج الـ ABVD يمتلكنَ عدداً أكبر من الجُريبات غير الناضجة في مبايضهن (أكثر من عشرةِ أضعاف في بعض الحالات) من النساء السليمات والنساء اللواتي خضعن لعلاجاتٍ كيميائية أخرى، بل وقد لُوحظ أيضاً أنّه تمتلك النساء اللواتي قد خَضعن سابقاً للعلاج الكيميائي المشترك ABVD عدداً أكبر من الجُريبات وهو أكثر من المتوقع للنساء بعمرهنّ.
هل يُمكن لهذه البويضات الجديدة المتشكّلة أن تزيد فعلاً من خصوبة المرأة؟
كما ذكرنا فقد ظهرت الجُريبات عند النساء المتعاطين للـ ABVD بعددٍ أكبر، ولكن بحجمٍ أصغر بشكلٍ مشابه لتلك الجُريبات الملاحظة عند الفتيات قبل سن البلوغ، وعندما حاول العلماء تنمية هذه الجُريبات ضمن المختبر في طبق الإختبار (أي الجُريبات المأخوذة من النساء المعالجات بالـ ABVD) لم تَنمُ كما نمت الجُريبات المأخوذة من المجموعتين من جّريبات النساء المتبرعات، أي حوالي 20% فقط من الجُريبات المأخوذة قد نَمت فعلاً بالمقارنةِ معَ 42% وحتى 46 % من المجموعتين الآخريتين، وبالتالي يُقارن هذا التطور المحدود للجُريبات مع الجُريبات المُلاحظة عند الفتيات قبل سنّ البلوغ.
كيف تؤثّر مجموعة الأدوية هذه على المبيضين؟
يعتقد الباحثون أنَّه لمجموعة أدوية الـ ABVD القدرة على تحريضِ الخلايا الجذعية داخل المبيضين ليحفزّهما على إنتاج بويضاتٍ جديدة، ولكن هناك تفسيرات أُخرى تقول أنّ جُريبات البيوض المتواجدة أصلاً ضمن المبيضين قد تضرّرت أثناء المعالجة الكيميائية وانقَسمت إلى جزأين أو أكثر، مما يفسر العدد الكبير للجُريبات غير الناضجة ضمن المبيضين. كما يقول David Albertini مدير مركز أبحاث التكاثر عند الإنسان في نيويورك: "ستحددُ الدراسات المستقبلية على أيّة حال تأثيرَ كلّ من هذه الأدوية الأربعة منفرداً لنحصل على فهمٍ أفضل للآلية التي أدّت لزيادة عدد الجُريبات عند النساء البالغات".
المصدر:
هنا