قراءة الكف
منوعات علمية >>>> العلم الزائف
أول من مارسَ هذه "الطريقة" هم أهل الهند، الصين، ومصر، ودًوِّنَ أوّل كتابٍ عن قراءةِ الكفِّ قبلَ نحوِ 600 سنة مضت.
قام قُرّاءُ الكفِّ بتسميةِ خطوط اليدِ المختلفة بأسماءٍ مُعينة، مثل خطّ الحياة وخط القلب وغيرها، فمثلاً، يُظهر خطُ الحياة صحتكَ الفيزيولوجيّة والمُدّةَ التي ستعيشها، أمّا خطُّ الرأسِ يدلُّ على قدراتكَ العقليّة، أمّا خطُّ القلبِ فيدلُ على العواطف.
يقولُ بعضُ قرّاءِ الكفِّ إنّ الناسَ المبدعونَ لديهم خطوط يدٍ مروحيةَ الشّكلِ، أمّا الحسّاسين فلديهم راحة يدِ عريضةٍ وأصابعَهم نحيلة.
إنّ العلم طبعاً لا يؤيّدُ هذه الأفكار، ولا يقبل أن يكونَ دليلك على أنك سترثُ المالَ، أو تعثر على شريك حياتك من خطوطِ وعلاماتِ يدك، فإذا كانت هذه الخطوط تتوافق مع شخصيّة حبيبتك، يمكن معرفةُ ذلك عن طريق علم الجينات فقط.
هناك شخصُ يدعى "راي هيمان" أثار الأمر فضوله منذ أن كان شاباً، وانتهى به الأمر ليصبح بروفسوراً في علم النفس وأستاذاً في الجامعة. عندما كان راي مراهقاً كان يقرأ الكفَّ كوسيلةٍ لجمعِ المال، فقرأ بعضَ الكتبِ، وتعلّمّ أنّ الناسَ تحبُّ أن تعرفَ بعض الأمور عن حياتهمُ الخاصّة المستقبليّة، سواء كانت ماليّة، أو عاطفية، أو ماذا يخبئ لهم المستقبلُ؟ هل سيتزوجون؟ هل سينعمون بصحةٍ حيدةٍ؟ هل سيحصلون على وظيفةٍ مناسبةٍ؟ وغيرها من الأمور.
عندما بدأ راي بقراءة الكفِّ، لم يكنْ يؤمنُ أو يصدقُّ بهذه الطّريقة، ولكنّ الأمر لم يتعدَ كونه وسيلةً لجلبِ المال، إلا أنّ مديحَ الناسِ الذين كانوا يلجؤون إليه، جعله يصدق أنهُ قد يستطيع بالفعل أن يخبرَ الناسَ عن شخصياتهم، ومستقبلهم عن طريق خطوط أيديهم.
أخبرَ أحد أساتذته بما يفعل؛ فطلبَ منهُ القيامَ بتجربةٍ، وهي أن يخبرَ الناسَ عكسَ ما قد دوّن في كتب قراءة الكف ومراقبة النتيجة، وفعلاً نفذ راي التجربة، والتي أثبتت أنّ قراءةَ الكفِّ هي مجردُ أوهامٍ ودجلْ، حالها كحال العرّافين والمنجّمين وغيرهم ممن يدّعون قراءة المستقبل. وقد أصبح راي خبيراً فيما يسمى القراءة الباردة cold reading، والتي تعني معرفة ما يجب أن تقوله لأي غريب لتوهمه أنّك تعرفُ كلَّ شيءٍ عنه.
عندما تكبر في السّنِّ، رُبّما سترغب يوماً أن تخوض هذه التجربة، أو أن تقوم أنت بالقراءة الباردة وتتحقق شخصيّاً من صحة ذلك، من يدري؟ لعلّك تكون راي هيلمان القادم.
المصدر: هنا